فائزة باني.. امرأة حضرمية أسهمت في مكافحة كورونا بـ«مشغل خياطة»

> التقتها/ فردوس العلمي

> باني: زودنا معظم المحافظات المحررة بالبدلات الخاصة بحماية الأطباء
عاش أبناء الوطن خلال العام الجاري ومازالوا الكثير من الأحداث التي ضاعفت من معاناتهم بشكل كبير جداً، منها ما شهدته المدن من سيول جارفة تسبب بوفيات وأضرار مادية كبيرة في المنازل والبنى التحتية، غير أن فيروس كورونا المستجد كان أخطرها وأشدها فتكاً ليس على مستوى الوطن بل على مستوى العالم أجمع.
أزمة وقف الكثير أمامها حائرا وموقف المتفرج، ولم يبادروا بفعل أي شيء لمواجهتها بما أمكن للحد ولو قليلاً منها، والقليل من بادروا لمواجهتها من أطباء وممرضين ومنظمات مجتمع مدني ومبادرات شبابية، من خلال عمل برامج خاصة لمواجهة الفيروس والحد منه.

من هؤلاء المبادرين الإيجابين، فائزة سالم باني، رئيسة مؤسسة الغد للتنمية ومديرة مشغل الغد للتفصيل والخياطة في محافظة حضرموت، والتي كرست مشغلها لخياطة الزي والكمامات الطبيبة للوقاية من فيروس كوفيد 19 الذي حصد مئات الآلاف من الأرواح خلال الأشهر الماضية.
«الأيام» التقت بفائرة باني، التي بذلت قصارى جهدها في صناعة الكمامات الوقائية منه، لمعرفة المزيد من المعلومات حول عملها وعدد الملابس والكمامات المنتجة وكذا الهدف منه وغير ذلك.

فكرة الإنشاء
تقول فائزة باني بأن المشغل بدأ بـ8 عاملات ليصل في الوقت الحاضر عددهن إلى 54 عاملة بالإضافة للإدارة.
وتوضح في حديثها لـ«الأيام» أن أحد الأسباب التي دفعتها لهذا العمل هي "الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها بلادنا، وانهيار العملة الوطنية مقابل العملة الأجنبية، وما نتج عنها من تزايد في أعدد الأسر الفقيرة في الوطن عامة وحضرموت على وجه الخصوص".

وعن أهدف المشغل قالت: "يسعى المشغل إلى التخفيف من البطالة التي انتشرت بين النساء، ونعمل على خلق فرص عمل لهن، خاصة النساء من الأسر ذوي الدخل المحدود والفقيرة لمواجهة الفقر المدقع، إضافة إلى إبراز المنتجات المحلية بأنامل حضرمية لتغطية احتياجات السوق المحلية، كما نهدف إلى تشجع المنتج المحلي وتطويره ومنافسة الأسواق المحلية القريبة لحضرموت وبأقل الأسعار حتى تكون في متناول الجميع".
صورة عامة للمشغل
صورة عامة للمشغل

وتشرح فائزة المراحل التي تمر بها عملية إنتاج وتعقيم الزي الخاص بالعاملين في مجال مكافحة فيروس كورونا والكمامات قائلة: "خطوات عملية الإنتاج تتم أولاً باختيار الموديل المطلوب، ومن ثم تأتي عملية التفصيل والقص بالمقص الكهربائي ومن ثم الخياطة، وبعد الانتهاء منها نبدأ بعملية الحياكة ليأتي بعدها دور الكي فعملية التغليف".
الزي الوقائي الخاص بفيروس كورونا
الزي الوقائي الخاص بفيروس كورونا

وعن عملية تعقيم، تجيب بالقول: "تتم هذه العملية بوضع نسبة معينة من محلول الكلور في الماء الصحي ومن ثم وضع البدلات فيه، وبعد أن تجف توضع في الأكياس المعقمة دون كي، أما الكمامات فيتم تجفيفها وبعد الانتهاء من عملية التعقيم تكوى وتوضع في أكياس حرارية معقمة، ومن ثم يأتي دور التسويق للمنتج من خلال البروشورات وعرض المنتج على منصات مواقع التواصل الاجتماعي".

كمية الإنتاج
أوضحت فائزة باني بأن "الإنتاج مرتبط بعدد العاملات.. فكلما زاد عددهن زاد الإنتاج"، مضيفة: "أنتج المشغل حتى اليوم 4000 كمامة قماشية معقمة، بالإضافة إلى بدلات الأطباء (الجيش الأبيض) التي هي واقية من أي فيروس يخترقها، وهي أيضاً ضد الماء، ونهدف من هذا العمل للحفاظ على جيشنا الملائكي لذي يعتني بمرضى الفيروس، وهذا أقل واجب نقدمه لهم". وبحسب بأني ينتج مشغلها في اليوم الواحد ما بين 60 و80 بدلة وكمامة.
تجربة الزي الوقائي
تجربة الزي الوقائي

وتشير إلى أن فكرة خياطة وإنتاج بدلات الأطباء جاءت من الحالة الصحية التي يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، والذي انتشر كالنار في الهشيم على مستوى العالم.
وتضيف: "لهذا السبب تم إنتاج البدلات الطبيبة وإرسالها إلى معظم المحافظات المحررة لحماية الأطباء والممرضين والعاملين في مراكز ومستشفيات الحجر الصحي.. ولم نكتفِ بخياطة زي للأطباء والعاملين، بل عملنا على تصميم وخياطة وإنتاج زي خاص لمغسلي ضحايا فيرس كورونا، وحالياً يتم دراسة إنتاج أكياس للموتى لمرضى هذا الفيروس القاتل".
 

إشادات
وحظي هذا المشغل بزيارة الكثير من الزوار والمسؤولين ومنظمات مجتمع مدني، اطلعوا خلالها على عملية إنتاج مشغل الغد للخياطة والتفصيل؛ للتعرف عن كثب عن الخدمات التي يقدمها، خاصة فيما يتعلق بتدخلاته الأخيرة بإنتاج وصناعة أدوات الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأشاد الجميع بالدوار الفعال الذي أقدم عليه المشغل، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب تكاتف الجميع بما يقدمه من احتياجات مجتمعية من الأدوات الصحية بأجود الأقمشة وأقل أسعار، كما ناقش زوار المشغل سبل التعاون في صناعة وإنتاج أدوات الوقاية الصحية من كمامات وبدلات عمال النظافة.

وأكدت مديرة المشغل فائزة بأني الاستعداد التام لعضوات المشغل لإنتاج وتصنيع أدوات الوقاية وفقاً لمعايير المواصفات والمقاييس وتجربة اختبارات عليها، والوقوف بجانب الجهات المعنية بمحاربة فيروس كورونا وحماية المجتمع من الإصابة به.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى