فضل آداب الصيام

> أمين عادل الأميني

> الحمد الحنان المنان، القديم الاحسان، العظيم الشأن، واسع العطايا والكرم، المنعم على بعباده بجلائل ودقائق النعم، والصلاة والسلام على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم.
اعلموا أن للصيام آدابا كثيرة لا يكمل ثوابه إلا بها وهي على قسمين آداب واجبة لا بد للصائم من مراعتها وأخرى آداب مستحبة ينبغي للصائم أن يراعيها وأن يهتم بها.

فمن الآداب الواجبة:
أن يقوم الصائم بما أوجب الله عليه من العبادات وعلى رأسها المحافظة على الصلوات المكتوبة جماعة وأن يؤديها كاملة الشروط والأركان وأن لا يتكاسل عنها بحجة الصيام
جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي الله-صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وله روايات أخرى. فالذي يصوم لأجل إبتغاء مرضات الله وكذلك الصلاة إبتغاء مرضات الله فلا يعقل تفويت الصلاة.

ومن الآداب الواجبة:
أن يحافظ الصائم على لسانه فيتجنب الكذب، والغيبة والنميمة، وفاحش الكلام، بل وحتى الإيماءات الغير مضبوطة.
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عامة ويكون في رمضان أعظم وأخطر فالصيام معناه أكبر بكثير من الامتناع عن الأكل والشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا متفق عليه.

ومما ورد في الغيبة وهي أن تذكر أخاك بما يكره سواء ذكرته بماهو في خلقته ويكرهه أو فيما ليس فيه؛ وقد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغيبة فقال: هي ذكرك أخاك بما يكره ، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ماتقول فقد أغتبته وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته. رواه مسلم
ونهى القرآن عن الغيبة وشبه المغتاب بأبشع الصور كرجل ياكل لحم أخيه ميتا

قال تعالى: ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه). وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مر ليلة المعراج بقوم لهم أظفار نحاسية يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقال: من هؤلاء ياجبريل قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أبو داود.
 والنميمة هي نقل كلام شخص في شخص بقصد الإفساد والإيقاع بين الناس وهي من كبائر الذنوب وقد قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل الجنة نمام متفق عليه. وفي الصحيحين من حديث ابن عباس عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرين فقال: إنهما لعيذبان وما يعذبان في كبير (أي لا يعذبان في أمر شاق) أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. فإن كان هذا الأمر بوعده ووعيده فكيف الذي يمشي بالنميمة والغيبة والكذب في رمضان.

وروي عن جابر رضي الله عنه أنه قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .
اللهم أرحمنا والقارئين وأغفر لنا ولهم وتبثنا على هذا الدين والحمد لله رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى