«العشوائيات» تمثل طوق نجاة لكثير من أهالي عدن

> تقرير/ فردوس العلمي

> مواطنون بصيرة: اضطررنا لحماية منازلنا من أضرار السيول

"ماحك جلدك مثل ظفرك" مقولة اتبعها أهالي سكان منطقة القطيع في مديرية صيرة بالعاصمة عدن، لمواجهة تهديد السيول المتكررة على منازلهم، بعد أن تخلّت عنهم الجهات المسؤولة.
ولجأ سكان الحي خلال الفترة الماضية إلى بناء حواجز عشوائية لحماية منازلهم من السيول التي قد تشهدها المدينة مستقبلاً.
سلالم مرتفعة لحماية المنزل من الغرق
سلالم مرتفعة لحماية المنزل من الغرق
وتسببت الأمطار الغزيرة التي سقطت في النصف الأول من العام الجاري بغرق الكثير من المنازل لأكثر من مرة، وهو ما عرضهم لخسائر كبيرة وإتلاف وخراب كل ما تحتويه من أثاث ومقتنيات ومواد غذائية وأجهزة ومعدات كهربائية وغيرها، فضلاً عن إجبار بعض ساكنيها إلى اللجوء للسكن في الفنادق بعد أن أضحت منطقتهم أشبه بمنكوبة.
سد منافذ التهوية لبعض المنازل
سد منافذ التهوية لبعض المنازل

تصرف اضطراري
وأوضح العديد من السكان المحليين أن مياه الأمطار والسيول التي تغرق بيوتهم دائماً ما تختلط بمياه الصرف الصحي.
وأكدوا في أحاديث متفرقة لـ«الأيام»  أن لجوءهم إلى البناء العشوائي أمام منازلهم لم يكن تعدياً، وإنما اضطراراً لحماية أنفسهم وأهاليهم من أضرار السيول القادمة.
سلالم وجدار عزل أمام أحد المنازل في القطيع
سلالم وجدار عزل أمام أحد المنازل في القطيع

محمد داود
محمد داود
وأشار محمد حسرت داؤود، وهو أحد السكان المتضررين من سيول شهر أبريل الماضي، إلى أنه لم يعد حتى الآن إلى منزله الذي ما يزال يعمل على إعادة ترميمه وتأهيله جراء السيول التي أفقدته أيضاً كل ما يحتويه من مقتنيات وأثاث منزلية وغيرها.
ويرفض داؤود الإضافات التي لجأ إليها الأهالي مؤخراً لحماية مساكنهم قائلاً: "لست مع أية إضافات خاصة التي تتعدى أو تصل إلى الرصيف أو الطريق، وجميعنا يُعاني منها، ولكن أراه في القوت الحالي حلاً للحفاظ على ما نمتلكه لاسيما بعد أن فقدنا الكثير من أثاث البيت، وتسليط الضوء على هذه الأعمال والعشوائيات من قِبل صحيفتكم سوف يدفع الجهات المسؤولة إلى أيجاد حلول جذرية لحماية هذه المنطقة من كوارث السيول المستقبلية".
 
سد الأبواب أحد وسائل الحماية
سد الأبواب أحد وسائل الحماية

تكرار لغرق البيوت
أوسان حسن
أوسان حسن
الموطن أوسان حسن ناصر، من سكان المنطقة وأحد المتضررين الذين لم يلجؤوا إلى البناء العشوائي لحماية منزلهم، إذ يرى بأن تلك الجدران والعشوائيات ليس حلاً للمشكلة التي يعانونها.
ووفقاً لناصر، فإن الحل الحقيقي هو تنفيذ مشروع خاص بتصريف مياه الأمطار، وإعادة ترميم قنوات السيول الموجودة في المنطقة لحماية المنازل من الغرق بمياه الأمطار المخلوطة بالصرف الصحي، مؤكداً أن كل ما تجري من أعمال بناء للأحواش والسلالم من قِبل السكان تدل على عدم قيام الجهات ذات العلاقة بواجبها تجاه الأهالي والمنطقة بشكل عام".
أسوار "حوش" خارج بعض المنازل للوقاية من السيول
أسوار "حوش" خارج بعض المنازل للوقاية من السيول

فيما قالت متضررة طلبت عدم ذكر اسمها: "بيتي يغرق في كل مرة، وفي كل سيل تشهده المدينة نخسر الكثير والكثير من الأثاث والأدوات الكهربائية، ولا نجد من يساعدنا في شرائها مرة أخرى، خصوصاً أن هذه الأثاث المنزلية كالثلاجات والغسالات وغيرها تباع بالعملة الصعبة".
وتابعت حديثها لـ«الأيام» قائلة: "تحصلنا على معونات من متبرعين، ولكن كلها مواد غذائية لم تتعدَ "القطمة" الأرز ومثلها سكر، وجالون زيت، وهذه الأشياء نقدر على تعويضها، ولكن من يعوضنا عن أثاثنا المنزلية كالمجالس والفرش والأدوات الكهربائية".
يختلف ارتفاع الجدران العازلة من منزل لآخر
يختلف ارتفاع الجدران العازلة من منزل لآخر

حلول مؤقتة
مختار مرشد
مختار مرشد
مختار مرشد أكد من جهته أن الإضافات أمام المنازل التي أقدم عليها أهالي القطيع ليست حلاً نهائياً، ولكنها حلول مؤقتة لا تجدي نفعاً.
وتشير فاطمة، وهي من المتضررين، إلى أن مياه الأمطار تصل إلى نحو سقف منزلها الواقع بالدور الأرضي، مما يجبرها وأعضاء أسرتها الخروج منه بصعوبة وبمساعدة الأهالي.
مواطن يضع ثلاجته على ارتفاع من الأرض لحمايتها من مياه الأمطار التي تغمر المنازل
مواطن يضع ثلاجته على ارتفاع من الأرض لحمايتها من مياه الأمطار التي تغمر المنازل

وأعادت فاطمة سبب لجوء أهالي المنطقة إلى بناء جدران و"درج" مرتفعة أمام منازلهم إلى حالة الهلع والخوف لديهم من مخاطر السيول القادمة، وللحفاظ على أثاثهم ومقتنياتهم، مضيفة: "مطلبنا بسيط جداً يتمثل في تأهيل مضخة القطيع، وفتح مصارف المياه ورصف طريق صيرة والمعاشيق كما كانت عليه منذ فترة الاستعمار البريطاني".
أغلب المنازل قامت بحلول ترقعية للوقاية من السيول
أغلب المنازل قامت بحلول ترقعية للوقاية من السيول
وبألم تضيف لـ«الأيام» : "أصبحنا لا قيمة لنا لدى السلطة التي تفرغت للصراعات"، بل هناك من الجهات الرسيمة من (شحتوا) باسمنا من معظم منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية، ولم نرَ منها التعويض الحقيقي".

خطوة غير سليمة
من جهته، وصف مديرية عام المديرية خالد سيدو عملية البناء التي أقدم عليها أبناء منطقة القطيع لحماية منازلهم من أضرار السيول وصفها بـ "الخطوة غير السليمة"، والمقيدة لحرية الحركة الطبيعية للساكنين فيها، ولكنه استدرك بالقول: "هم ارتأوا بهذه الخطوة من أنها تمثل لهم كحماية من خطر الأمطار والسيول، ونحن لسنا بعيدين عن معاناتهم وسعينا منذ تولينا مهام إدارة المديرية إلى إيجاد مشروع لتفادي هذه المشكلة، ولكن تكلفة مثل هذه مشاريع كبيرة، وتفوق تكلفة سقف مشاريعنا في المديرية، ولهذا تواصلنا مع الصناديق المركزية العاملة عبر البنك الدولي لانتزاع مشروع متكامل بتمويل مركزي يبدأ من شعب العيدروس حتى حي القطيع، وقد تمت المصادقة عليه واُنزلت المناقصة الخاصة به، وتم تحديد المقاول المنفذ عبر صندوق الأشغال العامة، ولكن مع الأسف واجهته اعتراضات من قِبل الإخوة في المحافظة تحت ذريعة قصور في الإعداد للمشروع، وهو ما تسبب بسحب التمويل المعتمد له، والآن الكرة في ملعب المحافظة لإيجاد مشروع بديل بتمويل أو بتنسيق مع الغير".

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»  قائلاً: "حالياً جرى التنسيق لإيجاد مشروع مشترك بين المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي وشركة هائل سعيد، وتم إنزال مجموعة من الأنابيب لهذا الغرض وننتظر التنفيذ، وإن شاء الله نتوفق في تنفيذه بأسرع وقت ممكن لحماية الأسر من أية أضرار أخرى".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى