اتفاق الرياض.. بين المشاورات عن بعد والتصعيد على الأرض!

> تم توقيع اتفاق الرياض بعد مخاض عسير ودون أن يلتقي ممثلو الطرفين (الشرعية والانتقالي ) وجهاً لوجه خلال تلك المدة التي دامت لأكثر من شهرين، والآن يتكرر الأمر نفسه حسب علمنا دون حصول لقاءات مباشرة، وما يتم كله عبر (ساعي البريد) الذي يقوم بنقل (التشاور) بين الطرفين أو عبر وسطاء (الخير) وهي حالة غريبة ومستغربة وتضع الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام الكبرى عن السبب الذي يحول دون ذلك بالنظر لحجم وخطورة الموضوع المطروح، ومن له المصلحة في كل هذا الذي يحصل ولأي أهداف يرمي الوصول إليها؟!

أم أن الأمر يتعلق بانعدام الثقة بين (المتشاورين)، أو لوجود سوء نية مبيته أساساً عند أحد أطرافه وهو هنا (الشرعية) بكل تأكيد، وتحديداً جناح الإخوان المسلمين وزعيمه الأحمر، فهي ترفض الجلوس المباشر مع ممثلي الانتقالي الذي لا ينبغي أن تنظر له كعدو لها، بل شريك معها ومع التحالف في الحرب الدائرة من أجل استعادة الدولة وشرعيتها، وتحرير صنعاء من الحوثة التي قبلت بالحوار والجلوس المباشر معهم وفي قاعة واحدة والسكن في فندق واحد بالكويت ولفترة استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، وتكررت اللقاءات المباشرة معهم في السويد الذي توج باتفاق ستوكهولم حول الحديدة الذي لم ينفذه الحوثيون، ومع ذلك لم تفعل معهم شيئا، بل هي على استعداد تام أن تلتقيهم وبشكل مباشر إذا قبلوا هم بذلك!!

فهل بعد كل هذا يمكن الوصول للتفاهم الإيجابي مع (الشرعية) والاتفاق معها على تنفيذ اتفاق الرياض السابق، أو أي صيغة جديدة له أو بديلا منه، يضمن وقف التحشيد ضد الجنوب ويحقن الدماء التي تسيل في محافظاته المختلفة، ويوحد بنفس الوقت الموقف والجبهات ضد الانقلاب، أو أن الجنوب قد أصبح لديها هو الهدف والانتقالي صار العدو البديل للحوثة؟!

ولذلك وكما يبدو لنا بأن انسحاب الانتقالي من هذه المهزلة قد أصبح أمراً مجبراً عليه، وضرورة لا مفر منها والخيار الممكن والمتاح له، وسيكون ذلك مبرراً بكونه رد فعل طبيعي ومنطقي على موقف (الشرعية) ومخططاتها، بعد أن أصبحت سرقة الوقت من جانبها أداة ووسيلة فعالة بيدها، وهي المختطفة أصلاً من قبل القوى التي أصبحت تدور في فلك مشروع الشر الثلاثي التركي، القطري، الإيراني، ولتتمكن من خلال المماطلة والتسويف واختلاق الأعذار المكشوفة، بهدف ترتيب وضعها بما فيه العسكري الذي يترجم عدم الالتزام بوقف إطلاق النار في أبين، وتقوية نقاط ضعفها وترميم العلاقة وعقد الصفقات فيما بين أجنحتها المتشظية وبما يخدم هذا المشروع، إن لم يحصل تقدم سريع وجدي ويقوم التحالف بما عليه، بصفته الضامن والوسيط وأن يكون دوره واضحا لا غبار عليه ومقنعا للجميع في نفس الوقت، وبما يبعد عن نفسه الخطر المحدق به أيضاً من قبل التحالف الجديد، فليس الجنوب وحده هو المستهدف؛ بل والمنطقة بكاملها!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى