معالي السيِّد المواطن.. بلا حقوق

>
مع كل التقدير لمقدّم برنامج (معالي المواطن) الإعلامي السعودي علي العلياني والحق الفكري والأدبي لبرنامجه الذي يقدّمه من على شاشة العرب mbc، اقتبست عنوان هذا المقال لأخاطب به معالي وسيادة المواطن في بلدي الذي لا يمتلك من هذا المسمّى شيئا ولو جزءا بسيطا من حقه وحريته وكرامته، ويفترض به أن يكون من أصحاب السلطة، كيف لا وهو مالكها بنص الدستور وله كامل الحقوق والحريات؟! ولكنها تلك التي تُمارس باسمه وصفته وعلى (ظهره) كما يُقال..! لا زال معالي المواطن يرتقي بأحلام أصحاب النفوذ والجاه والسُلطة لتحقيق ما يريدون ووقت ما تشتهي أنفسهم.

سيدي صاحب المقام الرفيع (معالي المواطن) إنّ صوتك له أهمية كُبرى عند هؤلاء النفر من الناس الذين يستهويهم صوتك وإرادتك فيستغلونها جهارا نهارا لتحقيق أطماعهم الجهوية والقبلية والفئوية بموجب نص دستوري قمت أنت بمنحه إياهم، لقاء وعود وأراجيف من تلك الوعود.. فما الذي تحقّق؟ وما الذي وقع منها؟
سيدي صاحب المعالي (المواطن) تنّص المادة الرابعة من الدستور اليمني: "إنَّ الشعب مالك السلطة ومصدرها، ويمارسها بشكل مباشر أو غير مباشر... إلخ)، ومعاليك تملك السلطة وأنت مصدرها وتُمارسها بإرادتك وحريتك وفق ما تراه وتختار طُرُق هذه المُمارسة وطريق التعبير عنها، وفوق ذلك لا يتم سؤالك ولا الاعتناء بضرورة سؤالك ومن يعينك على تحقيق هذه الطُرُقْ وإنجاح مشروعيتها.

سيدي معالي المواطن: إنّ المرتكز في قيام أي دولة هو (أنت)، فبدونك لا معنى للدولة ولا للحكومة ولا للدستور ولا للقوانين وإجراءاتها، وبٍك ينهض البلد وتعمّر الأرض وبك تُصان الحقوق ولا تُهدر ولا يجب لها أن تُهدر.
معالي المواطن: المواطنة هي إجراء دستوري وحق أصيل وهو الوجه الآخر لك ومن خلالها يحق لك أن تكون سلطة المشاركة بآرائك والتعبير عنها بقوة وبحرية وأنت تعلم أنها لن تصادر حريتك في ذلك الأمر. لذلك فإنّ من أهم مهماتك هي تقويم الأداء وتصويب الأخطاء وحلّ النزاعات وفقا لإجراءات قانونية، وبوجود إدارة عاملة حقيقية تعي دورها المنوط بها.

لكن معالي السيّد المواطن إلى متى سيطول سكوتك عن الأخطاء؟ هل مللت من التعاطي مع الأمر وارتخت إرادتك وهمتُّك حتى تستكين لما يجري من حولك وتقبل بالفوضى ولا تحرّك الماء الراكد من حولك؟ اليوم يأمرونك وأنت الآمر والناهي! اليوم أنت مُطالب بتسديد ديون لم تقم بصنعها، بل هم أولئك النفر من الناس الذين يستغلون مناصبهم التي أصبحت ملكية لهم أكثر من كونها وظيفة يؤدونها لأجلك! اليوم يتم سلب إرادتك عنوة منك ويتم فرض جبايات غير قانونية على فلذات أكبادنا تحت مسمى أعور.. (رسوم)، رسوم ماذا؟! لتفرض ولأجل ماذا ولا يوجد بها سندات قانونية! وهذا غيض من فيض يا معالي المواطن.

اليوم تكاليف حياتك، يتم التحايل عليها باسمك وهي ملك لك فهي لخدمتك وليست لخدمة أغراضهم وشهواتهم، فالكهرباء هالكة ومتهالكة بفعل وعن عمد وقصد، تم تخريبها ويتم إهلاكها بقصد متعمّد وتحت مبررات واهية، ومطلوب منك أن تصمد وتعبّر عن صمودك بالتفاعل معهم حتى وأنت مالك السلطة ومصدرها، فالعبث يخيّم على أرجاء الكهرباء بسحب سوداء قاتمة تم تصنيعها خصيصا لغرض إقلاق سكينتك وأمنك. فهل أنت راضٍ عمّا يحدث ويصير لك ومن حولك؟ فإلى متى هذا السكون؟ وإلى متى هذا الخنوع وأنت الحاكم وبيدك مقاليد الحكم والسلطة الصبر جميل" ولكن له حدود.

أشكر في نهاية هذا المقال (معالي المواطن) على سعة صدره لتقبّله هذا الرأي بكل أريحية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى