الفذ الفريق علي محضار قاسم حلموس

> زيد حنش عبدالله

> انتقل إلى جوار ربه علي محضار قاسم حلموس في 18/ 7/ 2020م وهو بعمر ما يقارب 85 عاماً في خموس يهر، جبل محرم، معزبة آل بن حلموس، وله خمسة أبناء اثنان ضابطان في الجيش: خالد ومحمد.
عمل في شرطة شبر في أبين - في جعار، ومن خلالها التحق بالعمل الفدائي مع بعض رفاقه ومنهم علي حسين ناصر (مخيل) ومحمد علي القبرص ويسلم عبدالله ناصر، وله عدة عمليات فدائية، وتم القبض عليه مع بعض رفاقه في محافظة أبين (امسواد) وسجنوا وعددهم (13)، ولكنهم خططوا للهروب من السجن (سجن البحرين) في مدينة جعار بمساعدة الجندي محمود خالد الباقري (يافع)، ومنذ تلك الفترة كان يتم العمل الفدائي بشكل منظم، وكان يتم تنقلهم من تعز أو عدن وأبين ولحج في مختلف المناطق وتتم العمليات الفدائية عبر تلك المناطق.

وأصبح الفقيد الفريق علي محضار القائد العسكري لمنطقة يافع، الكبيرة والواسعة والمترامية الأطراف، والتي يقطنها عدد كبير من المناضلين الأشاوس، وقد كان للفريق علي محضار دور كبير وبارز في قيادة المناضلين والتخطيط للعمليات الفدائية في مختلف المناطق الجنوبية، وقيام الثورة المسلحة، وإيجاد الأسلحة والمعدات للفدائيين لتنفيذ العمليات الفدائية وتحفيز الفدائيين لتنفيذ العمل الفدائي، وكان لقائد الفدائيين نفس طويل، وهو إنسان صبور وجسور في تنفيذ العمليات الفدائية وإنسان بشوش في التعامل مع كافة الفدائيين، ولكنه إنسان جسور في التعامل مع كل المناضلين لضمان تنفيذ العمليات الفدائية ونجاحها، وكان سلوكه وتعامله بالبشاشة مع كل الناس، وكل من يخالطهم ويتعامل معهم حسب الظروف.

لقد عاش الفريق/ علي محضار قاسم بن ملموس في عدة مراحل مختلفة فيها الضيق وفيها الفرج، لقد عاش كل تلك السنوات الطوال وهو برتبة لواء، بينما مفترض أن يكون برتبة فريق، ولم تصرف له سيارة تقله، وكان يذهب عمله مشياً على الأقدام، وغيره تصرف لهم السيارات الفخمة، وهو لم يبال ولم يشتكِ لمسئول، يا لهذا الشخص الفذ ذي السلوك المميز ويعيش دون ملل رغم السلوك الشاذ في معاملته بخلاف غيره.

ورغم تاريخه الناصع والذي يجب أن يعطى له كل ما يستحقه وأكثر، لما قدمه من تضحيات ليس هذا فحسب، بل إن مرضه الذي أفتك بحياته، حيث ظل أكثر من أربع سنوات مريضا (طريح الفراش)، والذي كان سبب وفاته دون أن ينظر إليه لصرف القليل من الدولارات لعلاجه وإنقاذ هذا البطل المغوار لجزء بسيط لما قدمه في حياته من نضال لإنقاذ البلاد من الاستعمار البغيض في بلادنا من أجل التحرير ورفع العلم الوطني ليحكم البلاد أبناؤها، عندما كنت في المدرسة المتوسطة في جعار زرت علي محضار حلموس وهو وبعض رفاقه في سجن البحرين في جعار، عندما سجنوا في نهاية عام 1964م وبداية عام 1965م (تقريباً) قابلوني جميعهم بالفرحة لأسباب زيارتهم من قبل طفل من أبناء منطقتهم، وكانت تبدو على وجوههم الفرحة والفخر.

ومن ذكريات علي محضار عندما زار خاله/ خنبش عبدالله في منزله دار الحديدة مقبل يافع وكانوا على أهبة السفر إلى تعز، شمال الوطن، فقلت - مخاطباً له - بأنني سوف أسافر معهم إلى هناك (تعز)، فرد علي: لا، أنت يجب أن تواصل الدراسة وهذا أهم شيء لنا ولك، وتعتبر من مناضلينا يا ابن الخال، وكان يقول إن كل الشباب ليسوا في جبهات القتال فحسب، بل إن المناضلين في كل الجبهات المدنية والعسكرية.

لقد رحل عنا الفذ الجسور علي محضار، والذي لم يكن من مناضلي حرب التحرير فحسب، بل إنه كان من عمالقة الثورة الأكتوبرية، لقد كان رئيسا لجبهة الإصلاح اليافعية، للإصلاح بين القبائل، بعد أن كان قائداً للتحري في منطقة يافع، لقد كان له عدد من العمليات الفدائية الناجحة في كل من باتيس وجعار والحصن، والمشاركة في العمليات الفدائية داخل عدن وجعار والحصن، والمشاركة في العمليات الفدائية داخل عدن وفي جبهات الحبيلين والثمير وغيرها، وكان مرافقاً للشهيد عبود في إحدى العمليات الفدائية في مدينة الشيخ عثمان في عدن، لقد كان الفقيد الفريق/ علي محضار قاسم القائد العسكري لجبهة يافع وأحمد قاسم راجح المسئول السياسي للجبهة مثلا زمان لبعض في السراء والضراء، نطلب من الله العلي القدير والمغفرة لهما وأن يسكنهما فسيح جناته، لقد عاشا وماتا مناضلين.

لقد كانت جنازة الفقيد علي محضار مهيبة، حيث تم مواراة جثمانه في مسقط رأسه مدينة رصد، عاصمة المديرية بعد أن وصل جثمانه قادماً من صنعاء، وكان في مقدمة مستقبلي جثمانه كل الإخوة المسئولين في السلطة المحلية والعسكرية في المديرية وكل القادة والضباط الذين حضروا إلى المديرية وكل المشايخ والأعيان القادمين من كل أنحاء المديرية ومجموعة كبيرة من المواطنين بحضور ابن الفقيد العقيد/ محمد علي محضار ملموس ووكل أبناء قبيلة آل بن حلموس، كلنا ننعيك وكلنا فقدناك يا فقيد الوطن الجسور والفذ الفريق/ علي محضار قاسم حلموس، نرجو من الله جل شأنه أن يسكنك فسيح جناته، جنة الخلد جزاء لما قدمت من تضحيات وفداء على مدى حياتك، عشت نزيها ومت نزيها يا أبا خالد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى