صحف ومطبوعات «داعش» توزع في مأرب والبيضاء

> "الأيام" سوث24:

> من يمول إعلام تنظيم الدولة الإسلامية في شمال اليمن؟

يطوّر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من قدراته الإعلامية، رغم الصراع الذي خاضه مع تنظيم القاعدة في اليمن، مستغلا بذلك، تسهيلات توفّرت له في مناطق تسيطر عليها الحكومة اليمنية والحوثيون.
ففي وقت سابق نشر داعش لقطات مصوّرة لجريدة النبأ الأسبوعية التابعة له، أثناء توزيعها في محافظات في شمال اليمن.

وأظهرت صور أعداداً مطبوعة من الجريدة، أثناء توزيعها لعناصر داعش، يقول التنظيم أنها في منطقة قيفة بمحافظة البيضاء، التي يتقاسم السيطرة عليها الحكومة اليمنية (الإخوان المسلمون) والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

تمويل ضخم
مصادر خاصة أشارت إلى أن جريدة النبأ وصل توزيعها إلى محافظة مأرب شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة الشرعية، والتي ينشط فيها تنظيم القاعدة بقيادة "أبو فواز المأربي".
ولم يتضّح، بحسب المصادر، مكان طباعة الجريدة أو مصدر الإمكانيات، التي وصفها مراقبون بـ  "الضخمة"، والتي سهلّت للتنظيم إصدار مثل هذه الوسيلة الإعلامية في مناطق البيضاء ومأرب، أو ما إذا كان هناك تنسيق مع جهات حكومية، اتُهمت مؤخرا بالارتباط مع قيادات في تنظيم القاعدة.

لكنّ كتاب "الدولة الإسلامية.. الخلافة الرقمية" للباحث عبد الباري عطوان، أشار إلى أنه "لولا وجود التكنولوجيا الرقمية والتطور الاتصالي الحالي، ما كان لتنظيم داعش أن يحصل على الهالة الإعلامية التي استطاع خلقها لنفسه، ومن ثم توظيفها؛ لتحقيق أغراضه بمنطقة الشرق الأوسط، ولذلك يبقى دراسة الجانب الاتصالي والرقمي لشبكات الإرهاب أمر مهم، في محاولة القضاء عليها".

وعلى الرغم أنّ محافظة البيضاء شهدت صراعاً بين تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية كان أشده في أغسطس 2019، إلا أنّ محلّلين رأوا أن فشل داعش في خلق نفوذ شعبي له في مناطق البيضاء ومأرب، قد يدفع التنظيم للتنازل للقاعدة في جزيرة العرب، التي تحظى بعلاقات مع جهات عسكرية شرعية في مأرب، والعمل سوياً.

احتمالات
ورغم ذلك، يشير الباحث في الإرهاب والجماعات المتطرفة في المركز المصري للدراسات الإستراتيجية محمود قاسم أن "الفترات الأخيرة شهدت تراجعًا كبيرًا لنفوذ داعش في اليمن ونشاطه العملياتي، إذ نفذ التنظيم حوالي 32 هجومًا خلال عام 2016 وحوالي 6 عمليات خلال عام 2017، و5 عمليات خلال النصف الأول من عام 2018".
وأشار قاسم، في تقرير نشره المركز مؤخرا، إلى أن ثمة احتمالات عدة بشأن التنظيمات الجهادية في اليمن. هناك إمكانية لاندماج عناصر التنظيمين (القاعدة وداعش) تحت مظلة واحدة. وقد يكون اندماج عناصر داعش للقاعدة هو النموذج الأقرب، نظرًا للضغوط التي يتعرض لها داعش بشكل عام.

كما أن جذور القاعدة في اليمن أكثر قوة ورسوخًا، حيث تراجع نفوذ داعش في اليمن بدرجة لا تمكّنه من امتلاك أوراق التأثير، خاصة أن التنظيم لم يعد يحتفظ سوى بأربعة ألوية تتكون من نحو 60 عضوًا في محافظة البيضاء وفقًا لتقرير الأمم المتحدة 2019.
ويضيف الباحث المصري محمود قاسم "هناك احتمال آخر هو استمرار حالة التنافس بين التنظيمين، حيث يعمل كل طرف على تأكيد أحقيته بزعامة الساحة الجهادية في اليمن. ويأتي هذا النهج كانعكاس لطبيعة التنافس الأكبر بين التنظيمات في عدد من الساحات –الشرق الأوسط وإفريقيا- إذ سيعمل كل طرف على محاولة تثبيت قواعده واستعادة حضوره بشكل يضمن له التمدد". مشيرا إلى أن التنافس بين الطرفين بدا واضحًا، سواء على النفوذ أو التجنيد واستقطاب الأعضاء الجدد، حيث تصادم الطرفان وحدثت اشتباكات عنيفة بينهما.

ولم يقتصر الأمر على الجانب الميداني، لكنّ التنافس انتقل بين الجانبين إلى الإصدارات المرئية الدعائية، حيث أصدر القاعدة في أبريل 2020 الفيديو العاشر من سلسلة "الله يشهد إنهم لكاذبون" والذي عمد خلاله إلى فضح واستهجان تحركات وتكتيكات داعش في اليمن. في حين نشر داعش إصدارًا مرئيًّا بعنوان "معذرة إلى ربكم" عمل من خلاله على تشويه صورة القاعدة واتهامها بالتخاذل في تطبيق شرع الله.

وكان القيادي السابق في تنظيم القاعدة "أبو عبد الله الضالعي"، قد ظهر في الإصدار المرئي لداعش أواخر أبريل الماضي، كشف خلاله عن تفاصيل علاقة التنظيم في مأرب بقوات "الشرعية"، مشيراً، كيف كان يستقبل أفراد المعسكرات التابعة للشرعية أو "الجيش الوطني" زعيم تنظيم القاعدة في مأرب المكنى "أبو فواز المأربي" في منطقة صرواح الجبهة المشتعلة مع الحوثيين.

ولم يصدر أي تعليق عن الحكومة اليمنية التي تتواجد في الرياض، أو قيادات "الجيش الوطني" في مأرب، للرد على هذه الاتهامات.
وأمس الأول الأحد قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي أن "علي محسن تحت يده  ملفات تتعلق بالإرهاب والقاعدة منذ تأسيس القاعدة".

ولهذا السبب يضيف الجعدي في تغريدة له على تويتر "تتعامل معه بعض الأطراف بهدوء وتنفذ كل ما يطلبه خوفا من نشر الغسيل".

إرهاب الصحافة
وفي حين يتوسع النشاط الإعلامي للتنظيمات الجهادية في شمال اليمن، في مناطق سيطرة الحكومة والحوثيين، يتعرض الصحفيون في جنوب اليمن لحملة استهداف وتهديدات واسعة، كان آخرها اغتيال الصحفي الشاب نبيل القعيطي في مدينة عدن، الثلاثاء الماضي الثاني من يونيو.
وبرّر القيادي السابق في جبهة النصرة السورية، المصنفة بالإرهاب، صلاح باجبع (أبو صفية اليمني)، الذي يقيم في الدنمارك، ويعمل في أحد المساجد هناك، لقتل المصور المتعاون مع الوكالة الفرنسية صالح العبيدي، الذي عمل ميدانيا جنبا إلى جنب مع القعيطي.

وتلقّى الصحفيان صلاح العاقل مراسل روسيا اليوم بعدن، وياسر اليافعي، رئيس مؤسسة يافع نيوز، لتهديدات بالتصفية في رسالة مجهولة الهوية.
 وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة اليمني ياسر الحسني، قد نشر تغريدة على صفحته الرسمية في تويتر، وهو يتهم مصور الوكالة الفرنسية بعدن، صالح العبيدي، بالإساءة للسعودية، مباشرة بالتزامن مع حملة شنتها شخصيات متطرفة استهدفت العبيدي وأساءت للشهيد نبيل القعيطي وصحفيين آخرين.

الدور الأمريكي
في وقت سابق أشارت مديرة مركز سيت الأمريكي ريتا كاتس بأن توزيع محاضرات تنظيم القاعدة في رمضان توقفت، بعد مقتل القيادي في تنظيم القاعدة عبد الله المالكي، المرتبط بالتواصل مع الشمراني، منفذ عملية القاعدة الجوية الأمريكية في فلوريدا، بضربة أمريكية في محافظة مأرب شمال شرق اليمن، مطلع مايو الماضي.
وقالت أن ذلك يشير إلى"أي مدى امتدت أدوار المالكي بين الدور الإعلامي وتنسيق الهجوم."

وكان تقرير نشره مركز أمريكان انتربرايز قد حذر واشنطن من عواقب انسحاب أو تقليل جهود مكافحتها للإرهاب في اليمن، مشيرة إلى عودة وشيكة لنشاط التنظيمات الجهادية.
وقالت كاثرين زيمرمان أنه منذ عام 2016، عطلّت عمليات مكافحة الإرهاب للإمارات العربية المتحدة، مع الولايات المتحدة والشركاء اليمنيين، العمليات البرية للقاعدة بشكل كبير وقلّصت دور القيادة العليا والمتوسطة. لم تعد القاعدة تحكم المدن، وهجماتها باتت أكثر ندرة وأقل تعقيدا.

لكن مغادرة القوات الإماراتية عدن أواخر 2019، وهي مركز رئيسي لمكافحة الإرهاب في جنوب اليمن، باستثناء مساحة صغيرة في شرق اليمن. قد تدفع الأمريكيين للحذو حذوهم. وتحذر زيمر مان من أن "نجدة القاعدة في اليمن وشيكة".
ومع توسع الصراع في اليمن، تتزايد الاتهامات للحكومة باستخدام بعض العناصر الجهادية من القاعدة وداعش، التي يقول مسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي أنهم يتواجدون ضمن معسكرات ألوية الحماية الرئاسية في محافظة أبين. وهو الأمر الذي لم تنفيه الحكومة بشكلٍ رسمي. لكنه يكشف مدى استغلال أطراف الصراع في اليمن لورقة هذه التنظيمات لتصفية حساباتها السياسية والعسكرية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى