عدن .. كُبرى أم صُغرى .. !!

> من قراءة التاريخ، إن عدن قد عرفت العديد من الرحلات لاستكشافها ، وكانت موضع وموطئ قدم للقادمين إليها، ولأنها كذلك، وعلى رغم الشريط الساحلي الذي يربط أغلب مدنها الجنوبية والشرقية لكنّها أيضا عرفت القوانين كما عرفت المعاهدات ونظمها. لم تعرف عدن في لحظة معينة من عمقها الاستراتيجي إلا عند قدوم المستعمر الأجنبي لها، ولم يدرك حكام عدن آنذاك أهميتها إلا عند لحظة سماع دوي المدافع والقنابل وعدد المراكب والسفن التي أطلقت نيرانها صوب قلعة صيرة والتحصينات الجبلية فيها، ورغم المقاومة التي أستمرت ستة (6) أيام متتالية وفي حصار عليها من البحر ، حتى خضع سلطانها لذلك الهجوم الذي كان متفوقا عليه وأقوى بما يمتلك من أسلحة متطورة.

عمّا كان موجودا معه !

عدن مرفأ بحري ومهّم، لذلك قام المستعمر البريطاني بجعل عدن منطقة نفوذ قاري له، ومنطلقا فعليا للدفاع عن أي هجوم قد يهدّد مصالحه المتباعدة في العالم، وهي سلسلة طويلة ومتفرقة يتم ربطها وتنسيقها مع مختلف تشكيلاته العسكرية ونخبه السياسية، ومصالح

الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. اليوم بعد كل تلك السنوات بحلوها ومرها، أما زالت عدن كبرى أم صغرى؟ وهل ترامي أطرافها سيزيد من شوكة القُوَى التي تطلّ برأسها لتحقيق غايات وأهداف ملّحّة وضرورية ؟! عدن هي أراضٍ و إسكان ، ومجرد شقق فاخرة وأبنية غير متناسقة، لا يحكم أصحابها إلا الهوَس في الإثراء والمكسب السريع. لقد ظل أبناء هذه المدينة يتطلعون إلى تغيير مسارات حياتهم، فعرفوا القوانين وتمسكوا بها وتقيدوا بالأنظمة، وهم ينتظرون ساعة الصفر التي تحوّل مراميهم إلى إنجاز يعمل على النهوض بمستويات العمل والمعيشة والحرية والاختيار. عدن كبرى أم صغرى؟!! عبارة لم أعد أعي مداها إلى أين سيصل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى