البحث عن لقاح لجائحة الكهرباء

> عياش علي محمد

> مررت بمنزل تجلس أمامه امرأة في الثمانين من العمر، وكأنها كانت تبحث عن نسمة هواء. عندما سلمت عليها وردت السلام وتساءلت: أنتم يا أصحاب الأقلام الشريفة، هل تحدثتم عن هذه المؤسسة التي سموها بالغلط مؤسسة الكهرباء؟ قلت لها: هذه مؤسسة تمثل دولة بحالها في جيشها واعتدتها ولا أحد يحاول الاقتراب منها.
قالت: "إني أبحث عن برود ربنا، بعد أن منعت عنا المؤسسة برودها الاصطناعي، ونحن لا نهنأ بالرقاد ولا بالأكل ولا بالشرب، الله يستر علينا".

قلت لها: هذه المؤسسة فقيرة لا عندها فلوس تشتري بها قطع الغيار أو الديزل، قالت: "هل هناك مؤسسة في العالم ليس في مخازنها قطع الغيار أو الديزل؟ لقد شبعت المؤسسة من الأموال التي انكبت عليها، ولو كانت هناك مؤسسة أخرى جيدة، لكنا نعيش بالكهرباء النووية وليس بالديزل. قلت: لكن الشبكة الكهربائية معطلة، وهي قديمة، وتحتاج إلى مد اليد كي يتم تجديدها، وكل شيء سيصير جيدا. قالت: لا الشبكة معطلة ولا هباب، هذه مؤسسة تعاني من جائحة مرضية ألمت بها منذ أكثر من عشر سنوات.

وعلماء اليمن يبحثون الآن عن أمصال أو لقاح جديد يعالج مضاعفات هذا الفيروس الذي قالت عنه المرأة المسنة، والذي تتعذر رؤيته بالعين المجردة.
وقالت: إن "الطفّاي واللصاي" اللذين استمرا ينخران جسم المؤسسة ليسا إلا أعراض لهذا الفيروس الذي لم يجدوا له لقاحاً حتى الآن، وإذا استمرت هذه الأعراض في المؤسسة، فربما يؤدي إلى تهالكها، بعد أن تعاني من حجر صحي وسريري.

وقالت: إن العالم شهد انتشار جائحة كورونا، وربما تصاب مثله مؤسسة الكهرباء، لكني قاطعتها بالكلام، وقلت لها: إنهم، أي عمال مؤسسة الكهرباء، يلبسون أقنعة واقية من هذا المرض. فردت علي : إن الفيروس لم يدخل إلى المؤسسة بواسطة مناخيرها، بل دخل بالأسلاك المهترئة التي تقادمت وولى زمانها، وإذا استمر هذا الفيروس ينخر جسم المؤسسة، فإننا قد نسمع إعلان موتها ودفنها رسمياً.

هذه رسالة من المرأة المسنة تحتاج دراسة من أولياء أمور مؤسسة الكهرباء حفاظاً على حياتها الغالية علينا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى