باحثة جزائرية تدعو "لاحترام الكائنات الحية وكوكب الأرض"

> تونس «الأيام» أ ف ب

> تحلّل الباحثة الجزائرية في الطب الحيوي أسماء مشاكرة وباء كوفيد-19 بنظرة علمية، مستفيدة من خبرتها في الصين في مجال الطب التجديدي والخلايا الجذعية.

وبوصفها خبيرة في علم الأحياء الخلوي والجزيئي في جامعة لوزان (سويسرا)، حاربت على الشبكات الاجتماعية نظريات المؤامرة التي انتشرت في بلادها وبلدان أخرى. وفي سن الرابعة والثلاثين، تنتمي أسماء مشاكرة إلى جيل جديد من المواطنين الإيكولوجيين، وهي مناضلة في الحراك الجزائري وتدافع عن "احترام الكائنات الحية وكوكب الأرض" في العالم الجديد الذي، وفقًا لها، سيخرج بعد الوباء.

كيف أثر الوباء على عمل الباحثين؟

ج: كان لفيروس كورونا المستجد تأثيرا على توفير المعرفة مجانًا. فلقد تعاون الباحثون بشكل أكبر وجعلوا معرفتهم متاحة مجانًا وبسرعة على الانترنت. هذا أمر جيد للغاية ، فقد أظهر أنه يمكن نشر العلم بشكل مختلف.

أما الجانب السلبي، فهو ان معظم الأعمال التي تم نشرها على منصات لا تحتوي على لجنة علمية للقراءة، لذلك لا يوجد ضمان على جودة البحوث. وهذا يمكن أن يفتح الباب للانجرافات.

يستنكر الكثيرون سطوة العلم والتكنولوجيا. هل استولوا على السلطة؟

ج: لا أعتقد ذلك. ليس من مهام العالم أن يستحوذ على السلطة. مهمته إنتاج المعرفة والإجابة على الأسئلة وقبل كل شيء إثارة تساؤلات جديدة.

وفي ما يتعلق بالتكنولوجيا، هناك هذا الخوف من الرقابة الاستبدادية.

فهناك قمع في بعض دول العالم، مثل ما يحدث في بلدي (الجزائر)، ولكن هناك أيضًا أمل في تمكين المواطنين وتحرّرهم. وبالتالي هناك في المقابل، أمل، مع مكاسب تدريجية، كما هو الحال في إسبانيا مع الحد الأدنى من دخل المعيشة للخروج من دائرة الفقر.

بعيدا عن العلم، ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من الأزمة الصحية؟

ج: الدرس الرئيسي هو أن الوباء وضع الإنسان في مواجهة نهايته. وأظهرت الأزمة الصحية أنه لا يفهم كل شيء من حوله وأنه عرضة للطبيعة التي اعتقد أنه سيطر عليها.

فقد قام بوضع بصمته على الجيولوجيا بشكل لا رجعة فيه وأثر على النظم البيئية.

وكان كافيا لشيئ صغير فقط (الفيروس)، ليضعنا أمام تناقضاتنا.

تعلمنا من الأزمة أيضًا أن الأوبئة بشكل عام ليست منحنيات بيانية بسيطة، بل إنها تعكس بشكل رئيسي عملية صناعة القرار السياسي.

يجب على البلدان إعادة التفكير في أنظمتها الصحية. فبدلاً من الاعتراف بفشلهم ضد جائحة كوفيد-19، لجأ البعض إلى الاختباء وراء نظرية المؤامرة وقاموا بـ "ضرب الصين" (بكلمات وأفعال تحط من قدر الصين) بينما كان يتعين عليهم إعادة النظر في سياساتهم النيوليبرالية.

ما الذي يجب تغييره في عالم ما بعد الفيروس؟

ج: أعتقد أننا يجب أن نصل أولاً إلى "حالة العالم". ماذا أعني بذلك؟ يجب أن يشمل العالم الأشياء والكائنات الحية. بينما فلسفة اعتبار البشر مركز العالم التي نعيش فيها تتناقض هذه الفكرة.

والعصرنة التي أحدثت هذه المركزية البشرية وضعت النمو اللامتناهي في قلب نظامها.

لذلك فإن المرحلة الأكثر تقدماً في النظام الاقتصادي الرأسمالي، وتحديداً الاقتصاد المعولم، أدت إلى الإفراط في الإنتاج والنفايات وكل ديناميكيات المستهلك التي تحيط به.

وقد أدى هذا إلى تغييرات هيكلية: في التمدين، وتغير المناخ، وتقليص المآوي الطبيعية للحيوانات، وفقدان التنوع البيولوجي ...

كل هذه العناصر تعني وجود تواصل متزايد بين البشر والكائنات الحية التي يمكن أن تكون خزانات للأمراض. هذه أسئلة تم التفكير فيها لفترة طويلة. فقد اقترح جاك دريدا (الفيلسوف الفرنسي) توسيع دائرة الأخلاق لتشمل الكائنات الحية الأخرى. أما (عالم الاجتماع البرتغالي) بوافنتورا دو سوزا فدفع بالفكرة أبعد من ذلك باقتراح إدراج حقوق الأرض في حقوق الإنسان.

ولكي نكون قادرين على تصور عالم، ربما يكون من الضروري خلق الإنسان الذي سيفكر في هذا العالم؟ إنسان سيحبط الإنتاجية الرأسمالية ويحترم الكائنات الحية ودورات الأرض المتجددة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى