السيول تتسبب بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين بخنفر

> تقرير/ عبدالله الظبي

>
عانت محافظة أبين خلال الأيام الماضية من إهمال قنوات الري، وعدم تصريف مياه السيول فيها لحماية المدن القريبة منها، فتسببت السيول الجارفة بأضرار كبيرة في منازل المواطنين والمزارع، بالإضافة إلى جرف خلايا النحل ونفوق الكثير من الأغنام، وهلاك مساحات هائلة من المزروعات لغياب الاستعداد الحقيقي لمواجهة موسم تساقط الأمطار.

وقال سكان محليون لـ«الأيام»: إن السيول التي تدفقت عبر قنوات الري المحاذية لمدينة الحصن في مديرية خنفر أغرقت عدة منازل للمواطنين، وجرفت أعداداً كبيرة من الأغنام وخلايا النحل تجاوزت 110 خلايا.
واتهم السكان في المدينة السلطات المحلية بإهمال صيانة الدفاعات الترابية للقنوات المائية، والتسبب في دخول المياه إلى منازلهم، ووقوع كارثة إنسانية وخسائر مادية فادحة.

قنوات مياه غير مؤهلة
وأكد المواطن صلاح علي سبعة أن ما تعرض له الأهالي من جراء السيول الجارفة عائد إلى إهمال السلطة المحلية في المديرية والمحافظة، وكذا مدير إدارة الرأي.
وأوضح أن القنوات التي تمر بها المياه وسط مدينة حصن بن عطية باتت غير مؤهلة الاستيعاب لمياه سيول، لافتاً إلى أن المواطنين يتابعون منذ فترة السلطةَ المحلية لإصلاح هذه القناة وإعادة تأهيلها، ولكن دون أي استجابة.

وحمّل علي سبعة السلطة المحلية ما حصل من أضرار للمواطنين، وطالب بمحاسبة الأشخاص المتسببين بهذه الكارثة.
وأكد في حديثه لـ«الأيام» أن الأهالي سبق لهم أن طالبوا بإصلاح القناة وإعادة تأهيلها تحسباً لموسم الأمطار بشكل أفضل ولحماية المساكن المحاذية للقناة، غير أن السلطة المحلية لم تستمع إلى شكواهم.

دخول المياه للمنازل
المواطن سلمان العقد فقدَ حظيرة من الأغنام بسبب السيول التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية. معيداً ما تعرض له من أضرار وخسائر إلى إهمال إدارة الري ومكتب الزراعة، لعدم تأهيلهم للقنوات الخاصة بتصريف مياه السيول، والتحكم بها بشكل صحيح، مما أدى إلى طفح المياه ودخولها إلى منازل المواطنين.
وأضاف لـ«الأيام» أنه يطلب من السلطة المحلية أولاً تعويض الأهالي بدلاً مما خسروه من الممتلكات وغيرها بسبب السيول، وكذا الاهتمام بالقنوات الخاصة.

من جانبه، أشار محسن محمد محسن علي إلى أن الدفاعات الترابية عجزت عن صد مياه السيول القوية لتدنى مستواها.
ولفت إلى أن الأعمال العشوائية، وعدم تعميق المجرى الخاص بالقنوات ساعد على انحراف مجرى القناة عن مسارها، وبالتالي جريان المياه بقوة تجاه منازل المواطنين.

وبحسب محسن، تعرض ثلاثة منازل للمواطنين جراء السيول، بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام، وجرف كميات كبيرة من خلايا النحل.
وتابع قائلاً: "الجهات الرسمية تحضر (البوكلين) للقيام بعملية الحفر، ولكن لعدم التعمق في هذه العملية يتسبب بخطر على منازل المواطنين والمدينة بشكل عام، ولهذا على الجهات المعنية الإسراع، والعمل بشكل صحيح في إصلاح قنوات الري الخاصة بالسيول حتى تتمكن المياه المتدفقة بغزارة من العبور دون أن تلحق بمنازل المواطنين أي أضرار.

فيما طالب المواطن رفيق حيدرة سالم العطوي من الجهات المسؤولية بضرورة تصفية قنوات الري ورفع الحواجز الترابية، لحماية المناطق السكنية المحاذية لقنوات السيول، مؤكداً أن ما حصل قبل أيام من أضرار جراء السيول الجارفة والمطار الغزيرة يُعد كارثة بحق الأهالي الذين خسروا كثيراً من مواشيهم وممتلكاتهم، فضلاً عمّا لحق بالبائعين في سوق الخضروات والفواكه وسوق الأسماك بالمدينة من خسائر.

وطالب العطوي في سياق حديثه لـ«الأيام» السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة بتعويض المواطنين والباعة المتضررين.
 من جهته، قال المواطن محمد حسن أحمد قائد: "قنوات الري في أماكن مرتفعة والإدارة المعنية في المحافظة ليس لديها إمكانية تمكنها من رفع الكثبان الرملية التي تأتي من مرتفعات الوادي، وهذا ما تسبب بدخول المياه إلى المنازل ونفوق المواشي والأغنام.

وناشد قائد من خلال «الأيام» الجهات المعنية تحصين مجاري السيول بترفيعها وإزالة الأشجار منها، كذلك تعويض المواطنين عن الأضرار التي لحقت بهم ليتمكنوا من إعادة بناء المنازل المتضررة، وشراء بدل المواشي والنحل التي خسروها بسبب السيول.

أسباب متعددة
من جهته، قال مدير وحدة الري في المحافظة عبدالله محول طبيق: "دخول مياه السيول إلى أطراف مدينة حصن بن عطية أمر بات يتكرر عند كل سيل تشهده المدينة، والسبب في ذلك يعود إلى رمي القمامة بعد وضعها في (جواني) أكياس، وقد حذرنا مراراً وتكلمنا بهذا الخصوص مع اللجان المجتمعية والأعيان، ولكن دون جدوى، وقد قمنا بتصفية القناة بـ (البوكلين) عدة مرات، والمؤسف أن خلال عشرة أيام تمت تعبئتها بالقمامة مجدداً، وحينما أتى السيل ضغط على القمامة في الجسر، ومن ثم التسبب بخروج الماء إلى المدينة، وعندها بدأ الكل يصيح".

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: "طالبنا بتوفير قوالب للقمامة، وهو ما لم نحصل عليه من قِبل الجهات ذات الاختصاص، وهذا السبب هو الرئيسي التي نعاني منه فضلاً عن ضعف الموازنة لإدارتنا التي تقدر بثمانين ألف ريال فقط من مكتب الزراعة في المحافظة، ومع هذا لا تصرف لنا في بعض الأشهر، وإجمالاً هذه الموازنة لا تكفي قيمة الورق والطباعة وناهيك عن المواصلات والاتصالات التي تقدم من نفقاتنا الخاصة، ونشكو أيضاً في حافة الوديعة أعلى الحصن إلى جانب رمي القمامة بشكل عشوائي فيها من زحف المواطنين إلى القناة، ومسح سواعدها، وعمل حدائق وزراعة أشجار فاكهة الليمون، وزرائب وتوسيع أحواش وتضييق القناة، ما أدى بالتالي إلى طلوع الماء إلى أطراف هذه الحافة رغم أننا لم نعطِ القناة كامل قدرتها الاستيعابية، إنما ننقصها على حساب الأراض الزراعية، وهذا نعانيه أيضاً في مدينة جعار وحافة قدر الله". وأكد طبيق، أن وزارة الزراعة لم تقدم أي دعم لإصلاح أضرار السيول في هذا الموسم والمواسم السابقة، مضيفاً: "أقدم في السياق شكري وتقديري للمحافظ اللواء أبو بكر حسين سالم لنزوله فور تدفق السيول الكبيرة خلال الفترة الأخيرة الناتجة عن المنخفض الجوي، وفي كل يوم تتدفق فيه السيول، وتوجيهاته ووقوفه إلى جانبنا ليلاً ونهاراً.

وقال: "إنه رجل يحمل هموماً وطموحات لعمل منشآت ري جابيونية وإنشائية، ولكنه خُذل من الحكومة لعدم إيجاد الاعتمادات المالية، ومع ذلك لا يملك جهداً في دعمنا وفق إمكانيته، والاحتياجات كبيرة أكبر من قدرة المحافظة".
وطالب مدير وحدة الري في المحافظة عبدالله محول طبيق في ختام تصريحه لـ«الأيام» أهالي ومشايخ وأعيان حصن بن عطية بعدم رمي القمامة في القناة، وعدم الزحف بالمباني نحوها وتضييقها، وهو ما تنتج عنه كوارث وأضرار تعود سلباً عليهم، كما ناشد الحكومة ووزارة الزراعة والرأي وكل من يهمه الأمر منحَ دلتا أبين لفتة كريمة، وإصلاح ما خربته السيول فيها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى