المهدي المنتظر

> أول أشراط الساعة الكبرى ظهور محمد بن عبد الله الفاطمي الحسني المهديّ المنتظر يُولدُ ويخرج في آخر الزّمان حين تمتلئ الأرض ظلما وجورا وكفرا ويُذلُّ فيه أهل الحقّ ويرتفع لكع بن لكع، فَيظهر حينئذ ويملأ المهديّ الأرض عدلا وقسطا ويكون إماما للمسلمين سبعا إلى تسع سنين.
صفاته: ورد العديد من الأحاديث النبوية، التي تُبيّن الصفات الخَلقية، والميّزات الشخصيّة، والأعمال التي سيقوم بها المهدي المنتظر خلال فترة خلافته، وفيما يأتي ذكر بعض الصفات:

الاسم: ثمّة تطابق بين اسم المهدي، واسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبين اسم والد المهدي، واسم والد رسول الله، فالصحيح أنّ اسم المهدي محمد بن عبد الله، وقد رُوي الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك، ومنها ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطئ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً".

اللقب: ومن أظهر ألقابه المهدي، وقد لقّبه به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: "يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ)، ولم يشترك معه أحدٌ في هذا اللقب، إلّا الخلفاء الراشدين الأربعة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ"، وقد قام عددٌ من علماء أهل السنّة، ومنهم: ابن حزم الأندلسي، والإمام الذهبي، وابن تيمية، وابن القيم بإضافة كلمة المنتظر إلى لقبه؛ ليصبح المهدي المنتظر، وتدلّ كلمة المنتظر على أنّ الأمة تنتظر خروجه في آخر الزمان.

النسب: يرجع نسب المهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو من آل بيته الكرام، وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، مصداقاً لما جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ".
الصفات الخَلقية: فمن صفاته الخَلقية أنّه أقنى الأنف، أجلى الجبهة، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ"، والمقصود بأجلى الجبهة واسع الجبهة، أي أنّه منحسر الشعر عن مقدمة الرأس، ومعنى أقنى الأنف أي دقيق الأنف.

الصلاح: من صفات المهدي المنتظر أنّ الله تعالى يصلحه في ليلةٍ، كما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ"، وربما يكون المقصود من قول يصلحه في ليلةٍ؛ إعداده في ليلةٍ لتولّي الخلافة، واستلام زمام الأمور، من خلال تسخير الله تعالى الأعوان له، حتى ينصروه، ويمكّنون سلطانه، ويثبّتون أركانه، وربمّا قصد بذلك أنّ الله تعالى يصلح تقصيره، فيهديه، ويتوب عليه في ليلةٍ واحدةٍ، كما قال ابن كثير رحمه الله: "يصلحه الله في ليلةٍ واحدةٍ، أي: يتوب عليه، ويوفقه، يلهمه رشده، بعد أن لم يكن كذلك"، فقبل زمن المهدي يكون قد ساد الأرض الظلم والجُور.

مكان ظهوره: لا يوجد نصٌ شرعيٌ صريحٌ يدلّ على مكان ظهور المهدي المنتظر، أو وقت خروجه بالتحديد، ولم يثبت أي حديث يدلّ على ذلك، وإنمّا ذكرت الأحاديث أنّه سيظهر في آخر الزمان، قبل خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى