سباق بين الشرعية والحوثيين على تجنيد عناصر القاعدة في شقرة والبيضاء

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> كشفت مصادر أمنية في محافظة البيضاء عن تسليم جماعة الحوثي عدداً من مناطق المحافظة لتنظيم «القاعدة»، وفقا لما نقلته صحيفة الاتحاد الإماراتية عن مصادر مطلعة، بالتزامن مع تنسيق مكثف بين عناصر التنظيم وقوات الشرعية في أبين وصل أخير إلى تسليم عناصر من التنظيم مواقع هامة في الخطوط الأمامية.
وتشهد البيضاء ومعاقل تنظيم القاعدة عمليات استقطاب واسعة وسباق بين جماعة الحوثي التي تجند عناصر التنظيم للقتال ضد القوات الحكومية، فيما تعمل الشرعية على نقل عناصر متطرفة من البيضاء ومأرب إلى أبين لإشراكهم في الحرب القائمة ضد القوات الجنوبية في شقرة.

وبحسب المصادر ذاتها فقد سيطر تنظيم «القاعدة» على مناطق «الصومعة ومسورة والبرح» الخاضعة لسيطرة الحوثيين، جاء ذلك في ظل التنسيق بين الطرفين الذي بات علنياً في محافظة البيضاء، موضحاً أن تسليم الحوثيين لتلك المناطق تم بتوافق يقضي بإيقاف أي هجمات ضد المواقع التي تسيطر عليها جماع الحوثي بالمحافظة مقابل السماح للتنظيم بالتحرك بحرية والسيطرة على المناطق التي ينتشرون فيها.

وأضافت المصادر أن حوادث إعدام الطبيب وتفجير أحد المقرات الصحية في مديرية «الصومعة» واختطاف المدنيين في مديرية «مسورة» والتحرك العلني لمسلحي التنظيم في القرى دون أي استهداف يؤكد الغطاء الذي تقدمه الجماعة الحوثية للتنظيمات الإرهابية في مناطق سيطرتها.
إلى ذلك، أقدم عناصر من تنظيم «القاعدة» على إعدام عدد من المواطنين من أبناء محافظة البيضاء. وأوضحت مصادر محلية أن مسلحين من «القاعدة» اختطفوا 6 مدنيين من أبناء البيضاء في منطقة «سيلة طياب» بمديرية «مسورة» واقتادوهم إلى جهة مجهولة قبل أن يقوموا بإعدامهم عقب توجيه تهم مختلفة لهم.

وأشارت المصادر إلى أن توتراً كبيراً تشهده مديرية «مسورة» بين قبائل «آل الرصاص» التي ينتمي لها الأشخاص الذين تم إعدامهم وعناصر «القاعدة»، لافتاً إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين وخلفت عدداً من القتلى والجرحى.

وأكد مصدر قبلي أن الأشخاص الذين جرى إعدامهم معظمهم من قبائل «آل الرصاص»، إحدى كبريات القبائل في محافظة البيضاء، لافتاً إلى أن المغدور بهم كانوا عائدين من مديرية «بيحان»، وتم اعتراضهم واختطافهم وإعدامهم بصورة وحشية من قبل التنظيم الإرهابي. وأشار المصدر إلى أن قبائل «آل الرصاص» تداعت وأعلنت النفير للثأر لأبنائها من عناصر «القاعدة»، موضحاً أن هناك مواجهات متصاعدة تشهدها منطقة «البرح» الفاصلة بين البيضاء وشبوة منذ أيام، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وعلى الجانب الآخر كثفت قوات الشرعية اليمنية ومليشيات حزب الإصلاح في أبين من وتيرة تنسيقها مع عناصر متطرفة من تنظيمي داعش والقاعدة وتسليمها مواقع في الخطوط الأمامية في جبهة شقرة.

ومنتصف الأسبوع الماضي سلمت مليشيات الشرعية المرابطة في شقرة عناصر مدربة من تنظيمي القاعدة وداعش أسلحة ثقيلة بينها مدافع هاون و37 ودبابات، بعد وصول تلك العناصر من البيضاء ومأرب بتنسيق مع قيادات بالجيش اليمني كتعزيز لجبهة شقرة التي أخفقت في تحقيق أي تقدم عسكري على حساب القوات الجنوبية المنتشرة من ضواحي شقرة إلى منطقة الشيخ سالم.

وبحسب الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة والمتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبي بمحور أبين، محمد النقيب، فإن تسليم السلاح الثقيل لعناصر متطرفة يأتي كمرحلة ثانية ضمن مخطط واتفاق لتسليم الجبهة وقيادة المعركة لتنظيم القاعدة.
ومنذ مايو الفائت تحاول مليشيات الشرعية اليمنية المرابطة في شقرة تحقيق أي تقدم نحو مناطق الطرية ووادي سلا، لكن القوات الجنوبية أحبطت كل المحاولات وكبدت المهاجمين خاسر فادحة في الأرواح والمعدات، ما أجبرها على البقاء في أماكنها واستهداف مواقع القوات الجنوبية بالمدفعية الثقيلة والدبابات.

وكان مصدر عسكري رفيع قال لـ "الأيام" في تصريحات صحفية سابقة إن "المليشيات أيقنت أن أي عملية تقدم على الأرض أو تقديم مشاة وآليات هو انتحار وطُعم سيقع، مثل كل مرة، في كماشة القوات الجنوبية التي فرضت في مسرح عملياتها أنساقا دفاعية متعددة، سرعان ما تتحول إلى خطوط هجومية، وهذا الوضع دفع مليشيات الشرعية إلى استقدام عناصر متطرفة والتنسيق مع تنظيمي القاعدة وداعش؛ لتنفيذ عمليات انتحارية في محاولة لاختراق تحصينات القوات الجنوبية، أو إبعادها عن مواقع المليشيات في أطراف وادي سلا، كنوع من تأمين المواقع من قذائف القوات الجنوبية".

وأضاف: "نتوقع أسوأ الاحتمالات لأية عملية تقدم أو هجوم انتحاري قد تنفذه العناصر الإرهابية ومن ورائها مليشيات الشرعية، ومستعدون لصد أي عمليات من هذا النوع وتحويل الدفاع إلى هجوم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى