رجال في ذاكرة التاريخ: الشهيد المناضل يحيى محمد الشوبجي.. رأيت كل الجنوب في نعيه

> نجيب محمد يابلي

> إمارة الضالع
عُرفت الضالع في الفترة السابقة على الاستقلال بإمارة الضالع، وآخر حكامها الطيب الذكر الأمير شعفل بن علي وكانت مناطقها:
بلاد النسري - جبل حرير - بلاد الشاعري، أما أهم مدن الضالع فكانت:

الضالع - الضبيات - خوبر - الجليلة - السرير - الوعرة - وعلان - الشيمة - الفقماء - قفلة المحرابي - قفلة زُبيد.
المرجع: هذا الجنوب أرضنا الطيبة للخالد الذكر عبدالرحمن جرجرة.
الشهيد المناضل يحيى محمد الشوبجي
الشهيد المناضل يحيى محمد الشوبجي

الميلاد والنشأة
يحيى محمد مثنى الشوبجي من مواليد الفاتح من يناير 1962م بقرية العباري في إمارة الضالع، نشأ وترعرع في كنف أسرة فلاحية فقيرة، لكنها غنية بأخلاقها.
* التحق يحيى محمد الشوبجي عام 1970م مع قلة من أبناء منطقته والمناطق المجاورة للدراسة في معلامة (البجح والدقاق) لتعليم القران الكريم، ومبادئ الشريعة واللغة العربية.

- تلقى يحيى الشوبجي دراسته الابتدائية في مدرسة سناح عام 1973م ثم انتقل عام 1976م إلى مدرسة حبيل السوق لمواصلة الدراسة الإعدادية وواصل دراسته وحصل على شهادة الثانوية العامة.
- حصل يحيى الشوبجي على المرتبة الأولى في كل مراحل دراسته، وكان رحمه الله متميزًا على أقرانه بالتفوق الدراسي.

محطات في حياة الشهيد الشوبجي
- اختير يحيى الشوبجي عام 1978م عضوًا مرشحًا في الحزب الاشتراكي اليمني، وعين عام 1980م رئيسًا لمنظمة لجان الدفاع الشعبي في منطقة العباري.
- حصل الشوبجي عام 1982م على العضوية الأساسية في الحزب الاشتراكي عن فئة الفلاحين والمزارعين في منطقة العباري، وتعززت قدراته عام 1984م بمشاركته الفاعلة في الحملة الوطنية الشاملة لمحو الأمية وتعليم الكبار، مشرفًا ومعلمًا مع احتفاظه بمسؤولياته الفاعلة في صفوف حزبه الاشتراكي.

الشوبجي وعطاء إيجابي مع الجبهة الوطنية
في عام 1986م انتخب يحيى الشوبجي سكرتيرًا أولًا للمنظمة القاعدية للحزب الاشتراكي في مركز العباري - حجر وظل في مركزه حتى عام 1990م، ويحسب للشوبجي أنه خلال الفترة الممتدة من الثمانينات حتى نهايتها أنه كان أحد المشاركين الفاعلين في إيصال الدعم اللوجستي إلى أفراد الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى الخصم التقليدي لنظام صنعاء.
- شارك الشوبجي في العام 1993م في الحملة الانتخابية لدعم مرشح الحزب الاشتراكي في مديرية الضالع المناصل الوطني المعروف شعفل عمر علي.

الشوبجي أحد أبطال المقاومة في حرب 1994م
مارس يحيى الشوبجي نشاطه الحزبي خلال المرحلة الانتخابية حتى اندلعت حرب صيف 1994م الظالمة، وكلف حينئذ بقيادة فرقة مسلحة للتصدي لقوى البغي والعدوان من مسقط رأسه قرية العباري، كونها على الشريط الحدودي للبلدين، واستشهد أفراد من مجموعته، وحفاظًا على ما تبقى منهم انسحب معهم إلى الضالع، ومن هناك قاوم جحافل الاحتلال، وسقطت حينها الضالع بأيدي المعتدين.

الشوبجي من القاعدة البحرية إلى جبهات القتال
بعد سقوط الضالع، نزح يحيى الشوبجي مع عدد من رفاق السلاح أحمد محمد ناجي، وأحمد علي الوجيه، ويحيى محمد عبيد إلى القاعدة البحرية للبحث عن السلاح والذخائر وتوجهوا بعد ذلك إلى جبهات القتال في مشارف عدن وتحديدًا منطقة جعولة.

الشوبجي مع آخرين لإحياء الحزب
عقد المناضل يحيى الشوبجي أول اجتماع لحزبه في منطقة قرية العباري في الضالع مع مناضلين آخرين منهم الفقيد أمين صالح محمد، والأستاذ عبدالحميد طالب، والأستاذ أحمد حرمل وكانوا النواة الأولى لإحياء الحزب.

الكفاح المسلح بقيادة عيدروس الزُبيدي
أسس عدد من المناضلين "حركة تقرير المصير" (حتم)، لتصبح أول حركة تدعو للكفاح المسلح لتحرير الجنوب بقيادة المناضل الوطني اللواء عيدروس الزُبيدي، وعقدت أول عملياتها العسكرية بمهاجمة عدد من المواقع العسكرية المطلة على مدينة الضالع ليلة 21 مايو 1998م.

الشوبجي في تواصل مع دائرة الضوء
في العام 1998م انتخب الوطني يحيى الشوبجي مندوبًا لمنظمة الحزب في الضالع إلى المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي اليمني المنعقد في صنعاء.

وفي عام 1999م انتخب الشوبجي عضوًا في سكرتارية منظمة الحزب في مديرية الضالع، وفي العام 2001 انتخب سكرتيرًا ثانيًا لمنظمة الحزب في مديرية الضالع، وانتخب في العام نفسه عضوًا في المجلس المحلي عن الحزب الاشتراكي بمديرية الضالع، وفي عام 2006م انتخب سكرتير أول لمنظمة الحزب في مديرية الضالع.

الشوبجي في حضور بارز لمكونات جديدة
كان الشهيد الوطني يحيى الشوبجي من المشاركين الفاعلين في تأسيس المجلس الوطني للتحرير والاستقلال في منطقة العسكرية في يافع بقيادة المناضل حسن باعوم.

- كان الشوبجي من المؤمنين والمؤيدين في توحيد مكونات الثورة الجنوبية تحت مكون واحد، وأثار ذلك حفيظة قوات الاحتلال، فداهمت بيته وتعرض للملاحقات والاعتقالات عدة مرات، منها في أواخر نوفمبر 2007م، واعتقل في ساحة الهاشمي في الشيخ عثمان، واقتيد إلى سجن القاهرة عام 2008م، وتم اعتقاله في محافظة الضالع عام 2009م.
وفي العام 2010 حاصرت قوات النظام الغاشم منزل الشهيد الشوبجي في قرية العبارة بأربعة أطقم مدججة بأنواع الأسلحة، وداهمت بعد ذلك منزله، وكررت عدوانها على منزل الشهيد الشوبجي عام 2011.

الشوبجي داعم ساحة العروض بخور مكسر:
كان الوطني يحيى الشوبجي من أوائل الداعمين لساحة العروض بخور مكسر ماديًا ومعنويًا هو وأبناؤه، وكان ولده الشهيد شلال الشوبجي أحد القادة المدنيين في ساحة الاعتصام.

- عندما اجتاحت قوات التحالف الحوثية والعفاشية الجنوب تواصل مع القوى المرابطة في ساحة العروض، وحثهم على الطلوع إلى الضالع لمواجهة قوات صنعاء في هذه النقطة الحدودية في معبر سناح الحدودي، واستشهد في المواجهات باسل القبي، وكان ولده الشهيد شلال قائد لتلك المجاميع القتالية.

المجاهد الوطني الشوبجي والعام المفصلي 2019م:
حينما شنت قوات الشمال حربها الثالثة على الجنوب، دارت المعارك بداية في مريس ودمت شمالًا وفي العود غربًا، وكان للشهيد القائد يحيى الشوبجي حضوره الفاعل في دعم المقاومة.

- كان الشهيد الشوبجي داعمًا لوجستيا ومعنويًا في مريس ودمت والحقب برفقة القائد أحمد قائد القبة والقائد/ الشيخ وليد حسن، والقائد زغلول علي محمد، والقائد نصر جعوال، والشهيد القائد محمد ناجي، والشهيد القائد ناجي الربيعي، والقائد نصر مثنى، وكان يشارك في سيارته الخاصة منذ عام 2018م حتى يوم استشهاده.

المجاهد الوطني الشوبجي ومواجهات مايو 2019:
عند وصول العدو إلى الشريط الحدودي يوم 2 مايو 2019 وتحديدًا في حبيل الجيدل، وتزامن ذلك مع وصول الشهيد القائد شلال الشوبجي مدير أمن ميناء المعلا من عدن مع مجموعة من مرافقيه.
- واجه الشوبجي وعدد كبير من رفاق السلاح والقضية ذلك العدوان الذي أقدم على قصف قرية العباري يوم 3 مايو 2019، ودارت معارك عنيفة، وكان قائد المقاومة الشهيد شلال الشوبجي.
- وفي يوم 4 مايو 2019م استشهد ابن أخيه عرفات علي الشوبجي في معركة قرية العباري، وظل المناضل يحيى الشوبجي مرابطًا ومستبسلًا مع أبنائه الثمانية، وأفراد أسرته، ومع بزوغ فجر الأربعاء، 22 مايو 2019 تم تطهير وتحرير قرية العباري والمناطق المجاورة.

استشهاد القائد شلال الشوبجي
وفي الجمعة المباركة من 19 رمضان المبارك 1440هـ الموافق 24 مايو 2019 استشهد القائد شلال يحيى الشوبجي في ساحة الوغى، وكان شقيقه صدام يحيى الشوبجي قد أصيب يوم 18 مايو 2019 شهر رمضان المبارك.
- وفي 10 يونيو 2019 استشهد ابن أخته، وزوج ابنته الشهيد محمد حزام العبدي، وفي 30 يونيو 2019 استشهد ولده الثاني مازن يحيى الشوبجي، وفي أكتوبر 2019م استشهد ولده الثالث أنور يحيى الشوبجي.

المجاهد الوطني يحيى الشوبجي يلحق بركب أبنائه:
في صبيحة السبت، الفاتح من مايو 2021م الموافق 19 رمضان 1442هـ لحق شهيدنا يحيى محمد مثنى الشوبجي بركب أبنائه الشهداء شلال ومازن وأنور في جبهة الفاخر بمحافظة الضالع، بعد أن ذاد عن حياض الوطن في وجه العتاه الغزاة الفجرة، وبعد أن برزت بصماته في دوره البارز في تشكيل المنظمات الجماهيرية التالية على مستوى محافظة الضالع:

1- اللجان الفلاحية 2- سرايا المليشيا الشعبية 3- لجان الدفاع الشعبي 4- أشيد 5- اتحاد النساء.
- أنجب الشهيد يحيى الشوبجي (11) ولدًا: الذكور منهم تسعة هم: شلال - مازن - أنور - نبيل - صلاح - أحمد - صدام - محمد - جار الله.

- صدر كتاب تأبين الشهيد في أربعينية وفاته، وقام بإخراج وتنسيق ومراجعة الكتاب الأستاذ فكري عبيد علي ناجي.
أما حقوق طبع الكتاب فهي للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع.
- هناك جهد ملموس للدكتور صالح يحيى الشوبجي الذي أهداني نسخة من كتاب التأبين الذي يقع في 470 صفحة، والذي رأيت فيه كل الجنوب، وهو ينعي وفاة الشهيد الفذ يحيى الشوبجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى