انقلابات خفية تعصف بالشرعية.. هل تطوى صفحة هادي؟

> يعقوب السفياني

> تعيش حكومة الرئيس هادي أزمة غير مسبوقة على وقع الانتصارات التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي على الأرض، وبالأخص تحرير جزيرة سقطرى ذات الأهمية البالغة. التيار الذي يدار من الدوحة وأنقرة ومسقط، ويسيطر على جزء كبير من الحكومة الشرعية، بدأ حربه الواضحة ضد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ويشنّ مؤخرا حرب أخرى ضد الرئيس هادي وحكومته واصفا إياها بالرخوة والعميلة والمنبطحة للسعودية، متهماً إياها بتقسيم اليمن، بحسب تعبير هذه الأبواق.

التيار المدار من الدوحة ومسقط وأنقرة بدأ بانشقاقه الواضح عن حكومة هادي بجملة من الإجراءات التي تنتهك سلطة هادي، وتتعارض مع مواقف الحكومة السياسية الرسمية المعلنة، هذا التيار الذي تمثله جماعة الإصلاح الإخوانية والذي يضم لفيفا من المرتزقة، من ضمنهم وزراء سابقون في حكومة هادي أعلن تمرده وتنصله عن مواقف شرعية هادي الرسمية، وتجلى ذلك بأوضح صوره عندما قصفت أذرعه العسكرية في أبين اللجنة المرسلة من قبل التحالف العربي لمراقبة وقف إطلاق النار بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي الذي أعلن عنه السفير السعودي آل جابر في 22 يونيو الجاري، وتم تنفيذه من جانب واحد هو المجلس الانتقالي الجنوبي، فيما رفضت ميلشيات الإصلاح تنفيذه في رسالة واضحة مفادها: "نحن لسنا جزءا من حكومة هادي ولا يعنينا التزاماتها أمام التحالف والإقليم والعالم".

خرق اتفاق إطلاق النار الذي قام به هذا الفصيل المنشق عن حكومة هادي تزامنَ مع تحركات خطيرة على الأرض، تمثّلت بالتحشيد العسكري الكبير لغزو الجنوب، أكثر من 1500 شخص من أبناء المحافظات الشمالية - مأرب والبيضاء والجوف - يتم تدريبهم في معسكر "مرة" في محافظة شبوة بإشراف من وزير النقل السابق في حكومة هادي صالح الجبواني. الأخير ورد اسمه في تقرير لصحيفة عكاظ - إحدى أكبر الصحف في المملكة العربية السعودية - بوصفه أحد قادة الجناح القطري في حزب الإصلاح الذي يسعى لتعطيل اتفاق الرياض، عكاظ في تقريرها تحدثت عن استلام الجبواني ما يقارب 36 مليون يورو من قطر لتمويل عمليات تجنيد الآلاف ضمن معسكرات الشرعية لأهداف تخدم قطر وتركيا، وتستهدف التحالف العربي وشرعية الرئيس هادي.

وقف إطلاق النار تم تنفيذه من جانب المجلس الانتقالي، فيما رفضت ميلشيات الإصلاح في رسالة واضحة مفادها: "نحن لسنا جزءا من حكومة هادي"

الرئيس هادي بدوره لم يسلم من مخططات تيار الدوحة وأنقرة. تعرّض هادي لموجة من التشويه والسباب والشتائم من قبل أبواق هذا التيار على شاشة الجزيرة القطرية والقنوات المحلية التابعة له مثل بلقيس ويمن شباب وفي معظم مواقعه وصحفه المأجورة، أبواق تيار قطر وتركيا وصفوا هادي بالكارثة والخائن، وقالوا إن صمته أمام ما تقوم به السعودية -التي تكفلت طيلة 5 أعوام مضت بكل نفقات هؤلاء من جوارب الأحذية إلى البدلات الرسمية- يعتبر تواطئا معها. الرئيس هادي الذي تغنت به هذه الأبواق طيلة الأعوام الماضية يتم طي صفحته اليوم بعد أن استعصى على الانجرار وراء المشاريع والأجندات الخطيرة في اليمن التي تهدد الأمن القومي لليمن والخليج والوطن العربي بأكمله، وتفتح الباب على مصراعيه للتوسعات والأطماع التركية.

هذا التيار المنشق بصورة غير معلنة لم يكتف بإعلان عداءه للتحالف بل شرع في مغازلة الجماعة الحوثية في الشمال مبديا استعداده للتحالف معها، وهو ما تعززه التحالفات القطرية الإيرانية التركية مؤخرا. أنيس منصور، وهو صحفي وإعلامي تابع لحزب الإصلاح والتيار القطري التركي، قال في مقابلة له في قناة الجزيرة القطرية في 21 يونيو الجاري: "ليحكمنا الحوثي لأنه يمني"، تصريح "البوق" منصور ليس مستغربا، فهذا التحالف الإخواني الحوثي غير المعلن ليس وليد اللحظة، وسبق أن عمّدته جماعة الإخوان بتسليمها معسكرات وألوية تابعة للشرعية لهذه الجماعة.

"سوث24"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى