مستنقعات خلفتها مياه الأمطار مختلطة بمياه الصرف الصحي تتخللها أكياس القمامة وأغراض خاصة بمواطنين جرفتها السيول أثناء مرورها بمنازلهم، تلك صورة "بانورامية" لشوارع مدينة الحوطة بلحج نتيجة الأمطار التي هطلت، أمس الأول، إثر المنخفض الجوي الذي تشهده البلاد حالياً.

وخلفت الأمطار، إلى جانب تشويه منظر المدينة العام وعرقلة خطوط السير ومحاصرة منازل المواطنين ومركباتهم، أضراراً مادية أخرى فقد انهار منزل المواطن باسل علي كندش دون أن يخلف الانهيار أية خسائر بالأرواح أو إصابات، فيما أخلى العديد من المواطنين منازلهم خشية انهيارها، خاصة وأن معظم المنازل قديمة وتساقطت بعض أجزاء أسقفها وجدرانها أثناء هطول الأمطار.

وكمشهد أصبح معتاداً بعد كل جو ماطر تشهده المدينة، يحاول المواطنون إخراج مياه الأمطار من منازلهم بينما استخدم آخرون مكائن شفط المياه كون معظم المنازل غمرت بالمياه، وإلى جانب مشكلة تصريف مياه الأمطار يعاني أهالي مدينة الحوطة كباقي سكان البلاد من مشكلة شبكات الصرف الصحي المتهالكة، فاختلطت في الحوطة مياه الأمطار بمياه الصرف، إذ إن غرف التفتيش لم تستوعب كمية المياه المتدفقة لقِدمها.

كما ناشد العديد من المواطنين في مديريتي الحوطة وتبن السلطات المحلية بسرعة شفط المياه المتراكمة نتيجة للأمطار التي شكلت مستنقعات كبرى تمثل بؤرا لتكاثر البعوض الناقل للأمراض، خاصة وأن العاصمة وضواحيها تشهد انتشار العديد من الأمراض والحميات، خاصة "المكرفس وحمى الضنك".

وفي سياق الأضرار التي خلفتها الأمطار، أوضح مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمحافظة المستشار، عمر الصماتي، حجم الأضرار التي تعرضت لها المخيمات بفعل الأمطار، حيث أفاد بأن 8 مخيمات في المحافظة "الرباط والمشقافة والجراد والعند وصبر وطهرور والبيطرة والأمل"، تعرضت لأضرار كلية وبعضها جزئية أدت إلى إتلاف حوالي (383) خيمة و"صندقة"، وانهيار 15 بيارة للصرف الصحي ما اضطر النازحين إلى البقاء في العراء فيما احتمى بعضهم بالمدارس القريبة من مخيماتهم.

وأشار الصماتي إلى أن الأمطار تسببت في إتلاف المواد الغذائية وغير الغذائية للنازحين ما يعني تضرر1867 أسرة نازحة، بحسب إحصائية أولية في المخيمات المذكورة آنفاً، مطالباً المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية بتوفير الخيام والسلال الغذائية والمواد الإيوائية وتوفير الملابس للنازحين، مشيراً إلى أن ما تعرض له النازحون في مخيمات النزوح بمديرية تبن كارثة تستدعي سرعة التدخل لإنقاذهم من الجوع والأمراض خاصة وأن المواد الغذائية التي كان يمتلكها النازحون، والتي قدمت دعماً من قبل المنظمات الدولية، تلفت بسبب الأمطار.​