شقرة.. خرق للهدنة ومخاوف من إدخال «القاعدة» خط المواجهة

> شقرة «الأيام» خاص

>
منذ إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية عن وقف إطلاق النار بين القوات الجنوبية والقوات الموالية للحكومة ووصول فريق التحالف للرقابة على تنفيذ القرار أواخر يوليو الماضي، مازالت خروقات وقف اطلاق النار مستمرة، وتتهم القوات المسلحة الجنوبية من تصفهم بمليشيا الإخوان المتدثرة بثوب الشرعية بصعيد الوضع واستهداف مواقع القوات الجنوبية بشكل مستمر في كل من جبهة الطرية ووادي سلا.

ويقول قادة عسكريون جنوبيون إنهم ملتزمون بقرار وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف السعودي، وسيردون بقوة في حال استمرار الخروق من قبل القوات الموالية للحكومة.
 ويقول قادة عسكريون جنوبيون إنه بالرغم من وصول مراقبين للإشراف على قرار وقف إطلاق النار إلا أن استهداف مواقع القوات الجنوبية بقذائف الهاون والمدفعية مستمر منذ لحظة  وصول فريق المراقبين التابع للتحالف العربي في 24 من يوليو الماضي، وهذا يؤكد رفض الطرف المتستر بثوب الشرعية لأي هدنة أو حلول ميدانية من  شأنها عودة الأوضاع على ما كانت عليه في السابق.

ويشير قادة عسكريون التقتهم الأيام إلى ما وصفوه بأحدث الخروق لاتفاق وقف إطلاق النار وخطورة تسليم  قيادات من مليشيات الإخوان عددا من مواقعها لعناصر من تنظيمات متطرفة، وعدم تعامل مليشيا الإخوان مع تنفيذ اتفاق الرياض بشكل جاد يبرهن أن هذه مليشيات الإخوان ماضية في مزيد من التصعيد والتجاوزات وتقويض  الاتفاق.

خروق مستمرة
 العميد الركن ناصر سالم عبد المحسن (أبو أيمن) رئيس عمليات محور أبين قال: "الإخوان استكملوا تعزيزاتهم بوصول آخر فوج من قوي الإرهاب التي غادرت معاقلها في البيضاء، واتجهت صوب أبين. وخلال اليومين المنصرمين سلمت الشرعية رسميا قيادة الجبهة إلى عناصر متطرفة تم جلبها من البيضاء".
وأضاف: "يمكنني القول إن قوى الإرهاب عازمة على خوض مغامرتها الأخيرة، ويبدو أن ذلك وشيكا".

 مضيفا: "مليشيات الإخوان تواصل خروقها باستمرار، ولم تتوقف للحظة، ونحن ملتزمون بأقصى درجات ضبط النفس، وفي نفس الوقت لا نسمح لهذه المليشيات أن تقترب من مواقعنا الدفاعية، وفي كل مرة يحاولون استهداف مواقعنا نلقنهم دروس قاسية".
وتابع حديثه قائلا: "الإخوان لا يمكن أن يلتزموا باتفاق الرياض في ظل تراخي الراعي الرسمي لهذا الإنفاق وسكوته عن هذه الخروق المستمرة".

 وقال رئيس عمليات محور أبين: "يبذل أبناء القوات المسلحة ومعهم أبطال المقاومة الجنوبية جهودا جبارة، ويقدمون التضحيات الجسيمة في سبيل الذود عن حياض الوطن، ويقدمون أرواحهم بكل قناعة، ولا يتوقف هذا العطاء حتى يرون وطنهم حرا مستقلا كامل السيادة على كل ذرة من ترابه، وإذا فشل اتفاق الرياض نحن جاهزون بإذن الله لاجتثاث قوى الإرهاب وتطهير أرضنا من كل قِوَى الارتزاق والعمالة "وسيرى الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون".

مليشيات لا تحترم المعاهدات والمواثيق
من جهته قال قائد اللواء الأول مهام خاصة نبيل الحنشي: "ما تزل قوات الشرعية اليمنية في حالة خرق يومي ومستمر للهدنة بقصفها لمواقع القوات الجنوبية بشكل هستيري ويائس بمختلف أنواع الأسلحة وأضاف. لا تعترف تلك القوات أو تحترم المعاهدات والمواثيق وقد دأبت على، ذلك في كل المراحل، ولا تعرف إلا لغة القوة فقط".
وقال الحنشي: "هناك تحشيد، لكل قوات "الاحتلال" المتدثرة بقناع الشرعية، وقد جندت وحشدت كل عناصرها "الإرهابية" التي جلبتهم عنوة كأخر ورقة تدفع بها في محاولة لكسر القوات المسلحة الجنوبية الحامية لإرادة شعب الجنوب وأهداف ثورته المعلنة، لكن هيهات أن تنال قُوَى الشر الظلامية من إرادتنا وعزيمة قواتنا مهما كان؛ لأننا أصحاب قضية نؤمن بها ونذود عنها باستماتة واستبسال، ومع كل هذا، نحن أصحاب حق، وننشد وطنا واستعادة دولة حرة".

وتابع الحنشي حديثه: "كل يوم يجرون ذيول الهزيمة والخزي والعار، لأنهم لا قضية لهم ولا هدف، ولنا معهم تجارِب عدّة، ودروس قاسية لم يتعلموا منها، ولكننا سنكررها مضطرين، ونلقنهم الدرس تلو الآخر حتى يفيقوا، ويعودون إلى صوابهم، نسأل الله لهم الهداية".
وأضاف: "نحن دوما دعاة سلام، ونجنح للأمن والأمان، ولم نك في يوم من الأيام دعاة للحرب، ولكن إن فرضت علينا الحرب فنحن رجالها ومن كذب جرب ...

 رسالتي اليوم  لإخوتنا من أبناء الجنوب ممن هم في إطار تلك القوات المعتدية أن يعودوا إلى صوابهم، فمهما كان الاختلاف فلا يجوز أن تقف ضد شعبك، وإرادة أبناءه بمجرد خلافك مع فلان أو علان من الناس. ندعوهم ونكرر دعوتنا لهم إن جنوبنا يجمعنا، فلا يقحموا أنفسهم في حرب خاسرة تتحدى إرادة شعبنا الجنوبي البطل الصامد الصابر، فالجنوب شعب لا يقهر، ومن باع شعبه ونفسه يتحمل ما يصيبه".

وقال: "علاقتي بأفرادي عَلاقة الأب بأولاده، وعلاقة الأخ الأكبر بإخوانه، بل أكثر، قبل أن تكون عَلاقة قائد بأفراده... وقوفي بينهم ووجودي الدائم والثابت معهم  كفيل لأن يمنحني الأفراد ثقتهم وحبهم واحترامهم. وأمر طبيعي أن تحترم الشخص الذي تتقاسم معه الخندق والمخاطر والحر و التعب والجوع والظمأ، وأنا لست سوى واحد ممن يتقاسمون مع أفرادهم كل شيء، سواء في الحرب أم السلم، وهذا يكفيني شرفا وفخرا".

إنجاز كبير للقوات الجنوبية
من جهته، قال الناطق الرسمي لمحور أبين النقيب محمد النقيب في تصريح خاص "للأيام": "فيما يتعلق بآخر المستجدات العسكرية في الجبهة، حتى هذه اللحظة، ما زالت الخروق مستمرة في مختلف قطاعات الجبهة وتستخدم المليشيات مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، إضافة إلى الدفع بتعزيزات كبيرة إلى مدينة شقرة قادمة من مأرب ومعسكرات الاستقبال التي أنشئت لعناصر القاعدة وداعش، التي هربت من معقلها الرئيس في مدينة قيفة بمحافظة البيضاء، وقد وصلوا بأعداد كبيرة إلى شقرة".

وأضاف: "نحن نتعامل مع هذه الخروق وفق تموضعنا الدفاعي الذي تم اتخاذه بناء على توجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي، والتزاما منا باتفاق الرياض، نبدي أعلى درجات ضبط النفس إزاء هذه الخروق، لكننا في الوقت ذاته نرد على هذه الخروق في حال التمادي والإمعان، نحن نتعامل بحزم في حال التمادي من قبل المليشيات، ونعرف أن المليشيات الإخوانية حتى في مناطق سيطرتها قد سلمت مناطق كثيرة لقيادات من التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى أنها أسندت إليهم مهمة الانتقام من قيادات في القوات المسلحة الجنوبية كالحزام الأمني، فقد تم اغتيال اثنين من قياداته في وقت سابق، وكذلك ملاحقة قيادات في النخبة الشبوانية.

وقال النقيب: "نحن نخوض غمار معركة لاجتثاث الإرهاب ليس من الْآنَ، بل منذ تحرير أبين عام 2017م، و 2018م بداية المعركة التي خاضتها القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات الحزام الأمني وقوات النخبة الشبوانية، وتلك الإنجازات قد أشاد الكثير بها، وكانت آخر إشادة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها عام 2019م، الذي قالت فيه إن القوات الجنوبية حققت إنجازا كبيرا، وإن هذه الإنجازات عادت عكسية بعد خروج قوات النخبة الشبوانية، أي إن هذه المليشيات عادت إلى هذه المناطق بعد سيطرة المليشيات الإخوانية على شبوة وبعض مناطق أبين.

وعن دور الطرف الراعي لاتفاق الرياض في إلزام  مليشيات الإخوان المسلمين بمسار الاتفاق قال النقيب :"هذا السؤال يعود إلى الجهات الراعية والرسمية لتنفيذ الاتفاق، يجب أن تمارس ضغطا على مليشيات هي في حقيقة الأمر غير قادرة على تحقيق الانتصار على الأرض، ولو كانت كذلك لفعلت وبسطت سيطرتها قبل اتفاق الرياض".

وقال: "المليشيا تريد ابتزاز المملكة العربية السعودية والتحالف العربي لتنفيذ أجندات خارجية قطرية تركية معروفة في عدائها للمملكة العربية السُّعُودية. والجهود التي تبذلها القوات المسلحة الجنوبية ملحمية، ليست فقط في جبهة أبين بل في مختلف الجبهات، وأضاف: "نحن نخوض معركة مزدوجة مع عدوين متحالفين مع بعضهم: مليشيات الحوثيين ومليشيات الإخوان. القوات المسلحة الجنوبية القوة العسكرية الفعلية التي استطاعت أن تلحق هزيمة كبيرة وتقطع أذرع مشروعين خطرين هما المشروع القطري التركي والمشروع الإيراني".

وقال: "بالطبع، المليشيات المتدثرة بلباس الشرعية تمارس اعتداءات جسيمة وجرائم حرب في حق المدنيين بقصف المدنيين، سواء كانوا في مسرح العمليات العسكرية أم في خارج مناطق العمليات العسكرية، في محافظة شبوة أم في مناطق سيطرتها في محافظة أبين".
وأشار النقيب إلى قيام من وصفها بالمليشيات الإخوانية بتنفيذ مداهمات لمنازل المدنيين واعتقالهم، ووصلت إلى حد الإعدام، وهو سلوك ينسجم مع سلوك التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) في  حق أبناء  شعبنا الجنوبي، ونحن لم نطلق معركة اجتثاث الإرهاب إلا لحماية حق شعبنا في الحياة الأمنة والمستقرة لدحرهم إن شاء الله. إن مهمتنا في القوات المسلحة الجنوبية هي مهمة واحدة، هي الدفاع والفداء عن سيادة وحياض وطننا وعزته وكرامة شعبه.

ثابتون في مواقعنا
 وقال محمد قاسم، وهو أحد الجنود المرابطين في مقدمة الجبهة: "نحن في مواقعنا ثابتون ثبوت الجبال، ولن نتزحزح من مواقعنا قِيد أنملة، ولن يمر الغازي إلا على جثثنا، ونحن إلى ذلك ملتزمون بوقف إطلاق النار الذي أَعْلَنَه التحالف العربي وبتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عيدروس قاسم الزبيدي والقيادة العسكرية في الجبهة".

وأضاف: "المليشيات "الإخوانية" لم تلتزم إلى الآن بوقف إطلاق النار منذ قدوم  لجنة المراقبة السعودية التابعة لقوات التحالف العربي، وتقوم بين الحين والآخر بعمليات تسلل أو قصف على مواقع قواتنا المسلحة، ونتعامل معهم بالرد على مصادر إطلاق القذائف".
وقال: "الوحدات العسكرية القتالية في كامل جاهزيتها القتالية للتصدي والتعامل مع خروق المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية في حالة مهاجمتها لمواقع القوات المسلحة الجنوبية الملتزمة باتفاق الرياض الذي دعا إلى وقف إطلاق النار".

وقال  الجندي أحمد سالم :"قواتنا، وهي تطبق أقصى درجات ضبط النفس، مع حق الرد المشروع في الدفاع عن النفس ترد بقوة وحزم، وإن ساعة الصفر لم تحن بعد، وننتظر توجيهات القيادة السياسية للمجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي".
وأضاف: "إن تحرير أبين وشبوة وكافة المناطق الجنوبية ليست إلا مسألة وقت فقط، ننتظر ساعة الصفر لاجتثاث الإرهاب من جذوره متى ما صدرت التعليمات من القيادة".

وأشار إلى المعنويات العالية التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة الجنوبية وقال: "إن معنويات كافة منتسبي القوات المسلحة الجنوبية عالية ولقنت المليشيات الإخوانية درسا خلال الساعات الماضية".
واختتم قائلا: "إننا ننتظر توجيهات قيادتنا بفارغ الصبر، وحينها لن تقف قواتنا إلا على أسوار مأرب".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى