تنمية المزالق!

> (كيف استبّدّ بك الأمر ووصل إلى مداه، حتى اقْتَرَفتَ هذا الجُرمَ الشّنِيعْ بحقّ هذا الشخص؟)
كم من المزالق التي جعلت من أصحابها رهينة الجشع والتبطّر.

(الصبر عبادة وعملٌ وسيادة، لكنَّ التسلّق جُرمٌ وعارٌ ووسادة).
وهكذا تنزلق الحكومات وما أكثرها، إلا أن الشعب لا يتعدّد ولا يُستنسخ، بل هي الحكومات.. الشعب يتكاثر فقط، ويتناسل فقط، أما مزالق الحكومات فتكثر وتتعدّد، لها خبرتها في تنميتها ونمائها، لها خبرتها في أن تخلق الصراعات وتوزّع الأدوار من أجل أن تظل المزالق في بحر أوجاع الناس، ضّالتُها في ذلك، السكوت والقبول بالواقع، وهو المفروض غصباً وكرهاً، هيمنة واستبداداً.. استبداد الطبائع يجرّ الويلات على المجتمعات، وَاقعٌ يقوم على تمهيد ورَصْفِ الطريق لأصحاب المزالق يتواترون الأفعال.

خلايا تنقسم وتنقسم، تهاجم الجسد المُنهك، فلا مضادات أو علاجات، فقط مُسَكنّ للأوجاع، وتستمر هكذا.
مهزلة كبرى يتم تفعيلها باستمرار أمام شعب أتقن رحلة الصبر بامتياز، الإيمان له طريق مستّقل وعدم الإيمان له طريق آخر وبعيد. طريقٌ نَحوَ السّرابْ تعلمّنا الصبر حتى تفوّقنا فيه على الكثير، وأَجَدنَاْ سلوك ومسار هذا الصبر في مواجهة المتعجلين والمتسلقين، (وما صبرك إلا بالله) فالاصطبار هو المُختَلِج بأنّات الصابرين، الصبر مفتاح الفرج، وما اشتدّت وضاقت إلا ومآل ذلك إلى الانفراج . الصبر ليس ضعفاً ولا خوفاً. الصبر قوّة ومسؤولية فلا تتركوا مسؤولياتكم، ولا ترهنوا حياتكم لأولئك أبداً. لقد قيل قديما: "ليس من صالح الوصيّ أن يبلغ الأيتام رشدهم".

ولهذا تَرتَعدْ فرائض المستبد من علوم الحياة مثل الحكمة النظرية، والفلسفة العقلية، وحقوق الأمم وطبائع الاجتماع، والسياسة المدنية، والتاريخ المفصّل، والخطابة الأدبية، ونحو ذلك من العلوم التي تُكْبِر النفوس، وتوسّع العقول، وتُعرّف الإنسان ما هي حقوقه وكم هو مغبون فيها، وكيف الطلب، وكيف النّوال، وكيف الحفظ.
وأختم بالقول: "اشتدت في الناس الطِبَاع فثوبها مجرّد قناع وللقناع داعٍ وساع، فالزّيفُ انتشر وشاع فلا صّدّقَ ولا صَام أو حتى أطاع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى