ارتفاع أسعار الأضحية بأبين يحرم الكثيرين من شرائها

> تقرير/ عبدالله الظبي

> وصل سعرها إلى 150 ألف ريال..
مواطنون: نعجز عن توفير الأساسيات فكيف شراء الأضحية
تسجل جميع أسوق بيع الأغنام في محافظة أبين ارتفاعاً كبيراً في أسعار الأضاحي مع دخول عشر ذي الحجة من كل عام، على الرغم من تزايد أعداد الباعة الذين قدموا إليها من مختلف المناطق والقرى لبيع أغنامهم.
ارتفاع وقف أمامه الكثير من أهالي أبين عاجزين عن شراء الأضحية لأسرهم حتى اليوم. ويأتي هذا الغلاء وسط أزمات متتالية تشهدها المحافظة، منها الحرب التي تدور على أطراف مديرية زنجبار، وارتفاع العملة الصعبة وانخفاض العملة الوطنية مقابل الدولار، وانتشار الأوبئة والحميات، بالإضافة إلى فيروس كورونا.

وما بين غلاء الأسعار وكثرة متطلبات عيد الأضحى المبارك يعجز المواطن عن توفير أساسيات الحياة لتجاوزها طاقته وقدراته المالية، وقلة الأجور التي لا تكفي قوت يومه.
وتشهد مدينة زنجبار عاصمة المحافظة موجة من الغلاء تصاعدت وتيرتها تزامناً مع غلاء مماثل في أغلب المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها الأضاحي بشكل غير مسبوق.

وارجع العديد من المتحدثين لـ«الأيام» التسعيرات غير المستقرة في أسواق المديرية والمحافظة إلى عدة أسباب، منها الأوضاع العامة في البلاد، وانهيار العملة، وعدم قيام الحكومة بواجبها، وانعدام الرقابة والتفتيش على المحلات التجارية.
وتتراوح أسعار الأضحية لهذا العام ما بين 50 إلى 150 ألف ريال، الأمر الذي جعل معظم الأسر في أبين تعزف عن شرائها جراء الظروف المعيشة الصعبة التي يتجرعونها.

وطالب مواطنون عبر «الأيام» الجهات ذات العلاقة بسرعة التدخل، وضبط ارتفاع سعر الأضاحي الذي أثقل كاهل أغلب الأسر.

معاناة متصاعدة
يقول المواطن عبد القادر خضر: "ما إن يقترب عيد الأضحى حتى تسجل أسعار الأغنام ارتفاعاً مضاعفاً سعرها الحقيقي في استغلال واضح لهذه المناسبة الدينية"، مؤكد أن المواطنين العاديين، وأصحاب الدخل المحدود لا يستطيعون شراء أضحية العيد.
وأضاف لـ«الأيام»: "نحن تفتقر لنظام عادل من شأنه أن يتدخل في تحديد تسعيرة أغنام العيد لتكون في متناول الجميع، طالما أن إنتاجها محلي".

وبحسب خضر، يتراوح سعر رأس الغنم ما بين 50 إلى150 ألف ريال، وسعر العجول ما بين 450 إلى 870 ألف ريال، فيما وصلت أسعار الجِمال "الحاشي" ما بين 500 إلى 700 ألف ريال.
فيما قال أحمد ناصر، أحد أبناء مدينة زنجبار: "يشهد هذا العام ارتفاعاً جنونياً في أسعار المواشي أضحى من جرائه المواطن العادي لا يستطيع مواكبة هذا الارتفاع لضعف راتبه الذي لا يوازي المعيشة الحالية الصعبة، فضلاً عن الكثيرين ممن لا يمتلكون وظيفة حكومية أو لا يستلمون مرتباتهم بشكل منتظم".

وتابع حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "حالياً لا يفكر المواطن في شراء كبش للعيد بقدر تفكيره بتأمين لقمة لأولاده"، مضيفاً: "وضعنا في أبين وضع استثنائي نفكر في الغذاء والدواء فقط، والسواد الأعظم من السكان المحليين لا يشترون المواشي، بل إن الأكثرية ممن كانوا يقومون بتربيتها اضطروا إلى بيعها لتأمين الدواء والمأكل لأفراد أسرهم".

جشع الباعة
وقال منير الحاج: "أضحى الهم الأبرز للناس هو كيفية استقبالهم للعيد الأضحى المبارك، نتيجة الارتفاع الجنوني، وغير المبرر لأسعار المواشي سواءً بالجملة (كماشية متكاملة)، أو بالتجزئة كشراكة بعض الأسر، كما أن جشع الباعة وطمعهم غير المتناهي يجعل في حلوق الكثير من الناس غصة لعدم تمكنهم من شراء لحمة عيد لذويهم، خصوصا أن جل الأسر لا يوجد لديها مصدر دخل يمكنها من شراء أضحية العيد".

وناشد الحاج الميسورين ضرورة الالتفات للمعوزين، وتفقد أحوالهم ومدهم بالهدايا والصدقات من ذبائحهم تخففاً عليهم من عناء ومشقة الحياة والغلاء الفاحش وضنك المعيشة.

ارتفاع جنوني
من جانبه، أوضح المواطن نشوان صالح أن تضاعف أسعار الماشية اعتاد تلقائياً عند قدوم عيد الأضحى المبارك، وهو ما يزيد من معاناة المواطنين بشكل كبير جداً.
وأعاد ارتفاعها في هذا العام لأسباب كثيرة منها: هبوط الريال أمام العملة الأجنبية، والحرب الدائرة على أطراف المدينة، وانتشار الأوبئة في مديريات المحافظة، ومن ضمنها فيروس كورونا، بالإضافة إلى جشع التجار.

وتابع قائلاً: "هذه الأسباب إلى جانب الازدياد المتواصل في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية يؤكد ما لا يدع مجالاً للشك أن العديد من الموطنين لن يتمكنوا من شراء الأضحية التي بلغ ثمنها كحد أدنى 60 ألف ريال، بل إن هناك من عجزوا عن توفير الحاجيات الأساسية اليومية، وفي المقابل عجزت الدولة عن السيطرة على استقرار العملة".

وأشار صالح إلى أن هناك الكثير من المواطنين والموظفين وذوي الدخل المحدود تخلوا عن شراء أضحية العيد، وباتوا في محافظة أبين يعانون على حد سواء من ارتفاع قيمة أضاحي العيد في أسواق المواشي بالمحافظة، فضلاً عن الغلاء غير المسبوق في أسعار الملابس والمواد الغذائية والاستهلاكية وكافة المستلزمات الأخرى، وسط حالة انهيار وعدم استقرار للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، مؤكداً أن أسعار أضاحي العيد تضاعف سعرها عن العام الماضي، الأمر الذي دفع الكثيرين من المواطنين محدودي ومتوسطي الدخل للتخلي عن شراء الأضاحي، فيما دفعت البعض منهم إلى شراء أضاحي العيد بالتقسيط.

أسباب متعددة
وكشف أحد الدلالين في سوق زنجبار أن سبب ارتفاع سعر الأضحية مع قرب العيد، وخاصة عند دخول العشر يعود إلى عدد من الأسباب، منها الأوضاع التي تمر بها البلاد من ارتفاع العملة الصعبة (الدولار مقابل الريال اليمني) ما تسبب بارتفاع الأعلاف الخاصة، بل الأغنام، كذلك عدم صرف رواتب العسكريين من قوات الجيش والأمن، لافتاً إلى أن هذه الأسباب وغيرها تسببت بارتفاع سعر الأضحية، وحالت دون شرائها من قِبل المواطنين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى