ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر؟! لها فضل عظيم وشأن عند الله كريم وصفها الله تعالى بأنها ليلة مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها› قال تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين» فيها نزل القرآن العظيم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة، وهي ليلة من ليالي شهر رمضان قال تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر» أي أنزلنا القرآن في ليلة القدر. وقال تعالى: «شهر رمضان الذي أنزله فيه القرآن»  أي أنزل القرآن في ليلة القدر التي هي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك.

فهي ليلة نزل فيها القرآن، وهي ليلة خير من ألف شهر، وقد استثقل الصحابة رضوان الله عليهم رجلا من بني إسرائيل على الدين الحق قبل التحريف حمل السلاح في سبيل الله ألف شهر لم يضعه إلا لحاجته فقالوا وأي شيء أعظم وخير منه فأنزل الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر» أي هي خير في الشرف والرفعة وكثرة الثواب والأجر،  ومن فضلها تنزيل الملائكة والروح فيها قيل إلى الأرض ينزلون والروح جبريل عليه السلام، وقد خص جبريل بالذكر لمكانته عند الله تعالى وليدل على شرف وعظم هذه الليلة.

وهي ليلة سلام للمؤمنين من كل ما يخافون، وذلك لكثرة من يعتق من النار فيها ويسلم من العذاب وهي ليلة تنتهي بطلوع الفجر، وهذا ما يجعلنا نبادر بالدعاء والعبادة فيها إن شككنا أنها هي فهي غير معروفة بالتحديد، وقد اختلف أهل العلم فيها وذهب جمع إلى أنها تلتمس في العشر الأخير من رمضان، إلا أن أصح ما يقال لكل ذي فقه رصين أنها قد تكون في أول يوم وليلة من رمضان، فهي إذا من أول يوم إلى آخر يوم من رمضان يلتمسها أهل المعرفة، وعلاماتها وفقا للمتابعة كثيرا ما تظهر في العشر الأخير ولما قاله البعض من أصحاب النبي صلعم من تواتر رؤياهم في العشر الأخير إلا هذا لا يمنع ثبوتها في الشهر كله.

وليلة القدر تكون في الأمم كلها لما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: «يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أهي رمضان أم في غيره؟ قال: بل هي في رمضان. قال: تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة. إلا أن أجرها يختص بهذه الأمة دون غيرها». وهذا يعني أن رمضان وفق الحساب هو شهر ارتضاه الله لهذه الأمة حتى قبل أن يسميه العرب باسمه، وليلة القدر لا تختص بيوم محدد في رمضان ففي كل عام تتغير وتتبدل وقد أخفاها الله تعالى من رحمته على عباده وليزيد عمل العاملين وشوق المشتاقين لجانبه ورضوانه وعفوه، نسأل الله أن يرزقنا ليلة القدر.    

 في ليلة القدر يكون الجو مناسبا والريح ساكنة، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلعم «ليلة القدر سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء» حديث حسن.

الطمأنينة والراحة والتي يلمسها الإنسان المسلم من شعور انشراح في الصدر ولذة في العبادة.. ليلتها هادئة جدا تسجد فيها الأشجار والجمادات لله الخالق سبحانه وتعالى وبعضها يبقى على سجوده دليلا على عظمة برهانه تعالى لعباده وهو ما يراه الناس أحيانا من جبل على شكل رجل ساجد أو شجر أو غيره فيستغربون ويدهشون من أمور هي علامة على عظمة ربهم وفضل ليلتهم العظيمة، وهناك علامات لا حقة لليلة القدر وهي أن تطلع الشمس في صبيحتها صافية لا شعاع فيها، فعن أبي بن كعب أن رسول الله صلعم قال: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع».