بدأ الربيع فانتهى قيظا

> هل أصبح لزاما على الأنظمة العربية أن تعمد للتغيير حتى نقول بأنَّهم قد حقّقوا المصلحة العامة؟ وكيف؟! فلا تكاد منطقة أو حوض مائي يطّل عليه العرب إلاَّ وتحوم حوله وتُثار نوازع المشكلات التي هي متراكمة ومنسوب جريان معدلاتها في تضخُّم، وحدّث ولا حرج. لذلك، بدأ ربيع العرب، فأنتهى قيظاً.
فالانهيارات لم تُلقِ بظلالها فقط على مشهد محدّد أو معيّن وإنّما سارعت فيها الأحداث إلى ما هو أعظم وأشدّ على واقع المنطقة العربية..! فالتصّدّعات مستمرة في مسلسل تتداعى له منطقة تزخر بالعديد من الصراعات الداخلية فتزأر وتكشّر عن أنياب لتنغرس في جسد هذه الأمّة من المحيط إلى الخليج، وها هو يطال دول بحر الأبيض المتوسط بشكل مريع.

أنظمة توارت وأنظمة مرشّحة لأن تتوارى عن الأنظار والمشهد مخلّفةً وراءها تركة رجل مريض أصبح من غير الإمكان حمله على التعافي من الداء الذي ينهش جسده المريض، فالفساد مستشرٍ في أنظمته ومفاصله وهو لم ولن يحصل حتى على الموت الرحيم. العرب على ضِفاف حرب انهيار تُؤتي أُكُلهَا، ما لم ينزع حكامها إلى حلول جذرية تعطي أكثر ممَّا تأخذ، فلا تكفي التمنيّات.

نحن بحاجة إلى الاسترشاد بطريق يكون للنور مسلكا فيه ودربا تسير عليه شعوب المنطقة العربية، وعلى أنظمتنا العربية أن تتحرك من موقع ظلالها لتنبذ سكونها قبل أن تزيد المنطقة اشتعالا، وعليها أن تدرك تلك المقولة:
(تكلم لأعرفك أو تكلم لأراك)!!

فالانهيار والدمار يلّف منطقتنا ونحن لا نزال ننتظر (تسوية حساباتنا الداخلية)، وكيف نتقاسم سلطات منطقة تتآكل من الداخل لحظة بلحظة! فإلى متى ننتظر بزوغ فجر بنوره ليرسم ملامح رؤية حقيقية تحجبها ظلال صراعات ومحاصصة تدمي أجسادنا؟! حتى القانون الذي نحلم بإرساء قواعده كضمان لوجودنا فلم يعد له مجال حتى يرتفع بقامته نحو ميزان العدل، لقد أضحى القانون وللأسف أشبه بزوجة متسلّطة تسيطر على دفتر الشيكات المصرفية، وفخّا لا مخرج منه. لقد فقدنا كثيرا من أرضنا التي يجوب فيها الموت وترتفع فيها أصوات الطلقات ورجال بشبابهم في مُعترك لا أحد يعلم متى يَجِد من يوقف نزيفه!

وها نحن نفقد حتى مرافئ النجاة التي تتيح لنا كشعوب عربية (استنزاف) موارد أخرى تأتينا عبر البحر، لتنقذ اقتصاديات العرب، (فأهلية حروبنا) هي المحكّ في فقداننا الكثير ولسنا ببعيد عن ذلك! وعلى شعوبنا أن تدرك أن هناك ذئابا في لبوس الضأن، ولحىً تكذب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى