قرار مصيري.. ولكن!

> علي ثابت القضيبي

> لا أعتقد أن ثمّ من سيناكف حول موضوعية وصوابية اتخاذ قيادتنا في الانتقالي لقرار إعلان تحمل مسؤولية إدارة جنوبنا ذاتياً، فهو قرار طال انتظاره طويلاً، وخصوصاً في ظل حالة العبث والاستهداف المقصود الذي مارسته الشرعية في التعاطي مع جنوبنا منذ تحريره.
وهذا عايشه الكل وبكل مرارةٍ، وفي ظل تغاضي الشركاء في الإقليم عن كل صور الاستهانة بشعبنا والتلذذ بتعذيبه، وقد بلغ الحد مداه بلا شك.

الآن، وبعد هذا القرار المصيري، ثمة محاذير عدة تنتصب أمامنا، والأول والأبرز فيها هو هل سنستطيع فعلاً إدارة جنوبنا ذاتياً وبجدارة؟ وهنا علينا أن نجيب على ذلك وبدون الجنوح إلى النّزقِ والشطحات، وبالأصح أن نُجند أفضل ملكاتنا وكوادرنا بهذا الصدد، وهذا من مسؤولية القيادة الأعلى بلا شك، كما أن لا نميل الاستخفاف أو الصمت على السلوكيات العابثة التي ربما يلجأُ إليها بعضنا خلال هذه المهمة الحيوية، مثلاً هل سيتقيد جنودنا المكلفون بحماية المرافق بعدم التصرف باستهتار أو العبث أو التكسب من موجودات المرافق أو ابتزاز المترددين عليها؟ وهذا مجرد أنموذج بسيط ليس إلا، فما بالنا بالمجالات الأعلى والأكثر أهمية في نشاط هذه المرافق.

حتى اللحظة، لم تفصح السلطة الشرعية عن موقفها من قرارنا المصيري هذا، وبالقطع في جعبتها الكثير خصوصاً بعد قطع الموارد عنها، كما والإقليم لم يفصح رسمياً بعد عن موقفه أيضاً، حتى كبرى الدول الفاعلة، كل هذا له تبعاته ولا شك، وبالطبع لا نسقط أسوأ الاحتمالات في قيام السلطة الشرعية بتفجير الموقف عسكرياً على خلفية هذا القرار، وهذا علينا أن نضعه في أولويات اهتماماتنا أيضاً، فللقرار تبعات ثقيلة لا يتهاون بها إلا الساذج.

من المهم جداً أن تلجأ قيادتنا إلى الاستعانة بغربال دقيق لفرز الغث من السمين في كادرنا في هيئاتها، وصراخ الشارع في هذا الجانب قد بلغ مداه، وهذا من المهم جداً مراعاته، لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، فثمة كثيرون من غير المؤهلين في هيئات مجلسنا الانتقالي لتصدر المرحلة الراهنة لدقتها وخطورتها على شعبنا وقضيته ومصيره الآن، ومع الأسف بعض السذّج من يوصمنا بالجنوح إلى المناكفة عندما نتحدث في هذا الجانب، مع أن هذه المسألة واقعية جداً، وشواهد الفترة الماضية تُشير وبكل جلاء إلى الكثير من الشوائب التي رافقتها بسبب هذه النوعية، وإدارة الظهر لمثل هذا الأمر أكثر من خطير وكارثي في مثل هذه اللحظات الحرجة من مسارنا.

فعلاً تأخّر كثيراً اتخاذ قرار مصيري كهذا، ولكن لقيادتنا رؤيتها وتقييماتها وقراءاتها، وبالقطع هي قراءات دقيقة بسبب اقترابها واحتكاكها بكل ما يدور ويخص شعبنا الجنوبي ومصيره، ولذلك علينا جميعاً وبدون استثناءٍ الوقوف لحمة واحدة خلف قيادتنا لمواجهة حيثيات وتبعات مثل هكذا قرار، بل وأن نضع نصب أعيننا تحدياً واحداً فقط، وهو ضرورة نجاحنا وصمودنا لإنجاح قرارنا التاريخي هذا، مع أن له اشتراطات ومتطلبات جمة لضمان نجاح تنفيذه بمثالية على الأرض، وشخصياً أشعرُ أننا سنكون أهلاً لذلك بإذن الله تعالى.. أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى