كريتر وعشق لا ينتهي لكرة القدم

> جهاد عوض

> * لا شك أنك عندما تزور كريتر ، يشدك إليها جمال مبانيها العتيقة ، التي تحكي وتروي حكاية ماض جميل ، وأثر لحياة عاشتها المدينة في تناغم لا نظير له اقتصاديا ورياضيا واجتماعيا، وعندما تتجول فيها فإنك ترى وجوه ناسها الطيبين المسالمين، فيما أذناك تسترق السمع لحواراتهم باللهجة العدنية الجميلة.
 
جهاد عوض
جهاد عوض
* وفي آخر زياراتي لمدينة كريتر ، قمت بها قبل أيام لحضور (مباراة فريقي إنماء والقطيعي) ، المؤجلة من الدوري الرمضاني المتوقف بسبب الحظر الوقائي من الإصابة بفيروس كورونا جلست وحيداً في طرف الملعب ، وليس ببعيد عني جلس عدد من المشجعين ، من أبناء كريتر ، ومنهم شخص (سبعيني العمر) ، كان قد دخل الملعب، وهو يمشي بخطوات متثاقلة بحكم السن فلفت انتباهي حينها وانتابني شعور غريب جعلني أستغرب كم هي فاتنة ، ومعشوقة كرة القدم هذه الساحرة ، التي تجعل شخصاً في هذا السن يأتي لمتابعة مباراة لفرق شعبية ، كما أن هيئته وشكله جعلاني أيضاً أشك في أن نظره يسعفه لرؤية موقع الكرة في المرمى البعيد عنه ، إلا أنه يشعرك أن في قلبه وروحه عشق لا ينتهي وتعلق أبدي بحب المستديرة ، ورأيته حين تبادل الحديث مع من حوله ، والذي لم أستمع منه إلا لكلمات موجزة منه ، بسبب أصوات أولاد صغار كانوا يلعبون إلى جانبنا ، وكان الحديث ، الذي يدور بينه وبين الذين بجانبه عن كرة قدم زمان ، أي منذ ما يقارب الـ 60 عاماً ، وعن حب الرياضة زمان وولع السابقين بها ، حيث سمعته وهو يعيد بسعادة بالغة شريط الذكريات المختزل في ذاكرته وأحاسيسه لتلك الأيام واللحظات التي داعبت أقدامه حينها كرة القدم، حيث ذكر أنه كان يحضر مبكراً إلى الملعب وهو حافي القدمين يلعب مع فريقه بحماس منقطع النظير وفي مرة ذكر أن فريقه فاز بهدف مقابل لا شيء .. وسأله أحدهم هل كان هناك في الملعب رجال أمن يعملون على تأمين الملعب؟ فقال : كان هناك عسكري واحد فقط يضبط الملعب بالعصا التي معه، إذ لم يكن يحمل أي سلاح كرجال الأمن في الوقت الحاضر. 

 * بصراحة إستمتعت مرتين ، وأنا أشاهد مباراة الفريقين الشعبيين .. أولاً بحديث الرجل الشائب العدني صاحب الـ 70 عاماً ، الذي شدني حديثه أكثر عن واقع عدن الرياضي، وخاصة مدينة كريتر مهد كرة القدم الأصيلة في الخليج والجزيرة العربية والذي لم نعلم منه إلا القليل .. وثانيا إستمتعت بمشاهدة المباراة القوية والمتكافئة بين الفريقين والتي انتهت بفوز القطيعي المرصع بالنجوم بركلات الترجيح، والطريف في الأمر أن أبين، كانت حاضرة بقوة في تشكيلة الفريقين ، إذ كان أكثر من 12 لاعباً أبينياً ضمن التشكيلتين ، وكان ذلك تأكيداً لمن أطلق على محافظة أبين يوماً أنها برازيل اليمن ، كما أكد أيضاً لي الإعلامي والتلالي الجميل الكابتن مختار محمد حسن المشرقي أن أبين منجم لا ينضب من النجوم والمواهب منذ فترة ليست بالقصيرة ، مقارنة بباقي المحافظات الكبيرة وصاحبة الإمكانيات المادية والبشرية ، ومنها عدن ، وهذه شهادة وثقة يعتز ويتشرف بها أبناء ولاعبي أبين لأنها صادرة من لاعب ومدرب وإعلامي نشط ومتابع للنشاط واللاعبين في مختلف الملاعب والمحافظات اليمنية.  ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى