علامات الساعة

>
نزول عيسى عليه السلام
نزول النبي عيسى في الإسلام ثابت بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وقد أجمع علماء الأمة الإسلامية بأن نزول النبي عيسى من علامات الساعة الكبرى ويجب على كل مسلم ومسلمة الإيمان بذلك فيعتقد المسلمين اعتقاداً لامِرية فيه بأن عيسى ابن مريم لم يُصلب ولم يقتل وأن رفعه الله إليه وسوف يعود آخر الزمان.

الأدلة على نزوله
الأدلة على نزوله في آخر الزمان كثيرة منها:

قال الله تعالى: "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ" (سورة الزخرف).

فقوله: "وإنه لعلم للساعة" يعني: أن النبي عيسى علم من أعلام الساعة وفي قراءة "وإنه لعَلَم للساعة" بفتح العين واللام ويعني علامة وآية للساعة لاقترابها ودنو قيامها. قال ابن عباس: "وإنه لعلم للساعة أي خروج عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة".

عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر الساعة، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل عدن -في اليمن - تطرد الناس إلى محشرهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها".

الحكمة من نزوله
أن يجعل من أسباب ظهور الإسلام، الذي هو دين الأنبياء جميعا، ظهورا كاملا شاملا على هذه الأرض؛ أن ينزل عيسى ابن مريم، بعدما اختلف الناس فيه، وتحزبوا لأجله على أحزاب وطوائف، ليدل هؤلاء المختلفين على حقيقة أمره، ويفصل بينهم فيما اختلفوا فيه من شأنه؛ فينصر المسلمين، ويقاتل اليهود، ويقتل زعيمهم المسيح الدجال، ويلزم النصارى بالإسلام، ولا يقبل منهم جزية، ويبطل مقالتهم، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير.

وفي هذا بيان لإبطال ما سوى الإسلام من الأديان، وعدم إقرار أهلها عليها، لا بجزية أو غيرها، وإظهار أحكام الإسلام، وشريعته التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، وإقامة الحجة على أهل الكتاب، في بطلان ما هم عليه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "والمعنى : أن الدين يصير واحدا، فلا يبقى أحد من أهل الذمة يؤدي الجزية".

وقد تلمس بعض أهل العلم حكما أخرى لذلك، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم، أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، وقيل إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجددا لأمر الإسلام، فيوافق خروج الدجال ، فيقتله والأول أوجه " انتهى من " فتح الباري"(6 / 493).

وقت نزوله
فإن الراجح أن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام سيكون قبل خروج يأجوج ومأجوج وقبل طلوع الشمس من مغربها وبعد خروج المهدي والدجال.

مكان نزوله
ثبت في الأحاديث ما يدل على نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ففي حديث مسلم عن النواس بن سمعان: قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل.... إلى أن قال: فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ.. الحديث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى