إلى المجلس الانتقالي.. خذ كل الحقيقة ولا تجتزئها! (2/2)

> أوّد أن أنبّه كل من يقرأ مقالي هذا في قسمه الأخير.. أن رسالتي تلك في قسميها لا تحتاج إلى تأويل، وكما ذكرت من سابق في القسم الأوّل منها لا تحتاج إلى تهوين فيها أو تهويل من تهوينها.
حياكم الله.. تحية احترام وتقدير لكم جميعا من مدينة المحبة والسلام والوئام والتسامح والتاريخ والمدنية.. عدن.

فإنّ الحقوق لا تُباع ولا تُشترى، والتأريخ وإنْ قام المتسّلطون بتزويره لابد وأن يظهر نور وأقلام حرّة لتصحيحه.
في هذا السياق يجب التأكيد على حقيقة أنَّ هناك جيلا من حركة النضال كان ولا يزال يتوارث الجيل الجديد من شباب وشابات عدن من أبناء وبنات عدن الحبيبة هم مناضلون ضد الاستعمار والإمامة والانفصال جميعنا ننتمي لمدرسة الرواد الملتزمين بتربية أسرية أساسها احترام الأكبر سناً، والاعتراف بالفضل لأهله على قاعدة (لا تبخس الناس أشياءهم)، ولا نقاضي ولا نتهم (سوى من وجدنا متاعنا عنده).. هكذا تعلمنا من آبائنا وأمهاتنا وأعمامنا وأخوالنا.

إن تناول القضايا الوطنية بالبحث والاطلاع من الواجبات والحقوق المشاعة بين المواطنين لا حكر فيها ولا تمايز.. قراءة يجب التمعّن بها يضطلع عليها جيل شباب عدن بنينا وبنات.. ولتكن تجسيدا لرؤية نعمل عليها لتغيير واقع طويل ومرير تحمّلناه بصبر وربطنا فيه على جراحنا.. لن نقبع داخل الحلقة نفسها سنعمل من أجل أن ننهض بشبابنا وبناتنا وتنقية تاريخ زوّر عن عمد وسوء نيّة..

نحن كذلك مع ضمان كافة الحقوق والمطالبة بها تلك التي يضمن فيها الإنسان كرامته وحرية معتقده السياسي بدون أن يرفع في وجهه السلاح أو يحارب في معيشته أو يتم عزله أو سجنه..
تعلو الأصوات من قبل كل طرف، وكل طرف يملك سلاحه وقواته. هل المطالبة بأن يكون لنا دور في تسيير شؤوننا وتولّي إدارتها. مما يعني أننا قد مارسنا عملا غير قانوني أو عدواني تجاه أي طرف من الأطراف.. نحن لم نقصِ أحداً لأننا أقصينا عن المشهد العام وحجب عنّا الرأي والتعبير عن آرائنا.. إنّ الاسترشاد والاستشهاد بالماضي لا نأخذ منه سوى العبر وإن اختلف الزمان، فالمكان كما هو.. لم نسرق آمال وطموحات أحد بل تعرضنا للسرقة والضرر والأذى.. من منّا يكره العيش بسلام في ظِّل وجود دولة تُحترم تحارب الفساد ونظمه التي يسير عليها من العبث والفوضوية وانتهاك الحقوق بشتّى الوسائل المختلفة وتحت ذرائع وصِيَغ متعدّدة.. نحن لم نقصِ ولم نَلغِ أحدا من إخواننا، نحن ندعو الجميع إلى احترام خصوصّية عدن وأبناء هذه المدينة وأهلها الكرام. الكل يستوطن عدن ويقيم فيها.. وفيها تجارته ويتبوَّأ فيها المناصب المتعددة والحسَّاسة والهامة.. الكوادر تتواجد وإن لم توجد فعلى الدولة وجميع الكيانات المختلفة أن تدعم هذا الموقف.. هناك وعي بذلك من الآخرين ولكنهم لا يقولون به.. أفبعد ما قلت.. نحن كذلك..؟!!!

لا شك أنَّ الكثير في عدن قد تغيّرت ملامحه وتداخلت فيه عوامل تعرية شديدة ساعدت على هذا التغيير ، ولكن العامل المهم الذي كان له بالغ الأثر في أوجه التغيير تلك، هي التراخي والتواكل والانتظار لما سيحّلّ لاَحقا، والكل شارك في ذلك، والقلّة من كان باعثها الأمل والرؤية البعيدة والعمل. وبوجود هذه العوامل تداعت مناجل الحرث وتصدأت حتى غارت شيئا فشيئا في تراب عدن، في وقتٍ تتعالى فيه أصوات وتصرخ منقسمين، لا يعلمون أين المسّتقّر، حقيقة يتغافل عنها الجميع دون استثناء. وللأسف أن من بيننا من يصنع عوامل الهدم ببناء هشّ مِطوَاعٍ لغيره، وهذا مآله إلى التحطّم لا محالة، والكُره يصيب البعض إلى حدّ العمى، وقد يتحوّل البعض إلى طغاة ورُوّاد عنف وعنف مٌضاد...!!.

كيف لنا تغيير واقعنا وصولا إلى التعايش؟
إلى ماذا نحتاج لمعالجة آثار الماضي والبحث والغوص في مسبباته ونتائجها على مجتمع عدن ذات النسيج المتعدد والمتنوّع القائم على التعايش والسلم واحترام حقوق أعراقه وحتى اختلاف الدين إن وجد، فنحن نرحب بذلك وندعو له ونؤكد عليه كمبدأ أساس لأي أساس لمفهوم التصالح والتسامح الديني والعرقي واحترام حقوق الإنسان كإنسان.

كيف ندعم عودة مفاهيم التعايش والسلم والمدنية ونبذ العنف وأشكال العصبوية والجهوية كبديل للمدنية؟
العمل على خلق (بيئة ثقة) تنتصر للقانون والعدالة وحقوق الناس مدنيا وسياسيا، تساعد على تنمية المعرفة وتقبُّل الآخر وإذكاء روح التنافس دون التحريض على معتقد أو فكرة أو نهج بل العمل على تعزيز مفهوم الشراكة والتوافق والتعايش.

انتهى.. هذا رأي ووجهة نظر. نختلف نتفق. مع خالص موّدتي واحترامي لمن يختلفون معي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى