نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ لـ«الأيام»: ميناء عدن للحاويات ركيزة استقرار التموين الغذائي والاستهلاكي

> تقرير/ معتز الميسوري

> الحجيلي: نعمل بطاقة استيعابية تزيد عن مليون حاوية نمطية سنوياً
استقبلنا 50 % من السفن التجارية خلال 4 أشهر

استطاع ميناء عدن للحاويات، بوابة اليمن الرئيسية للتجارة والاستثمار مع العالم، تحقيق معدلات إيجابية على مستوى العمليات التشغيلية منذ بداية أزمة جائحة كورونا المستجد (كوفيد – 19) بالتوازي مع تطبيقه لخطة احترازات صارمة استهدفت منع تسرب المرض إلى داخل المدينة، والحفاظ على استمرار عمليات التبادل التجاري بين اليمن ومختلف دول العالم. ويرى مراقبون أن الميناء التجاري الأكبر في الدولة، يلعب، منذ بداية الأزمة، دوراً هاماً في عمليات تأمين السلع والبضائع واستقرارها في السوق المحلي.

وأكد نائب المدير العام لشركة عدن لتطوير الموانئ م. فضل الحجيلي، في تعليقه لـ "الأيام" حول أبرز المستجدات المتعلقة بنشاط العمل، أن الشركة تدرك أهمية استمرارية العمل في ميناء عدن للحاويات باعتباره المنفذ الرئيسي لكل الواردات إلى السوق المحلية.

وأضاف: "الشركة أعدت برنامجها الوقائي الخاص بأمن وسلامة الموظفين وأسرهم وللمجتمع بشكل عام، وكذا لضمان استمرارية نشاط الميناء بشكل طبيعي، وطبقته على مرحلتين، ومنها على صعيد العمالة والموظفين، حيث تم تشكيل لجنة سميت باسم (صحة الموانئ)، تقوم بدور فحص تلك البواخر القادمة إلى ميناء عدن للحاويات، لضمان عدم انتقال فيروس كورونا إلى مدينة عدن وسكانها، ناهيك عن استمرار اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية في كافة الموانئ بالدولة، من خلال أعمال التطهير والتعقيم المستمر لجميع الحاويات والمباني والمرافق الخدمية في الموانئ، إلى جانب توجيه السفينة إلى منطقة آمنة خارج الميناء في حال الاشتباه بإصابة أحد أفراد طاقهما بالفيروس وإبلاغ الجهات المختصة للتعامل مع الأمر. ووفق قائمة الإجراءات الاحترازية يتم تنظيم دوريات مستمرة لأمن الميناء ومنع مستخدمي الميناء من الصعود على متن السفن.
م. فضل الحجيلي، نائب المدير العام لشركة عدن لتطوير الموانئ
م. فضل الحجيلي، نائب المدير العام لشركة عدن لتطوير الموانئ

وتابع تصريحه لـ "الأيام" قائلاً: "الميناء أصبح لاعباً رئيسياً ليس فقط في خطط الدولة الخاصة بإدارة الأزمات، بل أيضاً في خطط تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز قدرته التنافسية من خلال تعظيم دوره في تأمين الاستيراد وإعادة تصدير السلع والبضائع، وذلك في ظل استمراره في تعزيز شراكاته مع عدد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين في مجال النقل البحري.. أما ما يتعلق بعمل الخطوط الملاحية فإنها تسير بشكل طبيعي خلال الظروف الراهنة، فالعمل التجاري فيها مستمر بنفس الطريقة المعتادة، وتأثر نشاطه بشكل يسير، لكنه عاد إلى وضعه السابق، ولا توجد أية عراقيل لهذه الشركات، وإن وجدت فإننا نحاول التغلب عليها".

بيئة تنافسية
وأسهمت البنية التحتية المتطورة والتقنيات الحديثة لميناء عدن في جذب كبريات شركات الشحن العالمية، بالإضافة إلى ذلك لعبت التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فيه دورًا مهمًا في سرعة إنجاز عمليات المناولة، مما ساهم في تقديم خدمات أشمل وحلول أكثر تتيح للعملاء تحقيق الاستفادة القصوى في بيئة تنافسية مثالية للأعمال.

ونجح الميناء في التحول إلى ميناء محوري إقليمياً لإعادة التصدير وإدارة الشحنات التي سجلت نمواً ربع سنوي بلغت نسبته 50 % في العام الجاري 2020م. وحاليًا، عزز الميناء حصته من التجارة الإقليمية، إلى جانب توسيع شبكة الخطوط الملاحية المباشرة لترتبط مع 50 ميناء في ثلاث قارات حول العالم، ويرجع خبراء نجاح ميناء عدن للحاويات في تنفيذ الأدوار المنوطة به خلال الأزمات إلى تجهيزاته ومرافقه وأنظمته التشغيلية المتطورة، إلى جانب استمرار تطويره وتوسعته لاستيعاب النمو المتزايد في عمليات النقل البحري.

صعوبات وتحديات
وقال نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ، م. الحجيلي، المشغل الرسمي لميناء عدن للحاويات: "مهما كانت الحركة الإدارية لا بد أن تواجه بعض الصعوبات والتحديات، ولكن ذلك لم يصل إلى توقف نشاط الميناء بشكل عام وإنما التأثير يسير، وعملنا يسير بشكل آمن وطبيعي والحمد لله".

إنجازات وأهداف
وفي رده عن أبرز الخطط والإنجازات لتطوير نشاط الشركة والاهتمام بالكادر البشري باعتباره رأس مال الشركة أجاب الحجيلي بالقول: "تم القيام بتوسيع المساحات التخزينية وخطط استيراد مُعِدَّات حديثة لمواكبة حجم النشاط لدى الميناء وحجم العمل التجاري البحري، مضيفاً :"أتمنى أن تضع الحرب أوزارها، فنحن لدينا طموح استراتيجي، وهذا يتماشى مع الأوضاع واستقرارها كون ميناء عدن لديه سيادته ومكانته العالمية بحكم موقعه الاستراتيجي".

وتابع تصريحه لـ "الأيام": "الميناء استطاع أن يُلبي متطلبات عمله من خلال موارده الذاتية عالية الثمن وبالعملة الصعبة، وهذا لا شك بأنه يصب في تسهيل مهام عمله والتسريع من وتيرة خدماته في الإنجاز بأسرع وقت للشحن والتفريغ، كما أن للشركة حساباتها الخاصة لدى البنوك المحلية وهي معتمدة على مواردها الذاتية"، موضحاً أن "ميناء عدن لم يستقبل أي مساعدات أو دعم خارجي من منظمات مانحة أو محلية من قِبل الدولة في ظل الأزمات الراهنة، وهو قائم على إمكاناته الذاتية ويعمل بمهنية عالية، وموقفه محايد ومستقل، ويعمل من أجل الوطن والشعب".

مكانة عالمية مستدامة
كما أشار نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ إلى أن تلك الاستثمارات والإنجازات أسهمت في تعظيم الإمكانات الكبيرة لميناء عدن للحاويات وتعزيز دوره الهام في تأمين سلاسل إمداد مستقرة ومستدامة توفر للعملاء والتجار خدمات متكاملة وتنافسية، خاصة خلال الأزمات المختلفة والتي كان من أبرزها أزمة كورونا.

ويضيف: "ميناء عدن قديما والذي تديره (شركة عدن لتطوير الموانئ) بإشراف وزارة النقل اليمنية يُعد من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط والعالم، بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من مليون حاوية نمطية سنوياً، ويعد أحد أهم المشاريع طويلة الأجل التي تجسد رؤية التنمية والتي تعد رافداً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والبشرية في اليمن".

وافتتحت محطة عدن للحاويات رسميا في عام 1999م، وتعاقب على إدارتها العديد من الشركات العالمية المتخصصة في مجال إدارة الموانئ.
كما تعتبر المحطة جزءاً من ميناء عدن العريق، الميناء العميق طبيعيا ذو الموقع الأهمية في خليج عدن والذي يربط أهم خطوط التجارة العالمية.

وفي القرن 19 ميناء عدن أصبح أهم موانئ تموين البواخر وذلك بعد فتح قناة السويس، وأصبح ميناء عدن أحد أنشط الموانئ لتزويد السفن بالوقود، ومركزا تجاريا حرا غير خاضع لرسوم ضريبية أو جمركية.

عمليات وأنشطة اقتصادية
وأوضح م. فضل الحجيلي بأن هناك فريقا منذ بداية الأزمة (أزمة جائحة كورونا) مهمته التوعية الصحية بين أوساط العمال ونشاط ميناء عدن للحاويات، ويعمل على مدار 24 ساعة دون توقف.
وتابع: "لا يوجد في قاموس الشركة (الإجازات) بحكم أننا نتعامل مع زبون أجنبي، وعليه التزامات ورسوم رسو للبواخر بالعملة الصعبة، والوقت لديه ثمين، ونحن نربط العمل بعملية اقتصادية بحتة".

وأشار مفتخراً إلى أنه تم تحويل العمل اليدوي إلى عمل إلكتروني منذ بداية أزمة فايروس كورونا المستجد، وهذا إنجاز نوعي يضاف إلى أعمال نشاط الميناء كما قال، لافتاً إلى أنه يتم فصل الميناء عن الباخرة الواصلة، ويتم تنفيذ أعمال التعقيم والرش على أسطح الباخرة، وفحص طاقمها والتأكد من خلوهم من الفيروس.

إحصائيات الحاويات والبواخر
وفي إحصائية رسمية تستند على بيانات شهرية مجمعة صادرة عن الشركة والمتعلقة بنشاط الملاحة البحرية بالسفن الحاملة للحاويات الواصلة إلى رصيف محطة عدن للحاويات، وحصلت "الأيام" على نسخة منها عبر القسم التجاري للشركة، تبيّن أن إجمالي الحاويات التي تم تفريغها في رصيف الميناء للربع الأول من يناير 2020 وحتى أبريل 2020م بلغت نحو (126,955) حاوية نمطية، فيما بلغت السفن الواصلة إلى الميناء للربع الأول من يناير 2020 وحتى أبريل 2020م، بحسب الإحصائية، نحو (42) سفينة.

ويستوعب ميناء عدن للحاويات أكثر من مليون حاوية سنوياً في رصيفه الخاص، ووفقاً لنشاط العمل الإداري والفني والهندسي بلغ بنسبة 70 % والكمية الاستيعابية حاليا بنسبة 40 %، وفي هذه الظروف والتحديات يتم الاستيعاب فقط النصف بنحو 470 ألف حاوية بنسبة 50 %.

خطط المستقبل
تؤمن قيادة الشركة عبر خطتها التطويرية لميناء عدن على توسعة المحطة من خلال تنفيذ مشروع المرحلة الأولى. إذ تشمل إضافة 1000 متر رصيف إضافي لاستقبال البواخر مع تعميق الرصيف إلى عمق 18 مترا، وذلك لتعزيز قدرة التخزين في المحطة إلى 2.5 مليون حاوية نمطية، ويشمل المشروع تعميق القناة الملاحية إلى 18 مترا لمواكبة التطور في أحجام سفن الحاويات.

كما أن هناك العديد من الامتيازات والخدمات التي توفرها محطة عدن للحاويات ومنها رصيفان بطول 700 متر وعمق 16 مترا وسبع رافعات جسرية، خمس منها نوع بانامكس واثنتان نوع سوبر بوست بانامكس.

رسالة شكر وتقدير
ووجه نائب مدير شركة عدن لتطوير الموانئ م. فضل الحجيلي شكره الخاص لكل من ساعد وذلل الصعوبات في هذه الظروف الحرجة، كما شكر قيادة مؤسسة موانئ خليج عدن وإدارة الميناء ممثلة برئيسها د. محمد علوي امزربة على جهوده الوطنية المخلصة في إنجاح استمرارية نشاط الميناء، لا سيما وأنه يمثل الركيزة الأساسية لمدينة عدن واليمن عموما، وتهيئته لظروف مناخ العمل بشكل أفضل، بحكم حنكته وخبرته العملية. كما توجه بالشكر لموظفي الشركة المرابطين في عملهم وصمودهم وأخذ المهمة كمسؤولية وطنية على اعتبار أن الميناء من الأهمية القصوى استمرار خدماته ونشاطه الاقتصادي والتنموي رغم المخاطر، محذراً في السياق من توقف نشاط ميناء عدن والتي سيكون له آثاره الكارثية الكبرى وخسائر على الجميع.

كما شدّد على مساعدة المجتمع من توفير احتياجاته ومتطلباته المعيشية والأدوية والمواد الاستهلاكية. وأضاف: "نحن نغطي سوق اليمن عموماً، وهذه خطوات إيجابية في تقديم مصلحة العمل مهما كانت الظروف".

* صحفي تنموي واقتصادي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى