«مسيمير أبين».. حرمان من المشاريع وانعدام المياه الصالحة للشرب

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> مواطنون: نجلب المياه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة
المدير العام: مشروع مياه المنطقة سينفذ قريباً
يُعاني الأهالي بمنطقة المسيمير في مديرية خنفر بأبين، والنازحون فيها من محافظات أخرى جراء الحرب، الحرمان من خدمات أساسية كثيرة، وفي مقدمتها المياه الصالحة للشرب.
ولم تحظ هذه المنطقة التي لا تبعد عن مدينة زنجبار عاصمة المحافظة سوى خمسة كيلو مترات فقط، بأي من المشاريع الخدمية منذ قيام ثورة 14 أكتوبر الخالدة عام 1963م ضد الاستعمار البريطاني.

وأكد سكان محليون لـ«الأيام» أن الجهات ذات العلاقة لم تولِ منطقتهم الشهيرة بخصوبة تربتها ومحاصيلها الزراعية أي اهتمام.
ويعتمد الكثير من أهالي هذه المنطقة والمديريات الأخرى في المحافظات على الزراعة كمصدر رزق وحيد لهم ولأفراد أسرهم.

ويشير مواطنون إلى وجود مشروع أهلي للمياه غير صالح للاستخدام الآدمي في الوقت الذي يمر خط أنابيب مياه منطقة الكود في منطقتهم دون أن يستفيدوا منه، الأمر الذي يجبرهم على جلب المياه من مسافات بعيدة على ظهور الحمير أو شرائه من أصحاب البوز "الوايتات" بمبالغ تفوق قدراتهم المالية.
وبحسب الأهالي، لم تفِ السلطة المحلية في المحافظة بوعودها في توصيل هذه الخدمة إلى منازل.

نعاني الحرمان
يقول عبدالله صالح الفضلي، شخصية اجتماعية في منطقة المسيمير: "نُعاني الحرمان والنسيان من قِبل السلطة المحلية بمديرية خنفر والمحافظة، والتي لم تكلف نفسها بالنزول إلى منطقتنا، وسبب هذا التجاهل والحرمان نضطر لجلب المياه الصالحة للشرب على ظهور الحمير".
وأضاف لـ«الأيام»قائلاً: "هناك وعود من قِبل السلطة المحلية بتوصيل هذه الخدمة إلى منازلنا، ولكنها مازالت حبراً على ورق على الرغم من الكثافة السكانية الكبيرة، وقد طالبنا بهذا الخصوص مراراً وتكراراً، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكل ما نتمناه في الوقت الحاضر من المحافظ اللواء الركن أبو بكر حسين سالم، ومدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي م. صالح البلعيدي، ومدير عام المديرية الشيخ ناصر المنصري، أن يقوموا بمد أنابيب المياه وتوصيلها إلى منازلنا لننعم بهذه الخدمة التي حرمنا منها منذ قيام ثورة 14 أكتوبر الخالدة".

تكدس القمامة
من جهته، أوضح المواطن محمد فضل باجراد أن أهالي منطقة المسيمير يُعانون إلى جانب الافتقار لشربة ماء نقية من تكدس القمامة بشكل كبير فيها، إضافة إلى بحيرات من مياه الصرف الصحي التي أضحت بؤراً لتجمع وتكاثر البعوض الناقل للعديد من الأمراض الخطيرة والفتاكة كالإسهالات والملاريا وحمى الضنك و(المكرفس) وغيرها.
وناشد باجراد مدير عام صندوق النظافة منصور وادي بتنفيذ حملة لنقل القمامات المتراكمة في المنطقة منذ عدة أشهر.

وأكد حيدرة دحة، شيخ منطقة المسيمير، أن الأهالي يُقاسون من التهميش الرسمي، مضيفاً: "لا مياه صالحة للشرب، ولا حملات نظافة، ولا منظمات إغاثية تقدم الدعم للأسر الفقيرة والنازحين من محافظتي الحديدة وتعز، فضلاً عن انتشار الأمراض في أوساطهم".
وأوضح دحة في تصريحه لـ«الأيام» أن هذه المنطقة تُعد واحدة من أفضل المناطق الزراعية في دلتا أبين، وتشتهر بزراعة العديد من المحاصيل الزراعية، وترفد خزينة الدولة بالملايين، ومع هذا لم ينظر أحد إلى معاناة أهلها، وفي مقدمتها توصيل خدمة المياه إلى منازلهم".

وعود بتنفيذ المشاريع
من جهته، أكد مدير عام مديرية خنفر الشيخ ناصر المنصري لـ«الأيام» أن السلطة المحلية تعمل على تنفيذ المشاريع الخدماتية في جميع قرى ومناطق المديرية وفقاً للخطة المعدة، لافتاً إلى أن مشروع مياه منطقة المسيمير يُعد من أولويات إدارته. وقال: "بكل تأكيد سنقوم بإرسال المهندسين إلى هذه المنطقة، ومن خلال النزول الميداني ومعرفة المشكلة والرفع سيكون الحل، فإن كان التدخل بسيطاً سوف ننفذه بأسرع وقت ممكن، وإن كان كبيراً سندرجه في الخطة التنموية القادمة من العام المقبل".

وتابع المنصري قائلاً: "اُعتمد لهذه المنطقة اثنا عشر مليون ريال من قِبل الصندوق الاجتماعي، وطلبنا من الأهالي فيها أن يحددوا لنا أهم احتياجات المنطقة، وبدورهم طلبوا تدخلاً بشراء أجهزة طبية، ولم يطلبوا تدخلاً في مجال المياه وتوصيلها إلى منازلهم خصوصاً أن الماء في منطقتهم غير صالح للاستخدام البشري، ولا نعلم ما هي الأسباب، ولكن نقولها بصراحة سننفذ هذا المشروع قريباً كونه من ضمن مهامنا اليومية ولم نتوقع أن البعض يتركون المتابعة بتوفير مشاريع مهمة وحيوية كالمياه، ويهتمون بمتابعة مشاريع أخرى".

وأكد المدير العام أن مديرية خنفر ستشهد العديد من المشاريع الخدماتية في التربية والتعليم والمياه والصحة في إطار خطة السلطة المحلية المعدة للتنفيذ.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى