رجال في ذاكرة التاريخ: 1- الفقيد د. عصام السيد طالب 2- الإعلامي البارز محمد عمر بحاح

> نجيب محمد يابلي

>
د. عصام السيد
د. عصام السيد
1 - الفقيد د. عصام السيد طالب
البريقة مدينة العظماء
27 أبريل 1954م، يوم من التاريخ لا يمكن لعدن وأهل عدن أن ينسوا هذا اليوم، يوم وصول جلالة الملكة إليزابيث الثانية إلى عدن وافتتحت أكبر منشأة اقتصادية في الجزيرة العربية، والتي عرفت بمصافي الزيت البريطانية (B.P. Refinery) ووصفت حجر الأساس لأكبر مستشفى في الجزيرة العربية الذي افتتح عام 1958م، والذي عرف بمستشفى الملكة إليزابيث، وكان مستشفى يشار إليه بالبنان، ويعتبر من ضمن عدة مشاهد تؤكد أن فترة الإدارة البريطانية هي الزمن الجميل.

تحولت مدينة البريقة أو عدن الصغرى (Little Aden) إلى مدينة نابضة بالحياة: المستشفى، النادي الرياضي، نادي المصفاة، بيوتات تتبادل الزيارات مع بيوتات خارج البريقة، ومن أبرز تلك البيوتات بيت ناصر أمان.
من عظمة البريقة أنها أصبحت مدينة كونية: السيد طالب وعمر باشراحيل وأحمد صالح الشاعر وعلي عمر حسن ومحمد قايد علي وعمر بامطرف وأعضاء نادي شباب البريقة وفرقة المصافي الكوميدية.

الميلاد والنشأة
لا يذكر السيد طالب إلا وذكر معه شقيقه السيد عبدالله محمد إبراهيم، الشخصية التربوية والاجتماعية البارزة (والد الخبير المحلي البارز في مجال التخطيط، عفيف ومعاوية).
د. عصام السيد طالب محمد إبراهيم، من مواليد الشيخ عثمان يوم 8 ديسمبر، 1952م، وتلقى تعليمه في مدينة البريقة وعدن والتحق بسلك التربية عام 1972م ودرس في مدرسة ثانوية.

في التاسع من سبتمبر 1978م التحق عصام بجامعة عدن معيداً، واعتباراً من العام 1983م أصبح مدرساً وأستاذاً مساعداً، اعتباراً من العام 1990م، كما شغل خلال فترة عمله الأكاديمي نائب رئيس قسم المحاسبة، خلال الفترة من 1985م حتى 1989م، وممثل الهيئة التعليمية في مجلس الجامعة خلال الفترة 1984- 1987م، ورئيس قسم المحاسبة خلال الفترة 1995 - 1998م.

د. عصام مؤلفاً وباحثاً
للدكتور عصام السيد طالب عدد من الأبحاث والدراسات أبرزها:

1 - كتاب المنشآت المالية.

2 - دراسة حول مشكلات التسويق في اليمن الديموقراطية.

د. عصام السيد طالب حامل لدرجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية وتخصصها الدقيق اقتصاد صناعي، د. عصام متزوج وله أربعة أولاد: ابنان وابنتان.

كانت وفاته يرحمه الله عام 2005م.

د. عصام في قائمة المكرمين من المتوفين
تميزت جمعية خريجي ومنتسبي كليتي الاقتصاد والعلوم الإدارية بأن قرارات التكريم تعددت وتنوعت، منها إذ قامت بتكريم الأساتذة المؤسسين للكليتين والذين شغلوا مناصب قيادية في الدولة والذين شغلوا مناصب في منظمات دولية وأنها كرمت أسر الأساتذة المتوفين وهم:
أ د. سليمان حسن محمد - أ د. محمد زين عدس - أحمد عبدالمجيد محمد - فضل ناصر محمد - أ د. عصام السيد طالب - أحمد علي غالب - عمر عبدالرحمن عرفان - شريح علي عبد - أبوبكر حسين الزامكي - أ د. حسين عبدالمجيد عراقي.

عمر بحاح-قديمة
عمر بحاح-قديمة
2 - محمد عمر بحاح
الزميل نجيب مقبل يقدم زميله بحاح
الزميل الأستاذ محمد عمر بحاح كتب سيرته الذاتية فزكاها الزميل نجيب مقبل (خير خلف لخير سلف) بأن قدم لها وذلكم نصها:

هذه سيرة ذاتية للأستاذ محمد عمر بحاح الصحفي، والأديب المخضرم كتبها بقلمه وهو من أوائل ورواد صحيفة 14 أكتوبر في أيامها الأولى منذ تأسيسها في عهد الشهيد عبدالباري قاسم حتى وصل إلى منصب مدير التحرير في سبعينيات القرن الماضي وكان رفيقه أ. محبوب علي حينها سكرتيراً للتحرير وتتلمذ على يديه العديد من الصحفيين المعروفين ومن ضمنهم أنا العبد لله في أواخر الـ 70 من القرن الماضي، كما أن أ. بحاح كاتب وقاص وأديب كما ارتبط نشاطه السياسي والإعلامي بالعمل مع الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في الخارج بمركز الدراسات، هذا مشروع مادة خامة لرجال الذاكرة يتمنى صاحبها لو تنشر في 19 يناير أو قريب منه لمناسبتها بيوم عيد ميلاده 71 مع فائق امتناني وخالص تحياتي نجيب مقبل.

بحاح يروي سيرته الذاتية
ولدتُ في 19 يناير 1949م في حيس على الشاطئ الأفريقي المقابل لخليج عدن فيما كان يسمى بالصومال البريطاني، من أبويين حضرميين مهاجرين، حيث ينتمي أبي إلى عائلة البحاح في الديس الشرطية وتنتمي أمي إلى عائلة باشطح في غيل باوزير، وكانت العائلتان من ضمن أربع أسر حضرمية هاجرت إلى عير جابو التي أشار إليها أ. محمد علي لقمان عند زيارته للمدينة التي كتب عنها في كتابه، وإن لم يذكر أسماءها وهي باوزير - بن همام - باشطح - بحاح.

التحقت بالمعلامة ككل الأطفال في عمري وختمت القرآن في سن السابعة، ثم التحقت بالمدرسة الابتدائية حتى علم استقلال الصومال 1960م، حيث عاد بنا إلى عدن، فالتحقت بكلية بلقيس وكان عميدها أ. حسين الحبيشي. ومن أساتذتي: قاسم غالب - أحمد المروني - محمد سالم شهاب، ثم عاد بنا أبي إلى بلدتنا الأصلية الديس الشرقية، حيث اتممت الابتدائية في المدرسة الغربية وكنت الأول على صفي ومن العشرة الأوائل على مستوى السلطنة القعيطية، ثم التحقت بالمعهد الديني بغيل باوزير، وكان منهجه أزهرياً وأساتذته من الأزهر الشريف بمصر ومن السودان وكان يجمع بين العلوم الدينية والدنيوية، ومن أساتذتي: السيد عوض الله السيد عوض الله - محمد طه الدقيل - محمد عثمان - مدير المعهد السيد علي محمد بن يحيى.

لم يطل بي المكوث في المعهد إذ فصلت مبكراً بسبب تزعمي لإضراب للطلاب مع زميلي علوي سالم مدمر احتجاجاً على سوء التغذية وكان هذا آخر عهدي بالمعهد وبالدراسة المنتظمة.

يمكن القول إنني اعتمدت على القراءة في تثقيف نفسي فكنت أقرأ كثيراً من القصص والروايات والمجلات الدورية كالعربي والهلال والمختار والمجلات المصورة، وكانت مكتبة أخي محفوظ تزخر بالكتب والمجلات التي جلبها من عدن خلال عمله فيها ومن بعدها من الكويت، فقرأت في سن مبكر لنجيب محفوظ - يوسف السباعي - توفيق الحكيم - يوسف إدريس - إحسان عبدالقدوس - غسان كنفاني - محمد عبدالحليم عبدالله - طه حسين، عباس العقاد - مصطفى لطفي المنفلوطي - جبران خليل جبران - علي أحمد باكثير - الطيب صالح - شعراء المهجر وأبو اللو - مكسيم جوركي - تولستوى - تشيخوف - ديستو فيسكي - ويكنز - شكسبير - فيكتور هيجو - همينجواي - كولن ويلسون - ألف ليلة وليلة - عنتر وعبلة - طوق الحمامة - السيرة النبوية - سيرة بني هلال، بالاضافة إلى مخزون ضخم من الحكايا الشفاهية التي كان جداي لأمي سالم باشطح وأبللو نوح يحكيانها لي وأنا طفل، وكانت مزيجاً من التراث العربي والأفريقي وكل هذا كوّن ذخيرتي إلى عالم القص والكتابة فيما بعد.

بدأت كتابة أولى محاولاتي في الصحيفة الحائطية للمدرسة الابتدائية في الديس الشرقية، وكنت موهوباً أيضاً بالرسم وبخط جميل وكانت المدارس تبدي اهتماماً كبيراً في النشاط اللاصفي.

يتضح من سيرة أ. بحاح أنه كان متقدماً على سنه، فهو كان من المنضوين إلى اتحاد الطلبة الحضارم وانتخب عضواً في هيئته القيادية وكان في سنة رابعة ابدائي في حين كانت النظم الانتخابية تنص على أن يكون في المرحلة المتوسطة كما كان ناشطاً في المعهد الديني بكتابة القصص وإخراج مسرحية قام بتمثيلها طلاب من المعهد.

من المواقف النضالية في سيرة أ. بحاح أنه عندما انتقل والده إلى عدن عام 1968م، وكان الوضع صعباً فبعد خروج الإنجليز تفشت البطالة فعمل مع والده في كانتون معسكر عبد القوي والمقهى التابع له في الشيخ عثمان وعمل مع والده بعد ذلك في كانتون تابع للجيش في حي الرشيد بخور مكسر إلا أن الثقافة فرضت نفسها وهو في زخم عمله في الكانتونات وكانت الشرارة الأولى قصة قصيرة نشرتها له صحيفة الثوري.

أول المشوار في صحيفة 14 أكتوبر
أورد أ. محمد عمر بحاح تفاصيل عمله في الصحيفة الرسمية اليومية 14 أكتوبر، حيث بدا مشواره فيها في أبريل 1970م وظل فيها محرراً لعدة أشهر في عهد مؤسسها ورئيس تحريرها أ. عبدالباري قاسم، وتتلمذ على يد أ. ابن رضوان ومحمد البيحي وعبدالواسع قاسم، وتدرج في العمل وصعد السلم درجة درجة حتى وصل إلى مرتبة مدير التحرير وعامر رؤساء تحريرها عبدالباري قاسم - سالم زين محمد - سالم باجميل - سعيد الجناحي - سالم عمر حسين - عبدالله شرف سعيد.

مارس أ. بحاح كل أنواع الكتابة الصحفية تقريباً كما عمل سكرتيراً لتحرير صحيفة "الشرارة" المسائية التي رأس تحريرها شيخ الصحافيين صالح الدحان التي تصدت لكل سلبيات النظام فأغلقت وعاد بحاح إلى الصحيفة الأم 14 أكتوبر.
نشط أ. بحاح في اتجاه مواز في مجال القصة القصيرة والتي نشرتها له 14 أكتوبر والشرارة والثوري ومجلة المحكمة.

بحاح في وزارة الخارجية
محمد عمر-حديثة
محمد عمر-حديثة
في نهاية عام 1980م التحق أ. محمد عمر بحاح بوزارة الخارجية على أيام وزيرها سالم صالح وعمل في الدائرة الإعلامية، والتحق بعدد من الدورات وعمل سكرتيراً أول في سفارة اليمن الديموقراطية في الاتحاد السوفييتي درجة، لكن مهامه كانت ملحقاً إعلامياً على أيام السفير صالح بن حسينون وأثرت علاقته بأعمال الأدباء الروس، وفي عام 1987م تولى إدارة تحرير صحيفة كفاح الشعب الناطقة باسم القيادة الشرعية والصادرة في صنعاء حتى عام 1990م.

غادر بحاح إلى دمشق عام 1991م ليعمل سكرتيراً صحفياً للرئيس علي ناصر محمد ومستشاراً إعلامياً للمركز العربي للدراسات الإستراتيجية بعد تأسيسه في دمشق عام 1996م، ونشط بحاح في عدد من المجلات والصحف الخليجية.
عاد بحاح إلى ربوع الوطن عام 2007م وإلى عمله السابق في الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية بصنعاء حتى أحالته إلى المعاش عام 2009 وعانى ما عاناه الجنوبيون بعد حرب صيف 1994م.

يقيم حالياً في مصر مستشاراً إعلامياً للرئيس علي ناصر محمد يحسب للأستاذ بحاح مشاركته في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1974م في عدن وكان أصغر الأعضاء سناً، كما شارك في تأسيس منظمة الصحفيين اليمنيين الديموقراطيين وانتخب عضواً في مجلسها التنفيذي لعدة دورات.
أ. بحاح عضو المؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة - أكتوبر 2011م، حملت السيرة الذاتية للأستاذ بحاح أضعاف ما وردناه في هذه الحلقة واكتفيت بتناول أبرزها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى