رمضانيات.. رمضان شهر الجود والعطاء والمنفقين لأموالهم

> أمين عادل الأميني

>
الحمد لله الحنان المنان، العظيم الشان، قديم الإحسان،المعطي بكرمه ورحمته، المرسل أنبيائه ورسله لتبليغ وهداية خلقه، وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وآله وصحبه أجمعين وبعد:
إن شهر رمضان مدرسة العطاء والجود والكرم والعمل والصدقات، ونحن هنا نحث الناس على بدل المال وإخراج الزكوات والحقوق المالية وأن لا يبخلوا، كي لا يعرضوا أنفسهم لعقوبة الله، وتفسد تجارة بعد ربحها، وتمحق بركة بعد ظهور أثارها،وترغيبا فيما أعده الله للمنفقين والمنفقات الباذلين أموالهم والصدقات المستحقة في هذا الشهر التي تتضاعف فيه الحسنات.
قال تعالى: (وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) وقال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) نعم؛ إن الله لا تضيع عنده نفقة منفق أخرجها في سبيله، فيا أيها المنفق مالك في سبل الخير أنت تدخره عند الله وهو عائد لك لا محالة. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة.
في رمضان أطعم الجائع ولا ترده تنال أجرا عظيما، أخرج المال للمساكين وتصدق للفقير والمنكسر، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا (صحيح).
وتحرى أهل الزكاة وأين يذهب مالك، ولا تقلق من قلة مال بعد إنفاق، إياك أن تفكر هكذا فالذي أعطاك هذا المال من عدم هو يباركه لك، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن لله ملكين يناديان في كل صباح يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا (صحيح) فكن على يقين أنك كلما أنفقت أخلف الله عليك بركة في مالك ولاحاجة ببيان هذا الأمر أكثر من ذلك فالتاجر المنفق ماله رضوان الله وفي سبيله يعرف ذلك.
فما أعظم وأجمل البذل والعطاء في رمضان وما أروع ذلك الشعور بالراحة الذي يقذفه الله تعال في قلب المنفقين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار معناه أن الصدقة لها تاتير على المعاصي والذنوب صادة ومانعة لها كتاتير الصلاة الخاشعة على قلب المؤمن،
 أيها المسلم ابذل مالك وتصدق إياك أن تبخل فإن هذه الصدقة تدفع عنك البلاء يوم القيامة وتحتمي بها من هول ذلك اليوم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل امرء في ظل صدقته يوم القيامة، حتى يقضى بين الناس فما أروع هذا وأحسنه. فيا باغي الخير أقبل وابذل في سبيل الله بكرم سخي وعطايا لا مثيل لها، وخد من عثمان بن عفان رضي الله عنه قدوة، فقد كان رضي الله عنه صاحب مال وافر فجعل ماله كله في مرضات الله، تصدق وأعطى فجهز جيش العسرة في سبيل الله دفاعا عن هذا الدين ولم يبخل  فأستحق الجنة، في بلدنا وفي مدينتنا عدن وفي ضل هذه الأوضاع هناك صائمون جياع فأطعمهم رحمك الله طاعة لله لاتبخل، وقد تجد آخرين بلا مأوىء فأويهم يؤويك الله يوم القيامة، أهل الله وخاصته وخدام هذا الدين وأهل طاعته يزاد كرمهم في رمضان، انفق واستمع للنصيحة ولا تبخل، اجعل لك بصمة واشتري الأخرة بتجارة مع الله لا خسارة فيها ولا غبن، إني والله أنصحك بالإنفاق وأحثك عليه وألح عليه، يا أخي مات كثير من الأثرياء وأصحاب الأموال والقصور الفارهة وتركوا خلفهم الكنوز والدراهم والدنانير والقصور فما أغنت عنهم،ولعلي أسمع حسراتهم  وهو يتمنون أن لو أنفقوها في طاعة الله وصرفوها في مصارفها، أخي غدا يظهر لك ما فعلت من خير لا محالة وارجوا من الله اللطف والعافية .
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وممن قولهم دال على صدق توجههم، وأعط لمنفق خلفا وزر وبارك في أرزاق الحلال وحنبنا المال الحرام، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى