رمضانيات.. إضاءات على غزوة بدر الكبرى

> أمين عادل الأميني

> الحمد لله الخالق البديع والصلاة والسلام على النبي المصطفى الشفيع، أما بعد:
في هذا الشهر المبارك، العظيم، نصر الله المسلمين في غزوة بدر على عدوهم من المشركين، وسمي ذلك بيوم الفرقان لأنه الله سبحانه وتعالى فرق فيه بين الحق والباطل، بنصر رسوله والمؤمنين على أعدائهم، وكان ذلك في رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وقد ورد في سبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن أبا سفيان قد توجه من الشام إلى مكة بعير قريش، فدعا أصحابه للخروج إليه لأخد العير فالمسلمون وقريش في حالة حرب باردة آن ذاك إن صح التعبير وليس بين قريش والنبي -صلى الله عليه وسلم- آن ذاك عهد، وقد جمع الله بين المسلمين وعدوهم من غير ميعاد حتى ترتسم ملامح الصورة القادمة في هذه الدعوة، وليقضي الله أمرا كان مفعولا، وقد نجا أبو سفيان وغير طريق العير لطريق آخر هو طريق ساحل البحر، وفي هذه الأثناء كان أبو سفيان قد بعث لقريش يستنجدهم، وأما عن قريش فخرجوا بأشرافهم عن بكرة أبيهم في نحو ألف رجل معهم مئة فرس وسبعمائة بعير معهم القيان يغنين لهم ويهجون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين، ويصل الخبر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول: أما أنا فقد وعدني الله إحدى الطائفتين إما العير أو الجيش، فقال له المقداد بن الأسود يا رسول الله امض حيث أمرك الله فوالله ما نقول كما قالت بنوا إسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك، وكل من المهاجرين والأنصار يدلي بدلوه ولا يتسع المجال لذكر كل ما ورد، وسار الجيش ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشرهم مصارع القوم وينزل والجيش في أدنى ماء من مياه بدر، وقد سأله الحباب بن المنذر عن منزله هذا هل هو بأمر الله؟، أم هو الحرب والمكيدة والرأي؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو الرأي والمكيدة والحرب، ثم أشار للنبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله بالنزول في موقع أدنى ماء من القوم ثم نبني عليه حوضا فنشرب ولا يشربون فأستحسن رسول الله هذا الرأي ففعلوا، وقبل المعركة ومن معجزات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشار بيده الشريفة إلى أماكن مصارع صناديد كفار قريش، وهو الذي حصل وصار حقيقية كما أشار سيد الخلق، فكأن يقول هذا مصرع فلان إن شاء الله، وهذا مصرع فلان إن شاء، فما جاوز أحد موضع إشارته -صلى الله عليه وسلم- ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللهم إن هذه قريش قد جاءتك بفخرها وخيلائها وخيلها تحادك وتكذب رسولك اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم أنجز لي ما  وعدتني.. وتشتد المعركة فإذ ببشائر النصر تأتي من الله قال تعالى: «إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان» ورسول الله يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر، ثم أخد ترابا أو حصا فرمى بها قائلا: شاهت الوجوه فأصابت كل أعين القوم وأنهزم المشركون.
دارت هذه المعركة في شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة وقد كانت معركة فاصلة في تاريخ الدين الإسلامي ونسال الله التوفيق والسداد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى