رمضانيات.. الحث على التوبة في رمضان وما بعده

> أمين عادل الأميني

>
أحبائي القارئين: لابد من العزم على التوبة من كل الذنوب صغيرها وكبيرها، وشهر رمضان فرصة لا تعوض، فالإنسان لا يخلوا من الخطأ والتقصير وكل ابن أدم خطاء وخير الخطائين التوابين، وقال الله تعالى في كتابه العزيز (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى....) هود 3.

وقال تعالى (وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) النور 31، وقال تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة222.
وإن إيقاظ الهمم على تجديد التوبة في رمضان أكثر تاتيرا من غيره من الشهور، وقال صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مئة مرة رواه مسلم.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخد بخطامها ثم قال من شد الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح. رواه مسلم

فلا بد من تجديد التوبة في رمضان والعزم عليها من كل الذنوب والعيوب إلى أن يصل الإنسان لحال تطهير قلبه من كل أفكار السوء ليعيش مع الله تعالى في هذا الشهر ولتمتد خيراته لباقي الشهور ، وليتذكر الإنسان أن التوبة هي طريق الصالحين الحق والعائدين إلى ربهم وهي التي تقي مصارع السوء وتمنع النفس من جشعها وطمعها وظلمها وغيها على عباد ضعفاء، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن
يكون له ودايان ولن يملاء فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب متفق عليه
وعلى كل من أذنب أن يعجل في توبته ولا يؤخرها لعله أن يفجأه الموت فلا يستطيع التوبة، وما قيل عن شهر رمضان بأنه شهر التائبين عبثا، وكان الصالحون في أيام الإمام الشافعي رحمه الله يجتهدون في دعوة الناس إلى الدين في شهر رمضان لأن الناس في هذا الشهر أطوع وأكثر تقبلا، والتوبة الصادقة لها علامات: فلا بد من هجر الذنب والعزم على عدم العودة إليه.. وأن تكون هذه التوبة خالصة لله تعالى ليست لسواه وأن لا يصاحبها الرياء.

ويجب أن تكون التوبة قبل الغرغرة -الاحتضار- وتكون من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها وأحيانا لا تكتمل التوبة إلا برد المظالم وإظهار الحق كالذي يشهد الزور ويظلم خلقا من عباد الله هذا لا بد له من أن يبرىء ساحته ببيان الحق، أو الذي يأخد مالا لمسلم ظلما وعدوانا فلا بد من رد مال أخيه، وفي شهر رمضان تتيسر هذه الأمور، قال تعالى: (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن), وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر رواه أحمد والترمذي.

وأما عن التوبة فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله تعالى معها مهما كان الذنب حتى لوكان الشرك بالله تعالى فهناك له توبة فقوله تعالى (إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به) معناه كما جاء في كتب التفسير أي من مات وهو مشرك. وقد غفر الله لمشركي مكة أيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانوا على الشرك وحسن إسلام بعضهم وحتى الذين ارتدوا بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غفر الله لهم وحسن إسلام من عاد منهم وقبل الصحابة توبتهم وأقروها، فلا تيأس من رحمة الله ولايأس مع التوبة واسمع قول الله تعالى مرغبا عباده في الرجوع إليه، قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) الزمر53.
 فالله يغفر الذنوب جميعا لا يعجزه شيء وتخيل حال التائب الصادق في شهر  رمضان وتخلل دماعاته في صلاة الليل والتروايح.
ونسأل الله الإعانة على الصيام والقيام وأن يثبت لنا أجر الصيام ويقدرنا على فعل الخيرات ويصرف عنا السوء وأهله وأن يقبل الأعمال. والحمد لله رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى