«دحيف» شقرة الساحلية.. ثلاثة أشهر من الحصار وانقطاع الكهرباء وانعدام المياه

> تقرير/ عبدالله الضبي

> يلجأ المواطن حسين الهاطل إلى شراء الثلج بأسعار مرتفعة لاستخدامه في الشرب، وحفظ الأسماك في مدينة دحيف شقرة الساحلية بمحافظة أبين التي يعاني فيها المواطنون من انقطاع خدمة الكهرباء وإمدادات المياه، وسط حصار خانق بسبب المعارك الدائرة منذ أشهر.
ومنذ ثلاثة أشهر يتكبد سكان المدينة الساحلية معاناةً كبيرةً بشكل يومي جراء المعارك والتحشيدات العسكرية بين القوات الحكومية، وقوات المجلس الانتقالي.

وفرضت الحرب حصاراً على 10 آلاف نسمة هم قوام سكان المدينة من انقطاع الكهرباء، وهناك غياب لخدمة تمديدات المياه، ويعانون من انعدام السلع الغذائية وارتفاع أسعارها وغياب الكوادر الطبية في المدينة.
يقول العديد من أهالي شقرة الذين التقتهم «الأيام»: إنهم استبشروا خيراً بقرار التحالف العربي بوقف إطلاق النار حتى يتسنى لهم التقاط أنفاسهم، ويتم السماح للفرق الهندسية في مؤسسة الكهرباء بإصلاح وإعادة خطوط نقل التيار إلى المدينة، وإعادة تمديدات المياه الجوفية للمدينة، لكن منذ القرار وأحوال الناس لم تتغير فحرارة الصيف حصدت أرواح الكثير من كبار السن، والأمراض والأوبئة فتكت بالكثير من الأطفال والمسنين وسط غياب للكوادر الصحية بالمدينة.

تحدث عدد من الشخصيات الاجتماعية والمواطنين لصحيفة «الأيام» عن معاناة أبناء المدينة الساحلية التي كانت مقراً للسلطنة الفضيلة، ومنبع رقصة الدحيف، وانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة جراء المواجهات العسكرية، وعن تردي الخدمات.
يقول حسين الهاطل -أحد الشخصيات الاجتماعية بمدينة شقرة الساحلية: "نحن أبناء هذه المدينة الساحلية نعاني من انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة أكثر من ثلاثة أشهر، وكثير من المصابين بالربو والأمراض المزمنة توفوا بسبب ارتفاع درجة الحرارة".

وتابع حديثه: "نناشد فخامة الرئيس عبدربه منصور، والتحالف العربي وضعَ حلٍ لانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة، فالناس تموت بسبب انعدام الكهرباء في شقرة، ومعروف عندنا أن درجة الحرارة مرتفعة والرطوبة عالية، وحاجتنا إلى الكهرباء ضرورية، ونتمنى إيجاد حل لمعاناتنا في أقرب وقت".
وأشار إلى أنهم ناشدوا كل الأطراف بمقدمتهم الحكومة، لكن لا حياة ولا مجيب، متسائلاً: هل ماتت ضمائر المسؤولين؟. فليتقوا الله ويرحموا أبناء شقرة.

واستدرك: "نعاني معاناة كبيرة من شراء الثلج والسمك. كان يخزن السمك في ثلاجة البيت والآن لا. ماتت الناس من الحر وتعب أهالي المدينة، ونعاني الأمرين من اندلاع الحرب، وانقطاع الطريق له تأثير كبير على أبناء مدينة شقرة وغيرها".
وأضاف: "الحرب عبثية لا تخدم المواطن ولا الوطن، ويتوقف فيها كل شيء، والمعاناة تزيد بانقطاع التيار الكهربائي من بداية الحرب، وأصبح المواطن الشقري متعباً من شراء الثلج وارتفاع أسعار. نطالب بتصليح التيار الكهرباء فوراً، أو إسعافنا بمولدات كهربائية، وهذا أقل شيء يعملونه لشقرة عروسة البحر، ونسال الله أن ينهي فتنة الحرب التي تأكل الأخضر واليابس".

معاناة وانعدام للسلع
يقول محمد محسن فضل حيدرة -أحد الشخصيات الاجتماعية المعروفة في المدينة: "نحن أبناء مدينة شقرة الساحلية نعاني معاناة كبيرة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ثلاثة أشهر، ودخلنا في الشهر الرابع من عدم توفر التيار الكهربائي، وكذلك نعاني من ارتفاع شراء المواد الغذائية والاستهلاكية ارتفاعاً جنونياً، خصوصاً شراء الثلج كون الكهرباء لا توجد يكون، وفي بعض الأوقات لا نجده".

وأضاف: "شقرة تاريخها كبير وهي عاصمة السلطنة الفضيلة، والآن مهمشة من قِبل السلطة المحلية في المحافظة، وحرمت من مشاريع كثيرة، وأخيراً هذه الحرب زادت معاناة المواطن، وتسببت بانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار وانقطاع المياه، ودفعتنا لاستخدام مياه غير صالحة للشرب، وأصبح حال المواطن في جحيم".
وتابع: "نناشد الجهات المعنية، وقيادة التحالف العربي بالتدخل لإصلاح التيار الكهربائي، وكذلك المنظمات الدولية والمحلية للقيام بواجباتها تجاه مدينتا المنكوبة، من خلال توفير ما تحتاجه المدينة المنكوبة".

ساحة صراع للأطراف المتحاربة
من جانبه، قال المواطن أبو صالح: "للأسف الشديد.. تحولت المدينة إلى قاعدة عسكرية وساحة معركة للأطراف المتحاربة، وحرم السكان من أبسط الخدمات كالماء والكهرباء، وعجز تجار المواد الغذائية عن توفير احتياجات السكان هناك".
وأضاف عن معاناة المواطنين اليومية في البحث عن المياه الصالحة للشرب: "نحن بلا ماء منذ ثلاثة أشهر تقريباً، والسبب يرجع إلى انقطاع التيار الكهربائي الذي تسبب بعدم وصول مياه الشرب إلى المنازل، إلا أن بعض الأهالي استطاعوا توفير مياه الشرب لأسرهم من مصادر أخرى".

التدخل السريع
من جهتها، قالت رحاب سوبان -رئيسة مؤسسة العطاء: "معاناة شقرة كبيرة جداً نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها شقرة منذ اندلاع الحرب حتي يومنا هذا، وهم يعانون الأمرين بسبب انقطاع الكهرباء عن المنطقة، واضطر بعض الأهالي إلى النزوح بسبب الكهرباء، والمواطن بات عاجزاً عن توفير وشراء الثلج، وهناك عدد من المواطنين مات بسبب الضغط السكر والأمراض المزمنة، والبعض مات بسبب الربو، وأجهزة الربو تعمل على الكهرباء والكهرباء لا وجود لها، فنطالب الجهات والسلطات المعنية بسرعة إنقاذ شقرة".

وأضافت: "الحرب دمرت كل جميل في شقرة، وأصبحت شقرة، رغم موقعها الإستراتيجي على الخط الدولي العام، محاصرةً منذ ثلاثة أشهر، وزادت معاناة سكان المدينة".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى