قرن الكلاسي.. المعركة اللعينة

> د. عيدروس نصر

> لم يكن أحدٌ يتمنى أن تندلع المواجهة المسلحة بين أبناء الأرض الواحدة والوطن الواحد والشعب الواحد والمصير والمستقبل الواحد، لكن أصحاب نظرية "المفسدة الكبرى والمفسدة الصغرى" لم يدعوا الجنوبيين وشأنهم بل راحوا يستدعون بعض مكنونات العقل الباطن لدى بعض المسنين من أهلنا أبناء الجنوب، ليستدرجوهم في معارك خاسرة ضد أهلهم لن يكون فيها رابح ولا منتصر إلا أصحاب نظرية "المفسدة" إياهم.

في منشوري هذا استعجل في تسجيل مجموعة من الرسائل بعضها تكرار لرسائل سبق وأن نشرتها مراراً، أتمنى أن يتم التعامل معها بما تتضمنه من حسن نية وحب وانفتاح على أبين وأهلها كلهم وعلى جميع أبناء الجنوب.

1. لقد لاحظت صورا عديدة لنتائج المعارك التي لم أكن أتمنى أن تجري ولا أن أرى صورها ونتائجها المؤلمة، ومن بين ما نشره مقاتلو الفيس بوك والووتس أب صوراً لقتلى وجرحى وأسرى من الطرفين، وهنا أتوجه إلى الجميع، وأخص أبنائي وإخواني من رجال المقاومة الجنوبية: احترموا كرامة وإنسانية الضحايا من القتلى والجرحى، احتفظوا بجثث القتلى وعالجوا الجرحى ووفروا لهم الرعاية الإنسانية اللائقة.

2. احترموا الأسرى وعاملوهم معاملة الأخ للأخ ووفروا لهم ما تقتضيه حياتهم وإنسانيتهم من مأكل ومشرب وملبس وأمان وعلاج للمرضى منهم ولا تعرضوا أحدا منهم للإهانة والمساس بكرامته.

3. من بين الأسرى كان أحد أبناء المناضل علي محمد القفيش الذي التقيته عشرات المرات في صنعاء وتناقشنا مع جنوبيين آخرين في عشرات القضايا من بينها القضية الجنوبية ووجدنا توافقات في معظم هذه القضايا، ولأن المقام ليس مقام التحليل والشرح والاستعراض ولا مقام العتاب واللوم فإنني أكتفي بدعوة المناضل القفيش إلى مراجعة مواقفه باتجاه ما يجعل منه عنصر توازن وحفظ لأرواح الناس من أبناء أبين وكل الجنوب وقبل كل هذا أبناؤه وأهله، فمثلما يمكنه المساهمة في فعل الخير للجميع يمكن أن يكون سببا فيما يلحق الضرر بالجميع، أما بالنسبة لابنه الأسير فقد بلغني أنه في مأمن بأيدي إخوته من رجال المقاومة الذين تعهدوا برعايته واحترام كرامته وعدم السماح بتعريضه لأي أذى جسدي أو معنوي مثل بقية الأسرى.

4. ولإخواني وأبنائي المغرر بهم من أبناء الجنوب أكرر ما قلته منذ يومين: إن أصحاب نظرية "المفسدة" لم يأتوا لينصروكم ولا حتى لينصروا شرعية الرئيس هادي الذي هددوه عشرات المرات من منطلق "نحن من صنعناك رئيساً" إنما جاؤوا ليستخدموكم أدوات في مواجهة أهلكم الجنوبيين فإن فزتم فالفوز لهم، ولن تنالوا من ثماره إلا الفتات (وما حرب 1994م عنا ببعيدة) وإن خسرتم فتحملوا تبعات الخسارة وحدكم وسيعودون إلى ديارهم آمنين.

5. ومن هذا المنطلق فإنني أدعوكم وكل الشباب البسطاء الذين انخدعوا بأكذوبة الحفاظ على الشرعية إلى اختيار أحد خيارين: إما الوقوف مع أهلكم وبني جلدتكم الذين يدعونكم إلى العودة لحضن الأهل والوطن، وإما أخذ ما بأيديكم من أسلحة وأموال والعودة إلى دياركم آمنين مؤمنين والقبول بالعيش كرماء بين أهلكم وذويكم لكم ما لهم من المستقبل وعليكم ما عليهم، مصاني الحق محترمي الكرامة متحكمين في حريتكم لا محكومين من أحد، ولا وصاية لأحد عليكم.

الكرامة والعزة لا يصنعها الغزاة والمتفيدون ولا أي هدايا مجانية من الباحثين عن الغنائم وناشري "المفاسد" بل تصنعها سواعد أهلها وعزائمهم وكفاحهم وإراداتهم الحرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى