>

• شارك في مقاومة قوات الإمام يحيى بن حميد الدين
• اعتقله (الرفاق) 3 مرات وأعدموه في 1973

ورد في كتاب "معالم تاريخ الجزيرة العربية" للعلامة والحبر الفهامة الشيخ سعيد عوض باوزير مؤسس هذه السلطنة الجمعدار عمر بن عوض بن عبدالله القعيطي اليافعي الذي يعتبر بحق أحد العصاميين العباقرة الأفذاذ في تاريخ حضرموت، ولد بقرية لحروم بالقرب من عندل غرب شبام، وعندل هذه هي التي عناها امرؤ القيس شاعر الجاهلية الفحل بقوله:

كأني لم أسمر بدمون مرة

تنقسم السلطنة القعيطية العطرة الذكر إلى خمسة ألوية، هي:

* ألوية الساحل
1- لواء المكلا العاصمة ،2- لواء الشحر، 3- لواء حجر.

*ألوية الداخل، 1- لواء دوعن، 2- لواء شبام.

*الولادة والنشأة:
ورد في كتاب (أبرز وأشهر قائد عسكري حضرمي اللواء / صالح يسلم بن سميدع، القائد العام للقوات المسلحة للدولة القعيطية الحضرمية، لحفيدة محمد محفوظ صالح يسلم بن سميدع (وقد أهداني أبناء المرحوم نسخة منه).

" ولد صالح يسلم بن سميدع في عام 1911م في قرية الشمرية منوط آل علي بجوار قارة الفرس، مديرية الضليعة، وكان فلاحًا وراعيًا للأغنام مثل أقرانه في المناطق الريفية، أخذه والده من بلده وعمره أحد عشر عامًا خوفًا من الثارات، وسافر به إلى السودان؛ إذ يوجد العديد من الأقارب هناك من سكان سهوة (دجنة) يسكنون في بور سودان.

* بعد فترة وجيزة توفي والده، فنقله أقاربه إلى السعودية، فكان يعمل في النهار ويدرس في الليل، إلا أن عائد العمل جاذبًا أكثر في جاوة، فرحل مع عدد من جماعته إلى هناك، وعمل في مجال تجارة الأقمشة.

*بن سميدع في حيدر آباد في الهند
قرر صالح بن سميدع السفر إلى الهند لمالها من سمعة آنذاك، واستقر في حيدر آباد، وكان في مقتبل شبابه، والتحق هناك بجيش حيدر آباد العربي، وكانت نقطة انطلاقة إلى المستقبل، حيث تمرس على الجندية، وكان مقدامًا، وشجاعًا، وتحصل على دورات عسكرية، وكان جيش حيدر آباد يتصف بالنظام والضبط والربط العسكري الشديد، وتحصل على رتبة ملازم.

*السلطان القعيطي يعلم بوجود بن سميدع
كان السلطان صالح بن غالب القعيطي موجودًا في الهند، وعلم من بعض خاصته بوجود شخص اسمه صالح بن سميدع ضمن الجيش العربي في حيدر آباد، وأشاروا على جلالته بأن يقنع بن سميدع بالخروج إلى حضرموت للاستفادة من قدراته في بناء القوات المسلحة في حضرموت، وتجهيزه ليتبوأ مركزًا قياديًا هناك (مرجع سابق ص 13).

*بن سميدع في جيش النظام
وصل صالح بن سميدع إلى المكلا عام 1936م، والتحق بجيش النظام برتبة ملازم، وكان على رأس قيادة الجيش كوادر أردنية وهندية، وبرزت مواهب صالح بن سميدع في عدة مجالات.

*بن سميدع في عدن
في عام 1937م غادر صالح بن سميدع المكلا في طريقه إلى عدن برفقة عدد من رفاق السلاح في دورة عسكرية مدتها ستة أشهر ورقي إلى رتبة ملازم أول.
انتدب بن سميدع إلى سيئون عام 1939م للمساهمة في ترتيب أوضاع الشرطة المسلحة الكثيرية، والتي أسست مؤخرًا هناك، وعاد إلى المكلا ليستأنف نشاطه في بناء وترتيب القوات المسلحة القعيطية.

*بن سميدع في مقاومة قوات الإمام يحيى
أوكل الإمام يحيى بن حميد الدين إلى الشيخ علي ناصر القردعي صاحب حريب سابقًا أن يمد سيطرته إلى منطقة شبوة التي لم تكن داخلة ضمن الأراضي المحمية.
جمع الإنجليز قوة مكونة من الحرس الحكومي وقبائل بيحان تساندهم الطائرات، وقاد الحملة الضابط السياسي البريطاني هاميلتون، واستسلم القردعي مع قواته، وتم نقله إلى عدن.

*بن سميدع يقاوم قبائل الحموم
شارك القائد بن سميدع في الحرب على قبائل الحموم التي شقت الطاعة على الدولة، وأصيب بإصابة بالغة في الكتف في معركة (حرو وبلس) عام 1940م ونقل إلى المكلا للعلاج.

*بن سميدع في عدن مرة أخرى
غادر بن سميدع المكلا في أكتوبر 1942م إلى عدن للمشاركة في دورة في العلوم العسكرية في المدرسة الحربية لمدة عام، وعاد إلى المكلا بفوائد جمة انعكست على أدائه.

*بن سميدع قائدًا لمدارس البادية
وفي عام 1943م صدر قرار بتعيين صالح يسلم بن سميدع قائدًا لمدارس البادية، ذلك أن المستشارية البريطانية لم تجد خيرًا من بن سميدع فور تأسيس مدرسة أبناء وبنات البادية نظرًا لخبراته العلمية والعسكرية، وقيمه الأخلاقية العالية، وتحرك في كافة الجهات الأصلية والفرعية في مناطق البادية لإقناعهم بإلحاق أولادهم وبناتهم في المدرسة وسط معارضة اجتماعية.

شهدت الرحلة تخرج العديد من بنات البادية اللاتي أصبحن أرقامًا في السلك التربوي، والصحي ومن فكرة مدرسة أبناء البادية استلهم فكرة إنشاء جيش غير نظامي، وحرس الصحراء، بتشكيل يتكون من اثنين إلى ثلاثة أفراد من كل قبيلة، وصرف لكل جندي راتبًا وبندقية وذخيرة، وأن يكون في منطقته بدون ملابس عسكرية، ويستدعى عند الحاجة، وشكلت تلك القوة رافدًا للجيش النظامي.

*بن سميدع أول قائد حضرمي للجيش النظامي
في العام 1949م صدر قرار بتعيين القائد صالح يسلم بن سميدع أول قائد حضرمي للجيش النظامي وغير النظامي بعد أن شغل هذا المنصب أردنيون أو هنود.
شارك بن سميدع على رأس قوة عسكرية رمزية في استقبال جلالة الملكة اليزابيت الثانية عند زيارتها لعدن يوم 27 أبريل 1954م.

وفي 23 أبريل 1955م صدر مرسوم وزاري بإسناد عدد من المهام لابن سميدع، منها الإشراف على التدريب العسكري، وإدارة الجيش النظامي، وغير النظامي، والشرطتين وحرس السجون، وأن يكون همز وصل مع الوزير في جميع الأمور المتعلقة بالسياسة، والتحركات، والعتاد، والتأديب، والترقيات، وتحضير الميزانيات، والمراقبة على النقل للوحدات كافة، وإزالة الضعف من القوة العسكرية.

كما كان بن سميدع على رأس قوة عسكرية لتأمين الطريق من هجمات البدو، والتحرك عسكريًا عام 1961م في المواجهة العسكرية بين الحكومة والبادية.

*قراران سلطانيان لصالح بن سميدع
صدر قراران سلطانيان في العام 1965م قضى الأول بترقية بن سميدع إلى رتبة (لواء) فيما حضي الثاني بتعيينه عضوًا في مجلس الدولة القعيطية اعتبارًا من 14 يوليو 1965م.

*عزيز الثعالبي وبن سميدع
ورد في ذكريات الزميل عزيز الثعالبي أن.. شرف.. تضحية.. وفاء " كان على ما يبدو شعار اللواء صالح بن سميدع، وعتب على النظام الشمولي أنه تجاوز اسم اللواء بن سميدع في التاريخ العسكري لحضرموت ص 93.

*علي سالم اليزيدي وبن سميدع
الزميل علي سالم اليزيدي أفاد بأن القائد العسكري بن سميدع كان رياضيًا وناشطًا في الألعاب الرياضية والمسابقات، التي كانت تنظم في المدارس، ثم في فترة عمله العسكري، وأنه كما ورد في إفادات الخبر بأنه كان مدربًا رياضيًا لعدة ألعاب الميدان، وكرة القدم، وكان لاعب كرة قدم مع الفرق التابعة للجيش الحضرمي النظامي، وأعاد اليزيدي إلى الأذهان ما كتبه عن هذا الفارس العسكري والرياضي الشهيد اللواء صالح بن سميدع (ص95).

*الكثيري وبن سميدع
أما الزميل محمد سعيد عبد العزيز الكثيري فقد كان موفقًا في تصوير بن سميدع من عدة نواحي: قوامه - ثقافته - تواضعه - ازدهار الرياضة والعسكرة في عهده وفي مجملها كانت شائقة.

*الشهيد بن سميدع كبير بكل المقاييس
من يطلع على سيرة ومسيرة الشهيد اللواء صالح يسلم بن سميدع سيقف أمام سيرة رجل اكتملت صفاته في كل الاتجاهات، حيث كان مخلصًا وناشطًا ومبدعًا ورياضيًا وفوق هذا وذاك كان بارا في تقربه من ربه.
خاص مشوارًا في الثلث الأخير من عام 1967م كأحد الكرام في مأدبة اللئام.

- في يوم 25 أكتوبر 1967م جرى اعتقال بن سميدع مع شرفاء آخرين أمثال بدر الكسادي والمؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف وعلي العماري وعبدالرحمن بكير.

- أفرج عنه يوم 11 يوليو 1968م وأعيد اعتقاله يوم 30 يوليو 1968م.

- بعد خطوة 22 يونيو 1969م عين فيصل العطاس محافظًا لحضرموت فأطلق سراح كافة المعتقلين.

- أعيد اعتقاله في منتصف 1972م.

*يوم عاشوراء يوم إعدام بن سميدع
كان يوم 10 محرم 1397هـ الموافق 13 فبراير 1973 كان يوم صيام بالنسبة لابن سميدع فقد جرت العادة عنده صيام هذا اليوم إلا أن الجلادين طالبوه بأن يفطر؛ لأنهم سيقتادونه إلى ساحة الإعدام، فافطر وصلى لله ركعتين، وكتب رسالة لأولاده.
أراد الجلادون أن يعصبوا عينيه، إلا أنه طالبهم بالكف عن ذلك؛ لأنه سن قانونًا بأن تعصب عيون القتلة عند الإعدام، وهو ليس منهم، وسقط شهيدًا يوم عاشوراء.

- كان الشهيد اللواء صالح يسلم بن سميدع متزوجًا وله 3 أبناء وبنتان.