مازالوا في نفس المعركة وسينتصرون

> أحمد الربيزي

> كنت في "حافتنا"، خرجت لأبحث عن نسمة هواء تجفف العرق والرطوبة من على جسدي وجبيني، وشاهدت ما أدهشني، وارتأيت أن أنقله لكم، شاهدت عيال حافتنا من الشباب السعيد وهم يجمعون مبالغ صغيرة كل واحد منهم بما يقدر عليه، وأنا أشاهدهم، وقد عادوا بحماس يشبكون الشارع وأركان الحي بأسلاك أضواء الزينة والأوراق الملونة، لينتزعوا أفراحهم بقدوم الشهر الكريم من تحت أنقاض كارثة الفيضان وانقطاع الكهرباء، ولا زال انقطاع الكهرباء والماء في حينا مستمرا حتى كتابة هذه المقالة.

قام الشباب بحماسة منقطعة النظير فشبكوا أسلاك الإضاءة الملونة، وعلقوا شرائط الأوراق الملونة، تحت إضاءة ما تبقى من شحن في هواتفهم التي تنطفئ واحداً بعد الآخر، حتى استكملوها مستبشرين بأنهم يحتفلون بهذا الشهر العظيم (شهر رمضان) ومنذ أكثر من ساعة فرشوا في أحد أركان الحي يتسامرون فرحين بتزيين حيهم كبقية أحياء وحوافي وشوارع مدينتهم، فرحين بأضوائهم التي لم تضيء بعد، وغير آبهين برطوبة الأرض التي يقعدون عليها في انسجام تام، ويتناقشون و(يتناجمون) بأصواتهم العالية كعادتهم، وينكتون لبعضهم، وتسمعهم بلهجات جنوبية متعددة، وبقهقهة عدنية مشتركة ومميزة، بسخريتها.

يا لهم من عظماء، يا لهم من عمالقة شباب، ويا لكِ من مدينة عظيمة يا عدن.

حينها أدركت أن حرب الخدمات التي تشعلها حكومة الفساد لن تهزمنا، طالما فينا روح هذا الجيل العظيم، فقد ذكرني هؤلاء الشباب بنفس الموقف ونفس الحماس، ونفس الظروف مواقفهم في 2015م حين كانوا في نفس الأركان يقاومون الغزو الحوثي بكل بسالة وبصمود أسطوري، مع الفرق أن معركة اليوم تختلف في الوسيلة عن معركة 2015م فقط، ولهذا استبشرت خيرا وأدركت أن عدن ستنتصر للجنوب لا محالة كما انتصرت للجنوب في 2015م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى