دراسة أمريكية: جماعة الحوثي تتآكل من الداخل ونهايتها وشيكة

> "لأيام" غرفة الأخبار:

> كشفت دراسة أمريكية أن جماعة الحوثي تضم فرقاً وأجنحة داخلية تتصارع فيما بينها على النفوذ، واعتمادا على هذه الصراعات، هناك تنشيط لاستمرار تصاعد العنف، هذه المسارات المختلفة لها آثار مهمة ليس فقط داخل مليشيا واحدة متصارعة اقتربت نهايتها، ولكن أيضا لمطالب مليشيا الحوثي بزيادة الدعم الإيراني.
صدرت الدراسة بدعم من مكتب وزارة الدفاع الأمريكية، وتناولت استثمار النظام الإيراني الجماعة الحوثية من أجل تحقيق مصالحه، في علاقة يمكن تسميتها "الراعي والوكيل".

وأكدت الدراسة أن جماعة الحوثي تتكون من ثلاثة أجنحة وظيفية، هي الجناح الإداري والجناح السياسي والجناح العسكري، فالجناح الإداري يعد المسؤول الأول عن إدارة الانقلاب بشكل يومي، ويعد هذا الجناح الأكثر تشددا وارتباطا بزعيم المليشيا.

ويمثل رأس المليشيا عبد الملك الحوثي السلطة المطلقة، فهو القائد السياسي والعسكري والملهم للمليشيا، ومع ذلك، ومهما كانت شخصيته قوية، فإنه لا يتحكم بإدارة الانقلاب بشكل فردي، لكنه يعتمد على مجموعة متنوعة من أفراد أسرته الآخرين والمنتسبين، وبعض النخب السابقة تشاركه في المساعدة وإدارة الانقلاب وشن الحرب.

وعلى النقيض من ذلك، يلعب الجناح السياسي، الذي يشكل استراتيجية الإعلام والدبلوماسية لمليشيا الحوثي، وأخيراً، يشرف الجناح العسكري على المجهود الحربي، ويحكم القبضة على الأمن الداخلي في مناطق سيطرة انقلاب المليشيا، لكن غالبية الجناحين السياسي والعسكري تشغله شخصيات انضمت للمليشيا بعد أن كانت جزءا من النظام السابق، سواء أكانت عسكرية أم سياسية.

وترى الدراسة أن الأجنحة التي تثبت أنها صاعدة ستشكل أيضاً حسابات إيران المستقبلية وسيادة إيران مع مليشيا الحوثي، ولن يعتمد استثمار إيران على قدرات وكيلها المحتمل فحسب، بل سيعتمد أيضاً على نوع العلاقة التي تريد طهران أن تزرعها.
وأوردت الدراسة عن القيادي الحوثي "يوسف حسن إسماعيل المداني"، الذي كان من المتابعين لفترة طويلة لبدر الدين الحوثي، لكنه قام مراراً وتكراراً بتصفية الرؤوس مع عبد الملك الحوثي، وأكدت أنه حاول تولي قيادة المليشيا في أعقاب شائعات قالت بأن عبد الملك قد قُتل في غارة جوية سعودية في عام 2009.

تضم الجهات الفاعلة في الجناح العسكري في الغالب عناصر نشطة في الجانب القتالي، لكن ليس لها سلطة ولا سيطرة على الوحدات البرية، بل تدير بدلاً من ذلك جهاز الأمن الداخلي الذي يخشى كثيراً منه الحوثيون، بحسب الدراسة.
ودللت بالقيادي الحوثي "عبد الرب صالح جرفان"، رغم أنه لا يسيطر مباشرة على أي وحدات، لكنه شغل رئيساً لجهاز الأمن القومي، وقد تدرب على أيدي الحرس الثوري الإيراني، مما يجعله جسراً حاسماً بين إيران وعبد الملك الحوثي.

ومنذ انشقاق صالح في ديسمبر 2017، كانت الأجنحة الأكثر تشدداً في مليشيا الحوثي تصاعدية، وعلى الرغم من بروز هذه الأجنحة الفاعلة، إلا أنها ليست دائماً منحازة، ويمكن أن تندلع الانقسامات داخلها بسرعة.

وفي بعض الحالات، قد تتصاعد النزاعات أو الخلافات البسيطة، الأمر الذي يحرض قادة الأجنحة على بعضهم البعض، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في الاشتباكات التي أُبلغ عنها بين "أبو علي الكحلاني، مسؤول أمن عبد الملك الحوثي، ومحمد حمدين، المدير السابق للتحقيقات الجنائية في الحديدة"، وتنافس الكحلاني وحمدين على السيطرة على تجارة المخدرات، وفي نهاية المطاف، انتصر الكحلاني، بعد أن اعتقل حمدين وأرسل إلى السجن.

وقالت الدراسة إنه يمكن رؤية هذه الانقسامات على أعلى المستويات، مما يمثل رؤية الانقسامات المحتملة في المستقبل، ووثقت مصادر مؤكدة أن عبد الله يحيى أبا علي الحاكم، وهو قائد حوثي بارز، اشتبك مع حوثيين كبار آخرين، وفيهم عبد الله الرزامي ويحيى بدر الدين الحوثي. وفي عام 2016، اتهم قيادي حوثي مقرب لرأس المليشيا أبا علي الحاكم بزراعة الشقاق داخل صفوف المليشيا الحوثية بناء على طلب من علي عبد الله صالح.

ويبدو أن أبا علي الحاكم اختار بوضوح وقوفه إلى جانب رأس المليشيا، بعد أن حسم الموقف في حملة مليشيا الحوثي على المؤتمر الشعبي العام في أواخر عام 2017. ويبقى أن مثل هذه الحلقات من الخلافات تقدم لمحة نادرة عن الانقسامات الداخلية المحتملة بين الصقور البارزين في الأجنحة العسكرية والسياسية للمليشيا الحوثية.

وليس هناك "حمائم سلام" حقيقية داخل أجنحة مليشيا الحوثي، لكن هناك بالتأكيد بعض الشخصيات والعناصر الأكثر اعتدالاً، تُظهر استعداداً أو انفتاحاً أكبر للتفاوض أو المصالحة، ويمكن تداركها ضمن العناصر التي تؤلف الجناح الإداري، وهو ما يجعلها بعيدة مما يجري داخل أجنحة المليشيا الأخرى العاصفة بالصراعات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى