رمضانيات.. نزول القرآن في شهر رمضان المبارك وآداب تلاوته

> أمين عادل الأميني

> اعلم رحمك الله أن للقرآن الكريم وتلاوته في شهر رمضان نكهة فريدة وله شعور جميل وراحة بالغة مستقرة في نفس الإنسان السوي، كيف لا، وهو الذي نزل في شهر رمضان وكرم هذا الشهر بنزول القرآن الكريم فيه إلى السماء الدنيا جملة واحدة  قال تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) القرآن الكريم حبل الله المتين وصراطه المستقيم وهو الذكر المبارك والنور المتين، نزل القرآن الكريم في شهر رمضان كاملا في ليلة من ليالي هذا الشهر هي ليلة القدر، ليلة مباركة مشرفة عظيمة الأجر والثواب تحدث فيها كرامات عظام، لا ينالها إلا عبد تقي نقي،
قال تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) أي عن القرآن وهي ليلة من ليالي شهر رمضان.
ومن آداب تلاوة القرآن والتي يتضاعف أجر القراءة فيها في رمضان عن باقي الشهور:
التادب عند قراءة آيات الله والبعد حال قراءته عن الهزل واللعب فلا يضحك وهو يقرأ ولا يمزح من غيره مزاحا كثيرا غير لائق، ولا يكثر من قطع القرآن لأجل كلام الناس وإن كان لا بد فليكمل الأية.
وإخلاص النية عند تلاوته من أكمل الآداب الواجبة لآن القرآن من العبادات بل من أكمل العبادات وآكدها والعبادات تحتاج للإخلاص، فلا خلاص إلا بالإخلاص.
قال تعالى: (فأعبدوا الله مخلصين له الدين) وقال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- اقرؤا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل من قبل أن ياتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه. وراه أحمد.
ومن آداب تلاوة القرآن قراءته بقلب حاضر خاشع مع تدبر معانيه وفهم ما مقاصده وأن يستحضر أن الله يخاطبه.
 ومن آداب تلاوة القرآن أن يقراءه على طهارة لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل
 ويحرم قراءة القرآن في الأماكن التي لا تليق والأماكن المستقذرة.
 ومن الآداب تحسين الصوت قدر الإمكان أثناء القراءة،
وكان من أجمل الأصوات صوت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففي الصجيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور فما سمعت أحسن صوتا أو قراءة منه صلى الله عليه وسلم.
وكان من آداب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن كان حوله أحد وهو يقرأ القرآن كنائم مثلا فإنه لايرفع صوته ولا يجهر بقراءته جهرا يشوش عليه ويوقظه.
 ومن الآداب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل تلاوته قال تعالى: ((فإذا قرأت القرآن فاستعد بالله من الشيطان الرجيم))
ولا بد من ترتيله لقوله تعالى ((ورتل القرآن ترتيلا))
وكان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم أية أية وفي رمضان كان يقرأ في الصلاة أو غيرها أية أية وبكل خشوع وقد سئلت أم سلمة عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: كان يقطع قراءته أية أية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، رواه أحمد وأبو داود والترمذي
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مر بأية فيها سجدة كان في صلاة أو خارج صلاة سجد لله تعالى كان من ليل أونهار فيكبر للسجود،وهذه من آداب القرآن في رمضان وغيره ولا ريب أنه في رمضان يتضاعف الأجر ويزيد.
وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (لا تنثروه نثر الرمال ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة وهذا مما نريد تحقيقيه في رمضان ولا سيما في صلاة التروايح حتى نقف عند معانيه ونتدبر مافيه ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظمون أمر دينه وأن يجعلنا من الفائزين بالجنة وأن يغفر لنا وللقارئين ولوالدينا ووالديهم والله ولي الصالحين والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى