رمضانيات.. صيام القلب

> أمين عادل الأميني

> نصوم في رمضان عن الطعام والشراب ونقبل على الله تعالى بالطاعات وهناك شيء يحركنا من الداخل نحو هذه المحبة في رمضان وغيره ألا وهو القلب لذلك كان لابد من وقفة حول هذا الموضوع في رمضان وعن حال قلب الصائم بالتحديد وكيف يصوم هذا القلب في رمضان، قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)
ولأني أنا صائم فقلبي صائم معي، قلب المؤمن يصوم عن خواطر السوء وعن أفكار تنافي الصيام والإيمان، هكذا كان الصالحون الأوائل يهذبون قلوبهم في رمضان وغيره إلا أن حالهم يتغير بشكل أفضل من باقي السنة، قلب المؤمن يصوم معه فلا يفكر في أعراض الناس، بل يفكر في الأجر والثواب في شهر رمضان وهل سيقبل الله العمل هذه السنة، يصوم قلب المؤمن ويفكر في إخلاص الأعمال لله والصيام والقيام ويحافظ على نفسه من الرياء والسمعة فقلبه صائم وهذه الأعمال هي لله تعالى رغبة بجنته ومحبة فيه، لو رضي القلب هان كل شيء،وتيسر أمر كل شيء، ولصبر الصائم على كل شيء لأن قلبه يعلم أنه كلما أشتد البلاء وقساوة ضروف الصيام كان الأجر أكبر *فلا يكون إلا ماشاء الله من كان قلبه هكذا فياهناه بجنة ورضوان من الله ورب راض غير غضبان.

لكل مخلوق قلب، ولكن هل هو قلب نابض حي بنور الله مشرق بالخير مقبل على الله تعالى،أم هو قلب أهلكته الذنوب والمعاصي حائرا وقلقا يريد أن يعود لمولاه ولا يعرف الطريق ولا يجد دليل له من البشر بسبب كثرة قساة القلوب من حوله، لقد نبه القرآن العظيم على أهمية القلب ورياضته نحو أوجه الخير المختلفة وذكر الله في كتابه العزيز أمثلة عديدة لقلوب اللاهين نعوذ بالله من قلب كهذا، قال تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) وقال تعالى: ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال تعالى: (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا مايؤمنون) أعلم رحمك الله أن القلوب تمرض وقد تموت في مرضها كما جاء في القرآن فحافظ على قلبك وطهرهه مما يشوش عليه الإيمان. واعلم رمضان فرصة العمر لإصلاح هذا القلب وجعله مشرقا بنور هداية الله تعالى، إن رمضان شهر من شهور الله لكنه ليس كغيره فقد جعله الله تعالى زينة الشهور وأكثر ما تتحق التوبة في هذا الشهر، ياأحبابنا لندرب قلوبنا على طاعة الله في هذا الشهر العظيم فالقلب أطوع فيه من غيره ووساوس الشيطان خفيفة فيه، ثم لنشعر بذلك الشعور الجميل والرائع الناتج عن قرب القلب من مولائه،

رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كان يدعوا بثبات قلبه وهو إمام الهدى وراية التوحيد فقد تبث عنه أنه -صلى الله عليه وسلم-كان يقول: (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) ولكم في رسول الله أسوة حسنة.
قلب المؤمن يصوم في رمضان من أفكار السوء، والنوايا الخبيثة، ومن الخواطر الموحشة، يصوم قلب المؤمن في رمضان بتفكره في مخلوقات الله وعجائب قدرته وبالتزام شريعه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- قلب المؤمن يصوم عن الكبر والغرور والعجب بالنفس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من تكبر على وضعه، ومن تواضع لله رفعه) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ثلاث مهلكات: إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع، وهوى متبع.)  ليس قلب المؤمن الحق يصيبه الغرور من نجاح أحدهم، وليس تعجبه نفسه لكتابة مقال في أحد الصحف المرموقة ولا لتأليفه كتاب ونحوه فهو يفعل هذا ابتغاء مرضات الله ويعمل لآخرته فقد يموت ويضل كتابه ينتفع به بين الناس فينال ثوابا عظيما وهو ميت وكلنا ميتون، وبعد هذا كله ماهو دواء هذا القلب ليحقق الصوم في رمضان: دواءه أن يتعلم ويراقب الله في كل أفعاله وأقواله وتصرفاته وقد دله عليه ما ورد من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرى رجلا من أصحابه وكان يقول هو من أهل الجنة، فذهب بعضهم وسألوا الرجل قالوا له: الرسول -صلى الله عليه وسلم يقول أنك من أهل الجنة بما تدخل الجنة، قال: (لا أنام وفي قلبي حسد أو حقد أو غش على مسلم).
ونسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، ويوفق القائميم على أمرنا لما يحبه ويرضاه وأن يصلح حال الراعي والرعية ويجعل قلوبنا وقلوبهم صائمة طيلة العام وأن ينفعنا بما كتبنا والحمد لله رب العالمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى