الضاد لغة العرب

>
حسين فروي
حسين فروي
الضاد هو الاسم الذي يطلق على اللغة العربية، فلغة الضاد هي لغة العرب، وقد كان العرب الأولون أحراراً في لغتهم، يضعون كل ما يخطر ببالهم من المعاني وما يريدون من الألفاظ، ونحن عرب مثلهم تجري في عروقنا دماؤهم كما جرت في عروقهم من قبل.

أليس من الظلم المبين والغبن الفاحش أن تضيق حاجاتهم عن لغتهم فيقومون بوضع (500) اسم للأسد، و(400) للداهية، و(300) للسيف، و(200) للحية، و(50) للناقة أيكون لسفينة البر وهي لا تحمل إلا الرجل، والرجل ورديفه (200) اسم، و(200) من الأسماء لأعضائها ورجلها.

ولا يكون لسفينة البحر وهي لمدينة المتنقل في البحر القليل من ذلك الحظ الكثير، لذا فقد كان لعرب الجاهلية الأولى مؤتمر لغوي يعقدونه في كل عام بالحجاز بين نخلة والطائف يجتمع فيه شعراؤهم وخطباؤهم، ويتناشدون ويتساجلون ويعرضون أنفسهم على قضاة منهم يوازنون بينهم، ويحكمون لمبررهم حكماً لا يرد ولا يعارض، ولقد شعروا لضرورة عقد هذا المؤتمر عندما أحسوا بتشعب لغتهم بين اليمن والشام ونجد وتهامة لصعوبة التواصل في تلك البقاع، فقد كان مطمح أنظارهم في ذلك المجتمع توحيد لغتهم وجمع شتاتهم والرجوع إلى لغة قريش التي هي أفصح اللغات وأقربها مأخذاً وأسهلها مساغاً وأحسنها بياناً.

إن كان الجاهليون بحاجة إلى مجتمع لتوحيد اللغات، فنحن بحاجة إلى مجتمعات كثيرة لجمع المفردات المأثورة ومجتمع دائم لوضع أسماء المسميات الحديثة وآخر للإشراف على الأساليب العربية المستعملة وآخر للمفاضلة بين الكتاب والشعراء والخطباء ومجازات المبرر منهم والمقصر إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى