التدخل القطري التركي الإخواني في اليمن

> فهد حنش

> منذ بداية الأزمة القطرية مع دول الخليج وخروج دولة قطر من التحالف العربي تخندق حزب الإصلاح الإخواني في الخندق القطري ضد دول التحالف العربي، وبما أن حزب الإصلاح الإخواني مهيمن على ما تسمى بالشرعية اليمنية، ومختطف لها، ومسيطر على كل مفاصلها تمكنت دولة قطر من حرف مسار الحرب في اليمن عبر أذرعها وأدواتها إلى تفكيك منظومة التحالف العربي من خلال شيطنة المقاومة الجنوبية المخلصة للتحالف العربي، ومحاولة إقصائها من المشهد وتفكيك قواتها ليتمكن الإخوان المسلمون وحلفاؤهم القطريون والأتراك من الهيمنة على الجنوب العربي وثرواته، ومضيق باب المندب وجزيرة سقطرى لتنفيذ مشروعهم الاستعماري المنشود.

كما عمل المعسكر القطري التركي الإخواني على تشويه دور دولة الإمارات في التحالف العربي التي صنفتها الشرعية المختطفة بدولة احتلال.. حتى غادرت الإمارات الجنوب لتتولى السعودية إدارة الجنوب التي فشلت فشلا ذريعا في إدارة جميع ملفاته، كما توقفت جميع الجبهات مع الحوثيين بل وتم تسليم ألوية عسكرية تابعة للإخوان المسلمين مواقعها وعتادها للحوثيين دون أي مواجهات عسكرية بعد أن كانت على مشارف صنعاء وبتنسيق ووساطة قطرية.

إن المتتبع لطريقة إدارة السعودية للملفات العسكرية والخدمية والأمنية والإنسانية في اليمن سيجد أن دولة قطر انتزعت المبادرة من يد السعودية في إدارة الأزمة اليمنية وأصبحت المتحكم الرئيسي في إدارة الأزمات والصراعات والتحالفات على الأرض اليمنية، ولم تستطع السعودية مواجهة التدخل القطري السافر، بل اعتمدت السعودية في إدارة الأزمة على سفيرها وقائد قواتها اللذين أثبتت الأيام أن لديهما ميولا ونزعة إخوانية ويتماهيان مع أدوات المشروع القطري التركي المتمثل بحزب الإصلاح الإخواني المناهض للمشروع العربي والذي استنجد علنا بتركيا للتدخل في اليمن ضد المجلس الانتقالي والتحالف العربي الذي تقوده السعودية على غرار التدخل في ليبيا.

لقد أضحى التدخل القطري التركي جليا ولم يعد سرا، فالخبراء والضباط الأتراك دخلوا جبهات القتال الإخوانية في شقرة وشبوة بتمويل وتنسيق وإسناد وتخطيط قطري مباشر. بينما السعودية تدس رأسها في الرمال كالنعامة تجاه هذه التطورات.

أن ما يحير المتابع للأحداث في اليمن الموقف السعودي من حزب الإصلاح الإخواني الذي خذل التحالف العربي بتنفيذه أجندة قطرية تركية ضد التحالف، ومعاداته علنا للسعودية والتحريض عليها من داخل أراضيها عبر وزراء وإعلاميي الحزب، وسائل إعلامه والوسائل الإخوانية في قطر وتركيا، وكذلك الموقف السعودي إزاء حرف حزب الإصلاح الإخواني لمسار الحرب صوب الجنوب، وتسليمه الجبهات والألوية العسكرية بسلاحها وعتادها والتضحية بما حقق التحالف من انتصارات عسكرية على مدى خمس سنوات وتقديمها على طبق من ذهب للحوثيين، والصمت حيال تدخل التحالف القطري التركي الإخواني في اليمن ضد المشروع العربي الذي يقوده التحالف العربي والذي تركت رايته للمجلس الانتقالي الجنوبي للذود عنه ويقدم لأجله التضحيات الجسام في مختلف الجبهات دون أن تقدم له دول التحالف العربي أي دعم مادي أو أبسط مساندة لوجستية.

فهل سيستمر صمت التحالف العربي على التدخل العسكري القطري التركي في الجنوب لتمكين مشروع الخلافة العثمانية الإخوانية من السيطرة على الجنوب العربي المتحكم بالملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي ومضيق باب المندب وقناة السويس في سبيل تفكيك الدول العربية والهيمنة عليها، والقضاء على الدولة السعودية الرائدة في قيادة الأمة الإسلامية وإدارتها للحرمين الشرفين الذي يسعى الإخوان المسلمون وحلفاؤهم إلى إحياء الخلافة الإسلامية العثمانية وقيادتها للأمة الإسلامية؟! أم أن مصر والإمارات سيكون لهما رأي آخر بعد الإرباك والتخبط الذي وصلت إليه السعودية في إدارة الملف اليمني؟! أم أن السعودية ستصحى من غفلتها وتستشعر الخطر الذي يهدد كيانها وتعيد الأمور إلى نصابها؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى