مخاوف دولية من استغلال القاعدة بأبين يدفع نحو تفعيل المسار السياسي

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> تحرك سعودي لإنقاذ اتفاق الرياض والدول الخمس تضغط لتنفيذ خطة جريفثس
بدأ سفراء مجموعة الدول الخمس الكبرى تحركات واسعة مع الأطراف اليمنية، للضغط باتجاه القبول بخطة المبعوث الأممي بشأن وقف القتال بالتزامن مع تحركات سعودية لإنقاذ اتفاق الرياض عقب إعلان الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركته في المفاوضات.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية قولها إن سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدؤوا التحرك الجماعي لمساندة المبعوث الأممي مارتن جريفيثس لإقناع الأطراف اليمنية بالقبول بخطته لوقف القتال والتدابير الإنسانية والاقتصادية المرافقة والانتقال إلى مفاوضات الحل السياسي الشامل.

وحسب المصادر، إن الاتصالات تسعى للضغط على الحوثيين من أجل سحب اعتراضهم على أجزاء من الخطة الأممية، والسماح بوصول الفرق الفنية إلى خزان النفط العائم لإصلاحه وتفريغ حمولته، التي تزيد على مليون ومائتي ألف برميل من النفط الخام. فيما تهدف التحركات إلى تقديم تطمينات للحكومة الشرعية بشأن إشراف الأمم المتحدة على إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي.

وجاء التحرك مع اشتداد المعارك في محيط محافظة مأرب بين القوات المشتركة وجماعة الحوثي، التي تواصل حشد مقاتليها إلى هذه الجبهات أملاً في تحقيق أي اختراق على رغْم الخسائر الفادحة التي تلقتها، فقد قتل المئات من عناصرها، بينهم قيادات بارزة خلال المواجهات.

وفي موازاة ذلك، أعلن اجتماع لقيادات حكومة الشرعية اليمنية بحضور نائب الرئيس ورئيسي البرلمان وحكومة تصريف الأعمال ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الخميس تمسكه بتنفيذ اتفاق الرياض "كمنظومة متكاملة وبالموعد الزمني المحدد"، في أول تعليق رسمي على تعليق المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركته في مشاورات تنفيذ الاتفاق.

وقالت وسائل إعلام يمنية تابعة للشرعية، إن الشيخ سلطان البركاني، رئيس البرلمان اليمني ورئيس الوفد الحكومي المفاوض باتفاق الرياض، عقد لقاءين منفصلين مع سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا لدى اليمن، لمناقشة "المساعي السعودية لاستكمال تنفيذ الاتفاق في الجانب العسكري والأمني وعودة كافة المؤسسات والهيئات إلى عدن".

ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد طالب السفير الأميركي لدى اليمن، كريستوفر هنزل، خلال اللقاء، طرفي اتفاق الرياض بـ "التعامل والتعاون المطلق" مع المقترحات السعودية للتنفيذ، كما جاء في آلية تسريع تنفيذ الاتفاق، وتمنى أن لا يعمل البعض على إعاقة الخطوات المزمع القيام بها.
وفي السياق، قال مصدر في حكومة تصريف الأعمال اليمنية إن لجنة سعودية بدأت أمس وأمس الأول تحركات جديدة، لاحتواء التعثر الجديد في تنفيذ اتفاق الرياض، عقب إعلان الانتقالي تعليق مشاركته في المفاوضات.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن لجنة سعودية برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، عقدت اجتماعاً مع رئيس مجلس النواب اليمني "سلطان البركاني، وهيئة مستشاري الرئيس عبدربه منصور هادي، للوقوف على آخر تطورات اتفاق الرياض، ومناقشة الأسباب التي ساقها المجلس الانتقالي لتعليق المشاورات، بحسب ما ذكرته جريدة العربي الجديد.

والثلاثاء، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تعليق مشاركته في المشاورات الدائرة مع حكومة الشرعية اليمنية برعاية السعودية، وذلك قبل أيام من الموعد المقرر لإعلان حكومة التوافق المشتركة بين الجانبين.
وكانت الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي قد وقعا في الخامس من نوفمبر الماضي "اتفاق الرياض" برعاية سعودية غير أنه لم ينفذ، لكن السعودية عادت الشهر الماضي، وعدلت في الاتفاق وقدمت آلية لتسريع تنفيذه الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة.

وتتضمن الآلية المتفق عليها إعلان المجلس الانتقالي التخلي عن الإدارة الذاتية وتطبيق اتفاق الرياض وتشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوما، ووقف إطلاق النار والتصعيد بينهما، ومغادرة القوات العسكرية عدن، وفصل قوات الطرفين في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة".

ومنذ إعلان المجلس الانتقالي تعليق مشاركته في المشاورات مع حكومة الشرعية بشأن تنفيذ اتفاق الرياض، تصاعدت المعارك بين الطرفين في محافظة أبين، وعززت الحكومة اليمنية مواقعها بعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش، مما زاد من مخاوف الأطراف الدولية والإقليمية من عودة التنظيمات الإرهابية إلى أبين بعد أن طهرتها قوات جنوبية دربتها ودعمتها الإمارات في إطار التحالف العربي.

وطوال الفترة الماضية، واصلت حكومة الشرعية الدفع بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش من محافظتي البيضاء ومأرب، إلى شقرة، في تحركات مثّلت خروقا متواصلة لمسار اتفاق الرياض، قادت المجلس الانتقالي إلى إعلان تعليق مشاركته في المشاورات.
وكثيرًا ما استعانت قوات الشرعية، الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، بتنظيمي داعش والقاعدة عبر تحشيد عسكري متواصل ضد الجنوب، استهدفت في المقام الأول صناعة فوضى أمنية عارمة، بغية خلط الأوراق واستفزاز الجنوبيين، بحسب وصف أطراف سياسية جنوبية.

وكانت تمركزات تنظيم القاعدة في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، قد تلقّت إمدادات عسكرية ‏من اللواء الثالث حماية رئاسية بقيادة لؤي الزامكي الموالي لحزب الإصلاح اليمني.
ونقلت العناصر المتطرفة الإمدادات إلى مناطق تمركزها في الوضيع؛ تأكيدا على استمرار التنسيق العسكري بين الشرعية، وتنظيم القاعدة، ورُصد انتشارٌ غير مألوف لعناصر تنظيم القاعدة في مديرية الوضيع، بالتزامن مع أعمال نقل الإمدادات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى