الجنوب.. حشود جماهيرية تعجل بتمكين الانتقالي وإكمال سقوط الشرعية

> يعقوب السفياني

> شهدت محافظات الجنوب أسبوعاً ساخناً وحافلاً بالمظاهرات الشعبية والحشود الجماهيرية المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمناوئة لحكومة هادي التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان المسلمين. ومع أن أولى هذه التظاهرات المؤيدة للانتقالي الجنوبي انطلقت من محافظة لحج في 18 يوليو الجاري، وتحديداً، من مدينة طور الباحة التابعة للمحافظة -الواقعة تحت سيطرة قوات المجلس، إلا أنّ موجة الحشد الجماهيري الجنوبي امتدت إلى العمق الجغرافي الذي تحكمه قوات الحكومة، إذ شهدت محافظة حضرموت -أكبر محافظات الجنوب مساحة وأغناها بالثروات النفطية والطبيعية- مليونية جماهيرية كبيرة في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، في 18 يوليو الجاري، تلاها وبعد يومٍ واحد، فعاليات جماهيرية أخرى وعلى مستوى أقل نسبياً، في مديريتي لودر ومودية في محافظة أبين، وهما مديريتان واقعتان تحت سيطرة قوات الحكومة، في محافظة أبين، التي شكّلت ولا زالت تشكّل، الساحة الجغرافية للنزاع العسكري الدامي بين قوات الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي طيلة أشهرٍ مضت.

حضرموت.. رسائل للإقليم
المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وعروس بحر العرب كما وصفها رحالة كُثر في كتبهم، إحدى أهم المدن الساحلية في جنوب اليمن وأهم مدن حضرموت، شهدت مليونيةً جماهيريةً حاشدةً هي الأكبر في المحافظة منذ أعوام، أعادت إلى الأذهان مشاهد المليونيات التي نظمتها قوى الحراك الجنوبي في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح. مليونية المكلا في حضرموت أكدت على تفويض أبناء المحافظة المطلق للمجلس الانتقالي الجنوبي، وطالبت بتطبيق الإدارة الذاتية للمحافظة، وشددت في الوقت ذاته كما جاء في بيانها الختامي.. على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض.

المتظاهرون في مكلا حضرموت، رفعوا شعارات تؤكد على تفويضهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو امتداد لتفويض عدن التاريخي أو ما عُرف لاحقاً، باسم إعلان عدن التاريخي في 4 مايو من العام 2017. وردد هؤلاء أهازيج شعبية تؤكّد على جنوبية المحافظة التي ترزح تحت وطأة السيطرة العسكرية للحكومة، وبالأخص وادي حضرموت. حملت هذه الفعالية الكبرى رسائل عدة، بحسب مراقبين. أهم هذه الرسائل التأكيد على رفض أبناء المحافظة للمشاريع المشبوهة، الهادفة لعزل حضرموت عن محيطها الجنوبي، والإبقاء على ثرواتها الضخمة تحت سيطرة متنفذي الحكومة اليمنية، التابعين في أغلب الأحوال، لجماعة الإخوان المسلمين.

خرجت هذه المليونية في ظل وضع سياسي وعسكري محتقن بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، اللذان يخوضان معتركاً سياسياً في الرياض، العاصمة السعودية، يهدف لحلحلة الأوضاع والدفع باتجاه تنفيذ اتفاق الرياض، وإنهاء النزاع العسكري، وهو ما اعتبره مراقبون ومحللون سياسيون وعسكريون الإشارة الأولى لخروج المحافظة من قبضة الحكومة، وتقويضاً لسيطرة إخوانية امتدت لعقود طويلة على منابع النفط فيها.

الرفض يمتد إلى المهرة
ألحقت مليونية المكلا في حضرموت، وفعاليتا مودية ولودر بأبين، أذىً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً بالحكومة اليمنية، ووضعت هذه الحشود الجماهيرية الحكومة في مأزق، إذ كشفت عن غياب الحاضنة الشعبية لها والتأييد الكبير للانتقالي الجنوبي، الطرف الذي تتهمه الحكومة بتقويض سلطتها في عدد من المحافظات الجنوبية مثل العاصمة عدن، وأرخبيل سقطرى الذي أسقطته قوات الانتقالي مؤخراً، وبعد أن شكّلت مليونية حضرموت ومظاهرات أبين تهديداً حقيقياً لسيطرة الحكومة وخطوة أولى نحو إنهاء سيطرتها، بدأت ملامح انتفاضة جماهيرية أخرى تلوح في الأفق، قادمة من شرق الجنوب، من محافظة المهرة.

الصحافي التابع لجماعة الإخوان المسلمين، ومدير قناة المهرية المملوكة للجماعة والممولة من قطر، مختار الرحبي، اتهم في تغريدة له -على منصة تويتر- التحالف العربي بتدبير حشد جماهيري آخر في محافظة المهرة، على غرار ما حدث في حضرموت.
يقول الرحبي أن التحالف العربي سهّل وموّل دخول عناصر مدنية تابعة للانتقالي إلى محافظة المهرة، من أجل الخروج بحشد شعبي مناهض للحكومة، وهو ما يمهّد لإسقاط المحافظة عسكريا كما حدث في سقطرى، على حد تعبيره.

وتشهد محافظة المهرة، استعدادات شعبية واسعة لتنظيم فعاليات جماهيرية مؤيدة للانتقالي الجنوبي، وللمطالبة بتطبيق الإدارة الذاتية فيها.
رئيس الإدارة الذاتية في الجنوب أحمد سعيد بن بريك قال في تغريدة له على تويتر "ها هي المهرة تحزم أمرها جنبا إلى جنب مع شقيقتها سقطرى وحضرموت وبقية محافظات الجنوب داعمة للإدارة الذاتية للجنوب يوم السبت في الغيظة بمليونية حاشدة".

المسؤول البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي أشار إلى أنّ هدف الفعالية إيصال "صوت أبناء المهرة إلى العالم في إعلان تأييدهم ومطالبتهم بتحقيق الإدارة الذاتية للجنوب من أجل تأمين محافظتهم باحتياجاتها الضرورية من الخدمات الرئيسية من خلال إيرادات محافظتهم وإدارتها بكوادر وسواعد أبنائها".

"جنوب 24"​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى