رمضانيات.. للصائــم دعوة لا ترد

> أمين عادل الأميني

> إكراما للصائمين ودلالة على عظم هذه العبادة العظيمة جعل الله تعالى للصائم دعوة لا ترد فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: للصائم دعوة لا ترد صحيح
 فينبغي للعبد المسلم أن يجتهد في هذا الشهر بالدعاء والإكثار منه فقد قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين). وقال تعالى: (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)
وفي شهر رمضان وفي نهاره بالتحديد تتنزل الرحمات وتعم البركات ويستجيب الله الدعوات فيه أكثر من غيره من الشهور، كيف لا.، وهو شهر رمضان شهر الجود والكرم من الله تعالى.

وورد عن الصالحين أنهم كانوا يكثرون من دعاء الله في رمضان أكثر من غيره وأن حالهم في رمضان لم يكن كحالهم في باقي شهور السنة وكانوا يعتبرون هذا الدعاء علامة قرب الله تعالى ، وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لن يهلك مع الدعاء أحد. فما من عبد داوم على الدعاء وحقق شروط إستجابة الدعاء إلا قبل الله دعائه، ومن شروط إستجابة أن يهتم الرجل في مطعمه من حلال وملبسه من حلال وأن يقدم على الطاعات ويترك كبائر الذنوب والمحرمات ويتحلى بآداب الدعاء ومنها:

رفع اليدين أثناء الدعاء لله تعالى ثم مسح الوجه بعد الفراغ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تسروا الجدر، من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فإنما ينظر في النار، سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم رواه ابن ماجه والبيهقي والحاكم.

ومن آداب الدعاء أن نحسن الكلام والتضرع وندعوه باسمائه الحسنى قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها) فإذا طلبنا الرحمة نقول يارحيم،وإذا طلبنا رزقا من الله نقول يارازق، وهكذا ونحسن كلام الدعاء قد الإمكان.
وعلينا الثقة بأن الله يجيب دعوة عبده عاجلا أم أجلا وليس إلزاما عليه ذلك، وأنه في رمضان تفتح الأبواب الموصدة وأن التأخير في الإستجابة فيه خير، الله يعلمه ونحن لا نعلمه.
ولابد أثناء الدعاء من الثناء على الله تعالى بما يليق فيه.

 فيا أيها الصائم أكثر من الدعاء قبل الإفطار وألح فيه ذلك الوقت الذي يشتد فيه ظمؤك ويعظم فيه جوعك فهذا وقت استجابة دعائك، وأكثر من دعاء الله بين الآذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات الخمس، وفي أوقات الاستجابة في الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة، وبعد العصر، وعند نزول الغيث، كل هذه أوقات إستجابة،

وأما قوله صلى الله عليه وسلم أن للصائم دعوة لا ترد فيدخل فيه صيام رمضان وغيره وأقربه أنه صيام فرض رمضان، لثبوت فضيلة هذا الشهر عن غيره وكله وارد، أيها الصائم لا تبخل على نفسك وعلى من تحب بدعوات ليس بينها وبين الله حجاب لعل الله يفتح بها الكرب ويستر بها العيب، ويشغي بها صدور قوم مؤمنين، وكم نحن نحتاج لهذه الدعوات في هذه الأوضاع التي يمر بها وطننا الحبيب والغالي، أيها الصائم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو من أهل الجنة قطعا كان يكثر من دعاء ربه ويناجيه ويتذلل له ويخضع له خضوع المنكسر فلا تكن بخيلا على نفسك وعلى إخوانك من المؤمنين بدعائك، وكان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عنا ، وللدعاء فوائد عظيمة منها:

تحقيق عبودية الله والاقتداء بسيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- والدعاء منصوص عليه في القرآن قال تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) وقال تعالى: (ربنا وتقبل دعاء) وهناك أيات كثيرة تدل عليه من القرآن.
ومن فوائد الدعاء جلب نصرة الله وتاييده، فالدعاء سلاح المؤمنين،ولا يخفى مافيه من الأجر والمثوبة.
ونسأل الله قبول الأعمال والتوفيق في رمضان على الصيام والقيام وأن يرزقنا مقام الإحسان، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى