> متابعة/ وئام نجيب
إدارة الخدمات في انتقالي صيرة: لابد من تضافر الجهود والبحث عن مصادر تمويل
<علمت «الأيام» أن هناك تحركا وتجاوبا مع ما نشر في أعدادها السابقة مناشداتها وتناولها لوضع مبنى سوق البلدية المركزي في مديرية صيرة، ونفذ فريق من أشغال العاصمة برئاسة م. نجيب مبارك مدير الإدارة الهندسية برفقة رئيس إدارة الخدمات في انتقالي صيرة م. علي عبدالله البري وعصام سعيد عبدربه مدير الأسواق العامة في المديرية، نزولا إلى السوق لمعاينة الأضرار والوضع الحالي للمبنى المتهالك.
قال رئيس إدارة الخدمات في المجلس الانتقالي مديرية صيرة م. علي البري في تصريح خاص لـ«الأيام» :
الوضع سيئ للغاية في مبنى سوق الخضار والأسماك المشيد عام 1950م الذي يعد أحد المعالم التاريخية لمدينة كريتر ومحل اهتمامنا في انتقالي صيرة. وباعتبارنا أبناء هذه المدينة الغالية على قلوبنا وممثلين للقيادة المحلية للانتقالي كان لابد لنا من العمل على حلحلة كثير من المسائل والمشكلات التي صنعتها دولة الاحتلال، ومن ضمنها الإهمال المتعمد، بل والعبث وتخريب معالم عدن التاريخية خاصة بعد إعلان الإدارة الذاتية، ومن هنا فقد كانت الخطوة الأولى هي التنسيق مع السلطة المحلية في مديرية صيرة ومكتب الأشغال في العاصمة عدن للنزول إلى المبنى وتقويم الأضرار بشكل أولي لوضع تصور لآلية عمل ترميم وإنقاذ هذا المبنى التاريخي، حيث طاف الفريق جميع أقسام المبنى وتمت المعاينة الأولية من الداخل والخارج".

جانب من السوق يظهر المنازل العشوائية التي تعتلي المبنى
وحول وضع المبنى الذي رصده الفريق في أثناء النزول قال :"تبين للفريق حالة العبث والإهمال التي طالت هذا المبنى التاريخي خلال السنوات الماضية من خلال المعاينة الأولية، إذ ظهرت التشققات في بعض مناطق الهيكل, والتآكل الذي طال طبقة التلييس, والخرسانة المسلحة لبلاطات سطح المبنى؛ مما أدى إلى ظهور حديد التسليح وتعرضه للصدأ، ونتج عنه انهيار جزئي لبلاط السطح بمساحة لا تقل عن 6×6م2 في وقت سابق من هذا العام، إضافة إلى أضرار عدة على جدران الواجهات الخارجية".

تشققات في سقف مبنى السوق من الداخل
وأشار البري إلى أنه تم التوصل إلى أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور الأضرار وتدهور حال المبنى، حيث لخص الفريق الهندسي ذلك بـ :
1- عدم قيام دولة الاحتلال في العقود الماضية بصيانة دورية للمبنى أكانت جزئية أم عامة، وإن حدثت فهي شكلية، وليست بالمستوى المطلوب والمتعارف عليه في المواصفات العامة لترميم مثل هذه المباني.
2- البناء العشوائي الذي تم إنشاؤه دون حسيب أو رقيب فوق سطح المبنى الذي لم تصمم بلاطه لتحمل مثل هذه الأوزان الناتجة عن هذه المباني العشوائية، مما أدى فعلياً لانهيار جزء من بلاط المبنى، وانهيار محتمل لبقية بلاطات السطح فيما إذا بقيت تلك المباني ولم تتم إزالتها.
3- تجمع مياه المجاري الطافحة التي يصل عمق مساحات منها لارتفاع 30 سم حول الجدران الحاملة للمبنى في "البدروم" من ناحية سوق القات وممر السائلة الواقع أسفل المبنى، وهي من أهم الأسباب الرئيسية للإضرار بالأساسات والجدران الحاملة والهيكل الإنشائي للمبنى، وفيه بلاط البدروم، وهي إحدى بؤر تجمع البعوض.
4 – البناء العشوائي المنفذ حول المبنى .

أبنية عشوائية تعتلي مبنى السوق
وأوضح البري في سياق حديثه لـ«الأيام» أنه يجب على المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي معالجة مشكلة المجاري الطافحة باستمرار تحت المبنى، مؤكدا أنه تم إشعارهم بالأمر وإرفاق الإشعار بصور من التقرير المعد عقب النزول والمعاينة.
وأكد رئيس إدارة الخدمات في انتقالي صيرة أن مسألة إعادة ترميم مبنى السوق المركزي من أكبر التحديات في الفترة القادمة، مشيرا إلى أهمية تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لحل هذه المشكلة، والبحث عن مصادر تمويل لإعادة إعمار المعلم وترميمه بشكل كامل هذا إن صدقنا جميعا في رغبتنا بإحياء الرونق الجميل لكريتر.
هذا وكان الباعة ومرتادو السوق أبدوا لـ«الأيام» استبشارهم بالنزول والتحرك بأن يكون بداية لوضع حلول ومعالجات جذرية لإنقاذ السوق، لا أن يكون مجرد نزول لا يعقبه إجراءات.