فرج باعامر نجومية وتوهج

> فؤاد باضاوي

> * بدأت مرحلة تفتح موهبته من حواري غيل باوزير ، حيث المدرسة الوسطى والبساتين والمياه العذبة والمعايين والتمباك والطباشير والازدهار الحياتي في مدينة مثلت حلماً لكل طالبي العلم وعشاق الخضرة والوجه الحسن والباغ والأربطة الدينية والمقام العالي في مدينة امتلأت بالمواهب في مجالات شتى .. داعبت قدماه وأفكاره كرة القدم وكان شقيقه الأكبر (عبدالله) الشهير بـ (عبادي) قد سبقه في النجومية والتوهج وقد انتقل إلى فريق الجيش بعدن ، وكانت موهبة الصغير (فرج) حينها قد بدأت تتشكل ، وبدأ إسمه يتردد بقوة في صفوف الأهلي بغيل باوزير .. وتم اختياره لمنتخب حضرموت وظهرت موهبته الكبيرة مع المنتخب الحضرمي وكان نجماً يهوى الثنائيات (الدويتو)، مع الماهر المرحوم (سالم بامطرف) ومع أخيه الاسطورة (عبدالله) على مدى 14عاماً قضاها في الملاعب.

* البداية كانت مع الفرق الشعبية في غيل باوزير، حيث كشر الصغير (فرج) عن أنيابه ، وقدم مواهبه الكروية على طبق من ذهب ، وبدأ الكشافون يراقبونه ويتابعون مهاراته ، وهو يغازل أقرانه ويتغزل بالمستديرة ، ويكشف عن البدايات الجميلة والحكايات المثيرة ، لنجم قادم إلى البيت الأهلاوي ، ستحكي عنه الأيام قصصاً لن تنتهي وستقول عنه الأجيال كلاماً وأحاديث ، وهكذا باتت مدينة الغيل كلها تراقبه وهو لا يدري ، منشغلاً بممارسة هوايته مع معشوقته الكرة بحب وود حتى اشتد عوده ، فلعب بداية لأشبال الأهلي ، ومنذ الوهلة الأولى تحدثت عنه الصحف ، ولقب بالجوهرة الصغيرة من قبل شيخ الرياضيين (عزيز الثعالبي) أطال الله عمره ، فكان (فرج) الجوهرة ، التي سرعان ما أشعت ولمعت في الفريق الأول الأهلاوي ، وعانقت المجد والبطولات والانتصارات ، وحمل الكؤوس مع أهلي الغيل ، وشكل ثنائياً مع المرحوم (سالم بامطرف) إبن الشيبة ، ومع أخيه الخبير (عبادي) ، الذي صنع لغيل باوزير وحضرموت إسماً لامعاً في المنتخبات الوطنية وفي كرة القدم العدنية ، وبين الثلاثي (عبد الله وفرج وسالم) كان فرج خير الأمور وبهجة الميدان ومتعة كرة القدم.

* الكابتن (فرج أحمد باعامر) لم يكتف بتألقه في الغيل وحضرموت، بل شد هو الآخر الرحال إلى عدن لاستكمال دراسته الجامعية ما بين العامين 1976م و 1980م ، واستغل تواجده في عدن للدراسة ليلتحق بعميدها التلال الذي احتضنه ورعاه ، وفي القلعة الحمراء ، تفتحت موهبته أكثر ، فقدم مستويات راقية ، وسجل أهدافا رائعة، واختير للمنتخب الوطني للشباب وازدادت أسهم تألقه وعطائه فخلق (توأمة) بين ينابيع الغيل وقلعة صيرة التاريخية تجمعهما العذوبة والجمال ، فأصبح إبن الغيل (فرج) فتى من فتيان مدينة كريتر وقلعتها الشهيرة صيرة وواحداً من فرسانها اللامعين ، ونجومها الكبار، وأصبح (فرجاً) للأحمر العدني ، وفارساً في العديد من المباريات الصعبة ، وخاصة مباريات (الديربي) مع بيارق الهاشمي (فريق الوحدة العدني) ، الذي شهدت مبارياته مع التلال ، تألقاً كبيراً للغيلي الصغير (فرج باعامر) الذي فرج هموم التلاليين أمام الأخضر العدني ، وفرق الجنوب كافة وكانت مهاراته ومتعته الكروية حاضرة خلال السنين التي قضاها مع عمالقة صيرة.

* فرض الكابتن (فرج أحمد باعامر) إسمه بقوة من خلال مستواه الكبير الذي أظهره بين فطاحلة الأهلي وتلال عدن فكان رقماً صعباً في فريقي الناديين العملاقين التلال العدني والأهلي الغيلي حيث كان مهاجماً قناصاً نهازاً للفرص ، يتسلل ويتعمق بانسيابية وهدوء ليلسع مثل النحلة ، أو كان يمرر بدهاء وذكاء ، ولعلني أتذكر ، ولا شك يتذكر معي عشاق كرة القدم (الثنائية البديعة) مع شقيقه الكبير عبد الله ، مع الأهلي أمام (شمسان المعلا) على ملعب الحبيشي حيث أسكتوا عشاق البرتقالي بهدفين من ماركة آل باعامر (عبد الله وفرج) ، وما يزال الهدف الثاني الذي سجله الأسطورة (عبد الله باعامر) ، وكان هدف الفوز حينها على فريق نادي شمسان في (الذاكرة والقلوب الأهلاوية) .. وستظل الذكريات الجميلة حاضرة في الأذهان .. و(يا كأس ما باترتفع إلا مع الأهلي وفرسان الرياضة قد غزوا ع الكأس).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى