> تقرير/ عبدالله الظبي - سالم حيدرة صالح

مدير الصحة: وفرنا مواقع للعزل والفحوصات في عدن
منذ أواخر العام الماضي بدأ العالم بإجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا، الذي بدأ في مدينة ووهان الصينية، ليتحول إلى وباء عالمي مرعب، فشلت في احتواء تفشيه دول كثيرة تمتلك إمكانيات هائلة بعد انتقاله إلى أراضيها.
في اليمن، ساهمت الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام ربما بإعاقة وصول الفيروس، وتلك حسنة الحرب الوحيدة كما يقول كثيرون، فالبلد المنهك بالصراعات والحروب يعاني كثيراً من تدهور الخدمات الصحية، الأمر الذي ضاعف من قلق المواطنين في عموم البلد، لاسيما مع فشل السلطات في إدارة مواجهة الكارثة المحتملة.

حصل اليمن على مساعدات دولية لمواجهة العدو الخفي "كورونا" وقدم صندوق النقد الدولي منحة مقدارها 26.9 ملايين دولار، كما قدمت دول ومنظمات عديدة مساعدات نقدية وتجهيزات لا تعتمد السلطات الحكومية الشفافية في توزيعها وإنفاقها وحتى منظمات المجتمع المدني تتعاطى مع الفيروس القاتل من قبيل الاستثمار والحصول على التبرعات الدولية دون أنشطة ملموسة، كما يؤكد مختصون.

ومحافظة أبين التي يتقاسم أراضيها كل من الشرعية والانتقالي تفتقد لأبسط الخدمات الصحية، ومازال استعدادها لمواجهة الفيروس لم تتجاوز إعلانات متكررة وتصريحات لقيادات السلطة المحلية حول توفير مواقع عزل صحي، لكنها حتى اليوم خالية من التجهيزات.
يقول المواطن عبدالله سعيد سالم، وهو يتحدث عن مخاوفه: "الرعاية الصحية والقطاع الصحي في محافظة أبين في وضع لا يحسد عليه وغير قادر على تقديم خدمات صحية وعلاجية للمواطنين في الوضع الطبيعي".

وأضاف قائلاً: "حتى اليوم لم يتم تجهيز موقع الحجر الصحي الذي تم اختياره في مستشفى زنجبار العام أو المعهد الصحي بمدينة جعار، ولم نرَ تجهيزات خاصة تم إيصالها إلى أي من الموقعين، وكل ما نسمعه من تصريحات المسئولين عن مواقع الحجر أو العزل، لا يتجاوز التصريحات والحديث الدعائي".

قطاع صحي يفتقد للأساسيات
فيما قال ناشط المجتمعي عبدالإله عميران، في حديثه عن الوضع الصحي: "فاقد الشيء لا يعطيه، فالقطاع الصحي في محافظة أبين فاقد لكثير من الأساسيات، والتي يتوجب أن تتوفر في زمن الرخاء، فإذا جاء الفيروس أكثر ما يمكن أن يقدمه القطاع الصحي هو الطلب بأن نرفع أكفنا إلى السماء، ونتضرع إلى الله تعالى ليرفع عنا البلاء".

وقال: "بالتأكيد لا إمكانيات لمجابهة الخطر، فالكل يعلم ما يمر به القطاع الصحي في المحافظة، ونستطيع القول إنه بالإمكانيات البسيطة عجزنا عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية، فما بالك في فيروس بحجم كورونا، وأعتقد أن مكتب الصحة بإمكانه تحديد حجر صحي، لكن المشكلة بأن بعض العاملين في القطاع الصحي في المحافظة يرون برؤية بعيدة المدى، ماذا سوف يكسبون!".

واختتم قائلاً: "على الإخوة في مكتب الصحة والسكان في المحافظة العمل بما يخدم المصلحة العامة، وأخذ الاحتياطات والاحترازات لمواجهة الفيروس بشكل مستعجل، قبل أن يقع الفأس في الرأس".
يرى كثير من المواطنين، التقتهم "الأيام"، أن جهود السلطة المحلية في محافظ أبين دون المستوى المأمول ويزيد من مخاوفهم. ويقول المواطن أحمد ماطر: "إذا كان القطاع الصحي لا يستطيع التعامل مع حالات إسهال عادية، كيف سيتعامل مع فيروس قاتل؟!".

ودعا منظمات المجتمع المدني إلى المساهمة في مواجهة الوباء من خلال حملات النظافة والتوعية الإعلامية وتوفير الكمامات ووسائل التعقيم.

توفير مواقع للعزل
من جهته، أشار مدير عام مكتب الصحة والسكان بمحافظة أبين د. جمال ناصر امذيب، في تصريحه لـ "الأيام"، إلى توفير مواقع للعزل وقال: "نحن في مكتب الصحة بمحافظة أبين قمنا بتوفير مراكز للعزل في كل من زنجبار وجعار، في مديرية زنجبار حددنا مبنى مصمماً للعزل، وقريباً إن شاء الله سوف يتم تركيب أجهزة التنفس الصناعي في موقع العزل والتي قدمتها منظمة الصحة العالمية".

وأضاف: "وفي مدينة جعار تم اختيار داخلية البنات في المعهد الصحي، كونها مكونة من مبنى عليه حوش، وإن شاء الله سوف نقوم بتجهيزه"، وتابع قائلاً: "نواجه ضغوطاً من قبل الجهات المعنية من أجل تسليمنا المعدات الطبية، طلبوا منا تدريب 15 فرداً على العزل، ونحن نعتبر مركز العزل في مدينة زنجبار جاهزاً، وقد تم تدريب فريق الترصد الوبائي في المحافظة على كيفية التعامل مع الوباء، بالرغم من كونهم متخصصين ولكن تم تدريبهم في عدن من أجل أن يكونوا نواة لمركز العزل وسيعملون على تدريب فرق الترصد بالمديريات على كيفية التعامل مع الفيروس".

وأضاف: "منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن خطر وباء كورونا في 30 من يناير، وجهت إلينا وزارة الصحة، في نفس التاريخ، لرفع جاهزية الترصد الوبائي بما يخص حالات الاشتباه بكورونا، بالإضافة إلى رفع جاهزية المركز والمستشفيات بالمحافظة في حال الاشتباه بحالات مصابة، وعلى ضوء هذا نحن في المكتب وجهنا خطابا إلى كافة مدراء مكاتب الصحة في المديريات والمستشفيات والمركز الصحية برفع جاهزية الطوارئ، من خلال فرق الترصد الوبائي في المديريات وعددهم 11 فريقاً يشرف عليهم مدير الترصد بالمديرية لرفع الاستعدادات فيما يخص كورونا، ضمن حالات ترصد اليومية المبلغ عنها في غرفة العمليات المحافظة إلى غرفة العمليات المشتركة في الوزارة، وفيما يخص الترصد نرفع تقريراً يومياً إلى السلطة المحلية عن الوضع الوبائي في المحافظة، بالإضافة إلى الطوارئ حيث يتم إبلاغ المكتب عبر المستشفيات، ونحن نبلغ غرفة العمليات في الوزارة والسلطة المحلية على الفور".

الفحوصات في عدن
وتابع مدير مكتب الصحة قائلاً: "طلبوا منا، نحن المحافظات الأربع أبين ولحج وشبوة والضالع، والتي لا توجد بها منافذ برية وبحرية وجوية، التأهب والاستعداد ورفع الجاهزية في حالة الاشتباه، حيث قمنا بتعريف المواطنين بالترصد الوبائي عبر فرق مكتب الصحة التي تعمل على الرصد والمتابعة أولاً بأول، ويشرف مكتب الصحة على الفرق والإجراءات التي تتخذها هذه الفرق بالمديريات في حالة الاشتباه، وهل الحالة جاءت من بلدان ينتشر فيها الوباء".

وأضاف: "نقوم بأخذ عينة من الحالات المشتبهة إلى المختبرات الطبية المركزية في عدن، وبعد الفحص يتم تحديد إذا كانت الحالة مصابة أو غير مصابة".

وأشار مدير مكتب الصحة إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة كإغلاق الجامعات والمعاهد والمدارس وصالات الأعراس، كذلك قرار وزير الأوقاف بإغلاق المساجد، الهدف منها هو التباعد الاجتماعي (التباعد الجسدي)، لأن الفيروس ينتشر بصورة أكبر عند الازدحام، "وكثير من الدول عملت على التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الوباء، ونحن هنا علينا الاستفادة من عامل الوقت للوقاية، وأخذ الاحتياطات الضرورية".

واختتم حديثه، بتوجيه الأئمة المواطنين وقال: "للأسف الشديد عندنا في محافظة أبين لا مبالاة من قبل المواطن رغم الجهود التوعوية".