من تجليات الفوضى الخلاقة.. تصريح الجبواني وظلمات عدن ليلا

> نجيب محمد يابلي

> إنه قدر هذه المدينة الحاضنة الطيبة عدن، وإنه قدر هؤلاء الجنوبيين الذين توظف قوى استخبارية عصبيتهم المشحونة عبر المراحل: طغمة وزمرة ووحدوي وانفصالي وشرعية وانتقالي، لأن الجنوبيين لايزالون عازفين عن تقديم قراءة لتاريخهم العقيم.

الشمال سخر نفسه عبر قيادته السياسية سواءً كان نفوذ القبيلة أو نفوذ الهاشميين، وإلا من يصدق أن حميد الأحمر أو علي محسن الأحمر مجردان من القوة التي يحوزها الحوثيون، فميزان القوى في الشمال كان بقوة حاشد وبكيل أما سائر مناطق الشمال (تعز والحديدة وإب وغيرها) فما هي إلا مستعمرات، فيما كان ميزان القوة في الجنوب تحكمه قاعدة "من قلب غلب" أي من ينتصر في منعطف تفجير الموقف صار الفيد من نصيبه، أي أن كل ما كان بحوزة الخاسر يؤول للمنتصر (مساكن وسيارات ومناصب قيادية عسكرية ومدينة ودبلوماسية)، لأن القبيلة كائن كونفدرالي لا يقبل الاندماج، القبيلة تتعاقد تتعاهد والخاسر الأكبر هي عدن التي جردت كل شيء بعد 6 نوفمبر 1967م وحتى اليوم.

انتقل الصراع بكل مظاهره إلى عدن بهدف واضح المعالم وفق سيناريو كان فصله الأول في 11 فبراير 2011 بصرخة "الحل أو أرحل" وهي صرخة استخبارية ثم جرت عملية انتخاب هادي رئيساً في 21 فبراير 2012م، وجرى احتلال صنعاء من قِبل الحوثيين في 21 سبتمبر 2014م، ثم غادر هادي صنعاء يوم 21 فبراير 2015م، وغادر هادي عدن إلى السعودية عبر سلطنة عمان يوم 26 مارس 2015م، وها نحن ندخل العام السادس دون ظهور بصيص من الأمل.

ما يجري عندنا وفي سوريا وليبيا ما هو إلا استهداف للعرب في مخطط استخباري دولي يطلق عليه "مخطط حدود الدم" والهادف إلى إبادة العرب من خلال الفوضى الخلاقة وأشكالها كثيرة، إقلاق الأمن والاستقرار من خلال تنفيذ عمليات تفجيرات واغتيالات وقطع الرواتب والكهرباء والمياه وعمل السياسيين من خلال مواقع متفرقة خارج البلاد.

تُجرى عمليات متفرقة منها بروز تجليات الفوضى الخلاقة مؤخراً وأصبح انقطاع الكهرباء بمعدل 6 ساعات إطفاء وساعة أو أقل من ساعة عودة تيار الكهرباء، ويسري ذلك على خدمة المياه.
وفي شكل آخر من أشكال الفوضى، تصريح وزير النقل المُقال الجبواني الذي حث الشرعية على غزو عدن عبر أبين على غرار ما حدث لعدن من غزو يوم 6 نوفمبر 1967م.

الأخبار المتداولة حالياً، أن تجمعاً كبيراً لقوات الشرعية سيتجه إلى عدن، حيث ستدور معارك بحسب السيناريو الخارجي بين قوات الزمرة ضد قوات الطغمة، ولا هذا يساري ولا ذاك يميني ولا هذا "موسكوفي" ولا ذاك "بكيني"، فالأمور برمتها صراع القبائل على الفيد.

نسال الله السلامة وأن يحفظ لنا عدن وأهلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى