برشلونة.. كلك سوءات وللناس أعين ..!

> محمد العولقي

>
* حسناً ، عن قريب سيكون لي في برشلونة عرش ذهبي ، أو يكون لي فيها قبر .. عبارة ربما تنسب إلى (محمد الفاتح) أيام فتح القسطنطينية (بعد التحريف طبعاً) لكنها في الواقع تختزل حالة ليونيل ميسي مع برشلونة برمتها في تسونامي الثمانية .. إذ أن كل كاتالونيا اهتزت وربت على وقع (زلزال ألماني) دمر برشلونة في ملعب النور بلشبونة عشية أمسية أوروبية تجرع فيها ليونيل ميسي السم الزعاف مرغماً ومكرهاً وصاغراً.

 * هل هذا هو برشلونة الذي ظل يدور في فلك ميسي سنوات، لم تطرح للبلوجرانا ولو قطرة عسل في برميل الخل البرشلوني ؟ وهل هذا الفريق الذي تعاطى أمام بايرن ميونيخ كل دراما التبكيت والتنكيت ، هو ذاته الفريق الذي يُقال أنه إف . سي . ميسلونة ؟ ، وحتى لو سلمنا أن لكرة القدم مفارقاتها العجيبة ومفاجأتها الغريبة ، ففي أي خانة يمكننا تصنيف هزيمة برشلونة أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بثمانية أهداف عداً ونقداً ..؟

 * الهزيمة في كرة القدم أشكال وألوان ، منها الهزيمة المقبولة ، والهزيمة المشرفة ، والهزيمة المذلة ، والهزيمة غير المنطقية ، لكن سقوط برشلونة المدوي أمام الماكينات الألمانية التي تعمل بدقة الساعات السويسرية، كانت عاصفة وفضيحة القرن الكبرى ، ففي أي درجة يمكن تصنيف هزيمة البرشا الذي كان يا ما كان يلعب بشياكة وببرستيج الشوكة والسكين ..؟ .. في سلم الهزائم ثمة هزيمة، لا نملك حيالها الشيء الكثير سوى الاحتراق الداخلي ، كالحطب اليابس أمام المحرقة ، تبدو العبارة قولاً مأثوراً ، ينطبق تماماً على الفريق الذي قلد مشية الأبقار فنسي فيما بعد مشيته الشهيرة.

 * سنكون مجحفين في حق بايرن ميونيخ ، لو أننا علقنا هزيمته التاريخية للبرشا على أنها (مفاجأة) ، وسنتجنى كثيراً على الفريق البافاري الصارم لو أننا تعصبنا لمبدأ المفارقات ، فالانتصار البافاري الساحق الماحق لا غبار عليه ، ولا يمكن إدخاله في خرم إبرة المفاجآت ، لأن بايرن ميونيخ عندما دمر كل فنيات برشلونة ، وفضح منسوب رفاق ميسي ، كان في الواقع ، يمارس تجلياته مع الأرقام القياسية، ويخترق التاريخ والجغرافيا ، ثم يوقع لاعبوه على 8 صدمات ، جعلت برشلونة فريقاً يتوسل ويتسول رحمة عزيز القوم الذي ذلته ديكتاتورية فريق ألماني جاد وصارم لا يرحم.

 * ستعود (جعجعة عشاق برشلونة) إلى عادتها القديمة ، كيكي سيتين لا يفهم في كرة القدم ، وكل علاقته بها ، لا تخرج عن نطاق تربية الأبقار والاستمتاع بوحشية الماتادور أمام ثيران كاتالونيا ، حسناً .. سيتين لا يفهم ولم يسبق له أن قرأ أبجديات التيكي تاكا (العرجاء حالياً) لكنه بالتأكيد ليس الثور الوحيد الذي نقل برشلونة من مصفوفة إرنستو فالفيردي إلى حلبة العار والفضيحة والمهزلة.

 * منذ رحيل النجمين الكبيرين الرائعين (تشافي هيرنانديز وأندرياس أنييستا) وهوة سوءات برشلونة، تتسع وتتسع في ظل منظومة كروية تبجل النجم الأوحد (ليونيل ميسي) في السراء والضراء، وعندما أصبح ميسي في نظر إدارة برشلونة (إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس) ، استحلى البرغوث الأرجنتيني تلك اللعبة الخطيرة ، ولم يعد في مقدوره استيعاب نجم كبير ، يزاحمه أضواء الاعلام الكاتالوني المتعصب  والمتحكم في كل الصفقات غير المفهومة وهوس الكرة الذهبية.

 * كان البرازيلي نيمار صفقة مريبة (تورط فيها الرئيس السابق روسيل) ، الذي دفع أكثر من 80 مليون عمولات من تحت الطاولة ، لكن نيمار على أي حال كان إضافة كبيرة لتدعيم جبهة برشلونة على الواجهة الأوروبية .. فقد جلب نيمار دوري الأبطال لفريق برشلونة على حساب يوفنتوس عام 2015 ، وكان يمني النفس بأن يتوج بالكرة الذهبية ، بالنظر إلى تأثيره الكبير في المباريات الصعبة ، التي فص فيها ملح ميسي وذاب ، والآلة الإعلامية الكاتالونية التي تدين بكل ما تملك لميسي تجاوزت نيمار وأغدقت على ميسي بكل شيء.

 * أخفى نيمار تبرمه مما يحدث من كذب ودجل إعلامي يزيف الحقيقة ، لكن ريمونتادا باريس سان جرمان التاريخية عرت الحقيقة فأدرك نيمار أنه حتى لو جاء بكل المعجزات ، لتم نسبها لميسي، وارتكبت الصحافة الكتالونية ، مذبحة بحق نيمار ، عندما نسبت ريمونتادا (الستة القاتلة) لليو ميسي ، في حين أن نيمار كان هو بطل تلك الليلة المجنونة بلا منازع ، بعدها وبعد ما فاض كيل البرازيلي الموهوب لم يتورع نيمار عن كسر عقده ، والرحيل (من رمضاء ميسي إلى جنة باريس سان جرمان) بحثاً عن دور البطولة وهروباً من سطوة ميسي.

 * واستقدم برشلونة في الآونة الأخيرة (لاعبين سوبر ستار) ، إذ تم التوقيع مع عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو بأكثر من 300 مليون يورو وهو رقم فلكي يسيل له لعاب الكباش ، كما تم جلب أنطوان جريزمان بمبلغ ضخم بلغ 120 مليون يورو .. بالإضافة إلى مالكوم ، وأرتور ثم فرانكي دي يونج ، والشيء المريب أن هذه الصفقات فشلت فشلاً ذريعاً في ظل منظومة الإدارة لسببين :
 - الأول : تلك الصفقات تم إبرامها بناء "على التشنج ، وسرعة رد الفعل" ، فعقب كل فشل أوروبي تلجأ الصحافة الكاتالونية إلى ممارسة ضغوطات هائلة على الإدارة، لأن التعاقد مع نجم كبير مع كل إخفاق نصر تكتيكي يصرف الأنظار عن الأسباب المباشرة للفشل.
 - والثاني : ليونيل ميسي بالطبع فهذا (الفتى الديكتاتور مُدمن ألقاب فردية) ولا يريد أن ينازعه أي لاعب النجومية المطلقة وعلى اللاعبين الدوران في ظله وتقديم الولاء والطاعة له، ما لم سيكون مصيرهم نفس مصير (نيمار وأرتور ومالكوم وكوتينيو).

 * لا تنزعجوا كثيراً ، عندما أخبركم أن مستقبل البرشا في (خطر حقيقي) ، لأن الفريق في ظل رتابة الإدارة الحالية ، وقلة وعي الإعلام الكاتالوني المتعصب لـ (نظرية النجم الأوحد) بلا هوية واضحة ، فالفوضى تضرب الفريق ، وليس هناك (بارقة أمل) تلوح بإصلاح الحال المائل ، طالما عصمة القرار ليس بيد الإدارة ، فعندما تم طرد إرنستو فالفيردي لأمر دبر بليل، وتم التعاقد مع كيكي سيتين ، قلتُ حينها : "يا للهول .. رجل من مزارع الأبقار .. يأتي للإنقاذ" .. !
 * أما بالنسبة لليونيل ميسي فلم يكن يوماً ما مغرماً بالتيكي تاكا ، ولم يكن يوماً ما مهتماً به.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى