نازحو الغران الشمالية بحضرموت.. كالمستجير من الرمضاء بالنار

> تقرير/خاص

> 600 أسرة تبحث عن الحياة في صحراء الربع الخالي
> كالمستجير من الرمضاء بالنار.. هكذا هي أحوال نازحي منطقة الغران الشمالية بحضرموت (17 كيلو متراً غرب منفذ الوديعة). قرابة 600 أسرة نزحت من الحرب الدائر في مناطقهم بمحافظتي (الجوف وصعدة) تاركين منازلهم ومتاعهم هرباً من جحيم الحرب للبحث عن طوق نجاة ليستقر بهم المقام في صحراء الربع الخالي للعيش داخل خيام خاصة بهم في ظل انعدام تام لخدمات المياه والكهرباء ناهيك عن حرارة الشمس الحارقة ورياح الصحراء المحملة بالأتربة. صحيفة "الأيام" زارت مخيماتهم لتستطلع وتنقل أحوالهم.

نازحو الغران الشمالية بحضرموت.. كالمستجير من الرمضاء بالنار
نازحو الغران الشمالية بحضرموت.. كالمستجير من الرمضاء بالنار

إهمال
يقول الحاج صالح حسن: "منذ نزوحنا من محافظة الجوف قبل خمسة أعوام هرباً من الحرب حفاظاً على سلامة أسرنا واستقر بنا المقام في هذه الصحراء لم نجد أية عناية قرابة (600) أسرة أي ما يقارب من (5000) شخص، ويعيشون داخل هذه الخيام الخاصة بهم"، ويواصل حديثه: "لم تأتِ إلينا أياً من المنظمات أو الجمعيات للنظر إلى أحوالنا أو إغاثتنا كبقية النازحين سوى مرة واحدة أتت إحدى الجمعيات ووزعت مواد إيوائية لم تكن كافية، والحكومة قامت بتسجيل النازحين وحصرهم وإلى اليوم لم نستلم أي دعم"، ويضيف: "قبل شهر رمضان اجتاحت السيول خيامنا ولم نعوض".

معاناة
يقول صالح عوض: "كل ما تشاهده من خيام ملك لنا، ونعاني من انعدام الماء والكهرباء، فالماء نقوم بشرائه، وتصل قيمة الوايت الماء العادي (30000) ريال يمني، أما مياه الشرب فيتم جلبها في خزانات بواسطة السيارات بأسعار سياحية ونحن في الصحراء، أما الكهرباء فكل أسرة تمتلك ألواح الطاقة الشمسية حتى الاتصالات لكافة الشبكات ضعيفة جداً، أي باختصار نعيش في عزلة"، ويواصل حديثه: "نزحنا من جحيم الحرب إلى رمضاء الصحراء ورياحها العاتية تلك هي مشيئة الله، وكان اختيارنا لهذا المكان تجنباً للثأرات القبلية، وإلا كان بإمكاننا النزوح إلى مأرب، حيث أكثر النازحين هناك وأحوالهم أفضل منا".

600 أسرة تبحث عن الحياة في صحراء الربع الخالي
600 أسرة تبحث عن الحياة في صحراء الربع الخالي

استياء ومناشدة
عبر عدد من النازحين عن استيائهم من الحالة التي وصلوا إليها على مدى خمسة أعوام من النزوح دون أن يلتفت إليهم أحد سواءً من الحكومة أو المنظمات، وقال النازح عوض علي: "لولا اشتداد الحرب وسقوط مناطقنا بيد قوات الحوثي لما أتينا إلى هذه الصحراء، لقد تركنا منازلنا ومتاعنا وأغراضنا هناك ويعلم الله متى العودة إلى الديار"، ويواصل: "قد يطول المقام بنا هنا ونصل إلى وضع لا يحمد عقباه بسبب الظروف، إلى الآن المنظمات لم تصل إلينا ولا الحكومة لذا فإننا من خلال هذا المنبر الإعلامي نناشد الحكومة والمنظمات الإنسانية بالنظر إلى أحوالنا، والبحث عنا والوصول إلينا لتشاهد كيف هي أحوالنا على أرض الواقع، فقد نكون اليوم في حال لا بأس به، لكن قد تتغير الأحوال في أية لحظة، على سبيل المثال الأمطار التي تغزو خيامنا ونقف لا حولَ لنا ولا قوةَ، ولا نملك أي مكان ننقل إليه أغراضنا وسط الصحراء".

من وحي الرحلة
كان الوصول إليهم رحلة صعبة فالمسافة التي قطعناها إليهم من مفرق العبر الوديعة إلى خيامهم نحو (117) كيلو متراً منها (100) كيلو طريق أسفلت ولم تكن المهمة سهلة، فطوال تلك المسافة لوحظ انعدام تام للخدمات العامة "محطات الوقود - استراحات - فنادق" باستثناء وجود النقاط العسكرية، وبجانبها بقالة واحدة أو بقالتان وأسعارها خيالية على الرغم من أن الطريق دولي. أما عن أحوال النازحين فكانت لا تسر، وخلال إعدادنا التقرير شربنا ماء حاراً، ولفحت وجوهنا حرارة الشمس ناهيك عن زحف الرمال والأتربة داخل الخيام أثناء هبوب الرياح التي لا تتوقف إلا للحظات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى