لم ينته مشروعهم بعد

> عبد القوي الأشول

> رغم خسائرهم الفادحة إلا أن مشروعهم المرتبط بمحاور إقليمية لم ينكفئ بعد من منظور تاريخ تلك الجماعات على مستوى الوطن العربي بصورة عامة، إذ منيت تلك الجماعات بهزائم متتالية، إلا أنها ظلت تبحث لنفسها عن طرق تحقق لها البقاء وهو ما جعلها تلجأ لأساليب متنوعة.

ربما يمثل مشروع اليمن أحد الامتدادات الهادفة إلى خلق تقدم نوعي على مشارف أهم الممرات المائية بالنسبة للعالم، من هنا أخذت حشودهم وتعزيزاتهم إلى منطقة شقرة الجنوبية تأخذ نسق الاستمرارية رغم محاولات وقف الحرب عبر المساعي السياسية التي تصطدم بواقع عدم التجانس الظاهر لدى تلك الجماعات، وهو ما منحها الاستمرارية كل هذه الفترة الزمنية التي تمارس من خلالها المواجهات مع تعزيز قدراتها عبر ما تصلها من تعزيزات على أمل تحقيق اختراق تلك الجبهة التي فاجأتهم ببسالة الدفاعات الجنوبية وبسالة مقاتليها.

من هنا تشكل طرق المواربة السياسية سبيلاً لديهم لتجنب الهزيمة الكاملة، وهذا ما تحقق وفق المعطيات الراهنة، الحال الذي منحهم القدرة على كسب الوقت لأهداف بعيدة، إن جاز التعبير، حتى تتخلق لديهم سبل تدخل إقليمي خارجي يلقي معادلة الراهن.

نعم لقد تكبدوا خسائر جسيمة وهذه ليست الغاية بحد ذاتها، فالبقاء على سخونة الجبهة على مشارف عدن هو ما يسعون إليه بحكم ما يمثل الأمر من ضغوطات على الطرف الآخر لا تمكنه من الالتفات لقضايا الوضع الداخلي بكل ما فيه من صعوبات، ربما هي محور رهان الطرف الذي نشير إليه بالخاسر في المواجهات العسكرية، إلا أنه يمثل نفس تلك الجماعات وتجاربها على امتدادات الوطن العربي.

أما وجه الإغراء في معركتهم الراهنة أنها على مشارف عدن، فهل يشكل الامتثال لديهم بالاتفاقيات الموقعة سبيلاً إلى إنها المواجهات، أم أن ما هو ظاهر من عدم تجانسهم هو وسيلة للاستمرار؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى